زكاة الفطر على الجنين الذي نفخ فيه الروح

زكاة الفطر على الجنين الذي نفخ فيه الروح فالزكاة تجب على الكبير والصغير، الذكر والأنثى، العاقل والمجنون، واجبة الزكاة على المسؤول على نفقة هؤلاء، ويجب إخراجها قبل صلاة العيد، وعبر موقع محتويات سوف نتعرف على حكم زكاة الفطر على الجنين الذي نفخ فيه الروح، وآراء العلماء في ذلك.

زكاة الفطر على الجنين الذي نفخ فيه الروح

اختلف العلماء في وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه إذا أتمّ مائة وعشرين يومًا: أيّ إذا نفخ فيه الروح، فقال ابن حزم: إلى وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين في بطن أمه إذا نفخ فيه الروح قبل طلوع الفجر من ليلة الفطر، وجب أن تؤدى عنه زكاة الفطر، وقال جمهور العلماء بعدم وجوب الزكاة على الجنين في بطن أمه، وقال الشيخ القرضاوي: أنه مستحب وليس واجباً، وبحسب جمهور العلماء أنه لا تجب الزكاة على الجنين في بطن أمه، واحتج ابن حزم بقوله هذا على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أن زكاة الفطر تجب على الكبير والصغير، والجنين يقع عليه مسمّى الصغير، فكل حكم وجب على الصغير وجب عليه، وأيضًا علل قوله هذا: أنه روي عن عثمان بن عفان: أنه كان يُعطي صدقة الفطر عن الصغير والكبير والحمل، وعن أبي قلابة قال: كان يعجبهم أن يعطوا زكاة الفطر عن الصغير والكبير حتى عن الحمل في بطن أمه، وقال ابن حزم: أن أبو قلابة أدرك الصحابة وعاشرهم، وفي الواقع فإن كل ما ذكره ابن حزم من أدلة جميعها لا توجب التزكية عن الحمل، ولا يشترط أن يكون الصغير المعني بالزكاة يشمل الحمل أيضًا.[1]

اقرأ أيضًا: خطبة جمعة مكتوبة عن زكاة الفطر

شروط وجوب الزكاة

من الشروط الواجب توافرها في المزكّي حتى تجب في حقه الزكاة هي:[2]

• الغِنى: فلا تجب زكاة الفطر على شخص فقير لا يملك قوت يومه وقت وجوبها، وقال إجماع العلماء: أن من لا شيء له، لا فطرة عليه، وحدّ الغنى الذي تجب فيه الزكاة، أنها تجب على كل مسلم مالك قوته وقوت من ينفق عليه ولو لم يملك نصابًا، وهذا مذهب جمهور العلماء، وفي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)[3].
• الحريّة: يُشترط في وجوب زكاة الفطر الحريّة، فلا تجب الفطرة عن العبد عن نفسه، وهذا قول جمهور العلماء، لأن العبد لا يملك، ومن لا يَمْلِك لا يُملّك غيره.

اقرأ أيضًا: دعاء اخراج زكاة الفطر مكتوب

حكم توكيل الجمعيات الخيريّة في دفع زكاة الفطر

اختلف العلماء حول حكم توكيل جمعيات خيريّة في إخراج زكاة الفطر، وسبب الخِلاف أن زكاة الفطر من شعائر الإسلام، فإخراجها صاع من الطعام وكَيْلها بالأيدي أمام الناس هو سنّة تناقلها المسلمون منذ عهد النبوّة، وتعارف عليها الناس في المدن والقرى، فيجتمع الناس قبل العيد بأيام لكيّلها وشرائها، ويحدد الفقراء المستحقون لها، لذا فإخراجها بالتحويل النقدي للجمعيات الخيريّة يخرجها عن كونها شعيرة من الشعائر الظاهرة إلى صدقة خفيّة، وهذا هو أصل الخلاف بين العلماء، ومن أسباب الخلاف أيضًا أنه قد يؤدي أيضًا التساهل في إعطاء الجمعيات الخيريّة إلى اختفاء هذه الشعيرة المهمة، لذا من الأفضل للمسلم أن يُخرجها بنفسه، ولا يوكّل أحد في إخراجها إلا إذا هو عجز عن إخراجها بنفسه لظرف خاص به، أو إذا كان لديه أمر يمنعه من ذلك، قال الإمام ابن قدامة: “وعلى الرّغم من ذلك، فإن التوكيل في إخراج الزكاة جائز، ولكن الأفضل أن يقوم بدفعها الشخص بنفسه”، وقال علاء الدين المرداوي: “يجوز التوكيل في دفع الزكاة، ولكن يُشترط أن يكون الشخص الموكّل ثقة مسلمًا”، وقال الإمام النووي: “يجوز للشخص توكيل أحد في توزيع الزكاة، إذا دعت الحاجة لذلك، وتفريقه من الشخص نفسه أفضل”، وقال ابن عثيمين:” يجوز توكيل الجمعيات بصرف الزكاة وتوزيعها، ولكن لا بدّ أن تصل لمستحقيها قبل صلاة العيد.[4]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

في نهاية مقالنا تعرفنا على زكاة الفطر على الجنين الذي نفخ فيه الروح بحسب جمهور العلماء فإن الزكاة لا تجب على الجنين في بطن أمه، ولكن قال بأن قدامة: أنها تجب الزكاة عليه، وتعرفنا على شروط إخراج الزكاة، وحكم توكيل الجمعيات الخيريّة بدفع الزكاة للمستحقين.