هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز سؤال من الأسئلة التي تتردد على أذهان المسلمين، فقد جعل الله تعالى الدعاء وسيلةً للاتصال بين العبد وربّه وأمر المسلمين بالإكثار من الدعاء له فهو يسمع ويجيب كلّ من تقرّب إليه بالدعاء، وإنّ الترحم على الميت هو نوع من أنواع الدعاء التي يدعو بها الناس، فإنّ الترحم هو دعاء الله ومناجاته بطلب الرحمة والغفران للشخص بعد موته وهو من الأمور الجائزة، وفي هذا المقال سنبيّن أحد التفاصيل التي يتساءل عنها الكثير من المسلمون وهي هل يجوز الترحم على غير المسلم وما حكم ذلك.

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

لا يجوز الترحم على غير المسلم بحسب ما افتى به الإمام ابن باز، فمن مات من اليهود أو النصارى أو من عبد الأوثان أو أنكر وجود العبادات مثل الصلاة وغيرها أو لم يؤديها أساسًا فالترحم عليه غير جائز شرعًا ولا الاستغفار أو الدعاء له، وقد ورد دليل ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ[1]، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يأذن له بالاستغفار لأمّه فقد ماتت في الجاهلية وهي تعبد الأوثان، فلم يأذن له الله تعالى أن يستغفر لها، وهي أمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فكيف لغيرها من غير المسلمين أن يُستغفر له أو يُترحمّ عليه، والله أعلم.[2]

هل يجوز الترحم على الملحد

إنّ الملحد هو الشخص الذي يُنكر وجود الله تعالى ويرفض الإيمان باي مظهر من المظاهر الإلهية، وعلى ذلك فهو غير مؤمن بالله ولا بتوحيده ولا دينه وإنّ مات فيكون ذلك على غير دين الإسلام والتوحيد، والترحم عليه أو الاستغفار له غير جائز شرعًا، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الدعاء للكافرين: “من الاعتداء في الدعاء أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك“، كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ[3]، وعلى ذلك فإنّ طلب الرحمة والاستغفار للمشركين أو الملحدين هو من الأمور التي لا يستجيبها الله لعبد كما لا يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى به أو يطلبها منه، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الحيوانات

هل يجوز الدعاء لغير المسلم

يُقسم الدعاء لغير المسلم في الشريعة الإسلامية إلى عدد من الأقسام والفروع، فقد يجوز الدعاء لغير المسلم بأحوال ولا يجوز بأحوال أخرى، ويكون ذلك وفقًا للتالي:[5]

  • الدعاء بالمغفرة: إنّ الدعاء للكافرين بالمغفرة أو الرحمة هو من الأمور الغير جائزة شرعًا وذلك بإجماع من أهل العلم؛ لأنّ الله تعالى يغفر يغفر كل الذنوب لمن يشاء من عباده إلّا الشرك به فهو من الأمور التي تُدخل صاحبها النار، كما إنّ ذلك ورد في كثير من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية ومن ذلك قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمً”[6].
  • الدعاء بالهداية: لا بأس في الدعاء لغير المسلم بالهداية والإسلام، بل إذا كان غير المسلم ممن لا يقاتلون الإسلام فمن المحبب أن يدعو المسلم له الله ويسأله هداية غير المسلم، وقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كثير من المواضع انّه كان يسأل الله الهداية للمشركين بمن فيهم أمُّ أبي هريرة قبل أن تُسلم.
  • الدعاء بالأمور الدنيوية: إنّ الدعاء لغير المسلمين بالأمور الدنيوية مثل سعة الرزق أو طول العمر أو كثرة الأولاد هو من الأمور التي شكّلت اختلافًا بين أهل العلم، فمنهم من ذهب إلى جواز الدعاء لهم بذلك لترغيبهم بالإسلام وزيادة الجزية التي تُدفع للمسلمين وما شابه ذلك، ومنهم من ذهب غلى عدم جواز الدعاء لهم لأنّ في زيادة الرزق والولد لغير المسلمين زيادة في تماديهم في الكفر والطغيان على المسلمين ويُرجح أنّه القول الصحيح.
  • الدعاء على غير المسلمين: فإنّ ذلك جائز ووارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وخصوصًا عندما اشتدّ أذى الكافرين له، وقد تراوح الدعاء على الكفار بين الدعاء لهم بالهداية، والدعاء عليهم بالهلاك، وذلك باختلاف شدّة أذاهم، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يجوز الدعاء على الكافرين بأنّ يميتهم الله وهم كافرين لأنّ في ذلك خلافٌ لجوهر الدعوة الإسلامية.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المنتحر

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز، ووضّح عدم جواز الترحم على غير المسلم أو الكافر أو الملحد، وأجاب عن التساؤل الذي يدور حول حكم الدعاء لغير المسلمين.

المراجع

  1. ^ سورة التوبة , الآية 113.
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم الدعاء لتاركي الصلاة والكفرة والاستغفار لهم , 10-4-2021
  3. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 153، صحيح.
  4. ^ islamweb.net , الترحم على أموات غير المسلمين من الاعتداء في الدعاء , 10-4-2021
  5. ^ saaid.net , أحوال الدعاء للكافر , 10-4-2021
  6. ^ سورة النساء , الآية 48.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *