اهم المعلومات عن اللغة الحميرية اليمنية القديمة

اهم المعلومات عن اللغة الحميرية اليمنية القديمة

سنقدم لكم في هذا المقال اهم المعلومات عن اللغة الحميرية اليمنية القديمة ، ومملكة حمير هي مملكة في العصور التاريخية القديمة قبل ظهور الإسلام، وقد استطاعت القضاء على ممالك اليمن وضمها في مملكة واحدة، وكانت لهم لغة خاصة هي اللغة الحميرية التي أثرت على كثير من لغات قبائل شبه الجزيرة العربية ولا تزال بضع كلمات وعض القواعد منها مستخدمة حتى هذه الأيام.

اهم المعلومات عن اللغة الحميرية اليمنية القديمة

هي لغة سامية ترجع أصولها إلى اللغة السبئية، ورغم اختلافها الواضح عن اللغة العربية إلا أن بعض الكلمات الحميرية ورد ذكرها في القرآن الكريم الذي نزل باللغة العربية، وتعد منطقة الجنوب من شبه الجزيرة العربية هي مركز القباءل الناطقة باللغة الحميرية منذ القرن السابع قبل المبلاد، كذلك وجدت عدة لغات ولهجات في جزيرة العرب متأثرة باللغة الحميرية وأشهرها لسان قبائل خولان.[1]

شاهد أيضًا: صور عن اللغة العربية

بعض قواعد اللغة الحميرية

لعل أشهر قاعدة تفرق اللغة الحميرية عن اللغة العربية هو استبدال “ال” التعريف المستخدمة في اللغة العربية بـ “ام” في اللغة الحميرية ولا تزال هذه الطريقة في اللفظ والكتابة موجودةً في بعض مناطق الدنوب السعودي واليمن، فمثلًا يقال “امقوم” بدلًا من القوم، وكذلك “امبر” بدلًا من كلمة البر، والعديد من الأمثلة الأخرى، وتعتمد هذه اللغة على خط مسند وتوجد العديد من العبارات على صخور وقصور اليمن تخلد هذه اللغة وهذا الخط، وتتكون أبجدية هذا الخط من 29 حرفًا تتميز بطريقة كتابتها من اليمين إلى اليسار أو بطريقة معكوسة.

انتشار اللغة الحميرية وخط المسند واندثارهما

الخط المستند هو من أقدم الأقلام حسب ما جاء في أغلب الدراسات والأبحاث في هذا المجال وقد استغله سكان مملكة سبأ في تخليد أعمالهم على جدران النصب والقصور والمعابد، وانتقل استخدامه إلى كافة المستعمرات السبئية والمعينية ومناطق شمال شبه الجزيرة العربيةوكان ذلك بفعل الهجرات أو نتيجةً للتجارة والتجار، كما ولعبت الحاميات المعينية والسبءية المتنقلة في أرجاء شبه الجزيرة العربية بقصد حماية القوافل التجارية دروًا هامًا في انتشار هذه اللغة، فأثرت اللغة الحميرية في مختلف لغات أهل الشمال كالثمودية واللحيانية ولغات أخرى كثيرة، ولكن قبيل ظهور الإسلام بفترة قصيرة بدأت لغة أهل الشمال تتسرب إلى مناطق اليمن وجنوب الجزيرة العربية نتيجةً لعوامل مختلفة سياسية وجغرافية ودينية واجتماعية، واستطاعت اللغة العربية الفصحة لغة قبيلة قريش فرض نفسها كأقوى لغة في المنطقة وقد تأكد لها ذلك بعد أن بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام التي جاءت باللغة العربية الفصحى.

شاهد أيضًا: من انواع الخط العربي الجاف

العلاقة بين اللغة اليمنية القديمة واللغة العربية الفصحى

لطالما شكلت العلاقة بين اللغتين العربية والحميرية موضوعًا مثيرًا للجدل، فتجد هذه المسألة تطرح في الواجهة خلال الأزمات السياسية ويتخذها المغرضون حجةً لزيادة الانقسام والتجزءة، إذ يوجد رأيان متباينان تمامًا بخصوص هذا الموضوع هما:[2]

الرأي الأول

يرى الكثير من الباحثون أن اللغة الحميرية هي جزء من اللغة العربية وأن الأخيرة بدورها قد تطورت ونمت وتشكلت كنتاج لعدة لهجات ولغات استخدمها العرب فيما مضى وهو رأي تبناه الكثير من المؤرخين والباحثين العرب أشهرهم المؤرخ العراقي جواد علي الذي اعتبر أن اللغة العربية هي نتاج تجميع كافة اللغات واللهجات العربية وقد قسم هذه اللهجات في ثلاثة أصناف هي:

  • العربية الشمالية: وهي لغات تعتمد “ال” التعريف في أول الاسم.
  • العربية الجنوبية: وهي مجموعة “ن” أو “ان”.
  • مجموعة اللحيانية والثمودية والصفوية: وهي مجموعة “ه” أو “ها” كأداة تعريف في أول الاسم.

الرأي الثاني

يقول الرأي الثاني أن هنالك فرق جوهري بين اللغتين ولا علاقة تربطهما فهما تختلفان في القواعد والصرف والنحو، ويعتمد أصحاب هذا الرأي على أن النقوش المكتشفة لا تحوي على أي تراكيب يمكن فهمها اعتمادًا على اللغة العربية ولا تشابه أي من المفردات والتراكيب التي تحويها اللغة العربية، ويذهب أصحاب هذا المعتقد إلى القول بأن اللغة اليمنية القديمة إنما هي أقرب للغة الحبشية منها للغة العربية الفصحي، فأوجه التشابه بينهما أقوى وأكثر وأوسع ويعد الكاتب المصري طه حسين من أبرز معتنقي هذا الرأي.

اللغات العاربة واللغات المستعربة

العرب العاربة هي العرب القحطانية ولغتها لغة حمير فيما العرب المستعربة هم العدنانيون ولغتهم العربية الفصيحة، ويرى الكثير من الباحثين في علم تاريخ الشعوب والحضارات أن فروقًا واضحةً بين لغة وحضارة كل من النوعين ويبرز ذلك من خلال اختلاف التراكيب والنقوش والنصوص وقواعد النحو والصرف واللفظ والتصريف، ولطالما استخدمت هذه الفوارق لإزكاء الخلافات السياسية وزيادة الهوة بين القبائل المختلفة في مناطق اليمن وشبه الجزيرة العربية.

دور اللغة الحميرية في الخلافات السياسية

لطالما عدت اللغة وترًا حساسًا يعتمد عليه الأطراف السياسية المتنازعة لإشعال الانقسامات بين الجمهور، فمنذ عهد الصراعات التي انتشرت أيام حكم الدولة الأموية والدولة العباسية حصل صراع قبلي بين القبائل والأنساب اليمنية القحطانية والقباءل المضرية العدنانية الذي وصل إلى حد إنكار اللغة واعتبار كل من الطرفين أن لغته هي العربية الأصلية حتى تقسم العرب إلى عربين عاربة ومستعربة، وتعود اللغة الحميرية للظهور على الساحة في هذه اليام في اليمن لتزيد من حالة الانقسام بين أطياف الشعب اليمني فاستيلاء الحوثيين على الحكم في اليمن اعم 2014 وادعاءهم الانتماء إلى السلالة الهاشمية العدنانية أدى إلى ظهور تيار فكري معاكس سمي “أقيال” وهو تيار شبابي ينادي بإعادة إحياء الحضارة اليمنية القديمة ولغتها الحميرية.

شاهد أيضًا: كم عدد سكان اليمن 2021

لغات ومفردات يمنية لم تفنى حتى اليوم

رغم أن اللغة الحميرية او اللغة اليمنية القديمة هي لغة ميتة حسب تصنيفات المؤرخين والباحثين إلا أن استخدام هذه اللغة كجزء من اللهجة المحكية في اليمن لا يزال قاءما حتى يومنا هذا، مما يمكن من القول أن اللغة الحميرية لم تمت بشكل نهائي بلا لا تزال حيةً في بعض جوانبها خاصةً في مناطق الجنوب اليمني وفي جزيرة سقطرى ومناطق المهرة، وبعض مفرداتها لها حضور قوي في مؤلفات وقصائد سكان تلك المناطق، ويمكن تعداد بعض المفردات التي لا تزال قيد الاستعمال في هذه الأيام على الشكل التالي:

  • ربخ ومعناها استراح.
  • رزم بمعنى ضغط.
  • درب بمعنى رمى.
  • همس بمعنى ضغط.
  • فيد ومعناه نهب حق الغير.
  • نكف ومعناها دعوة القباءل للنصرة.

اللغة اليمنية القدية والقرآن الكريم

نزل القرآن الكريم باللغة العربية الفصحى، ولكنه وبالرغم من ذلك ضم كلماتًا عديدةً تعود أصولها إلى اللغة الحميرية وذلك حسب ما أوضحة الباحثون، ومن أشهر هذه الألفاظ ألفاظ اثني عشر تم الاتفاق عليها بين الباحثين وهي:

  • سامدون.
  • الأرائك.
  • ولو ألقى معاذيره.
  • فنقبوا.
  • لا وزر.
  • وزوجناهم بحور.
  • لو أردنا أن نتخذ لهوًا.
  • أتدعون بعلًا.
  • المرجان.
  • الصواع.
  • سيل العرم.
  • مسطورا.

بالإضافة إلى أكثر من خمسين لفظًا آخرين يعتقد بانتماءهم للغة الحميرية، وبالإضافة إلى هذه الكلمات والتراكيب فإن طريقة نقش المصحف الكريم اعتمدت على بعض القواعد الخاصة باللغية الحميرية ومنها حذف حرف العلة من وسط الكلمات التالية: الرحمن، والسموات وغيرها.

وفي الختام وبعد أن أوردنا اهم المعلومات عن اللغة الحميرية اليمنية القديمة ، يظهر كم هو مؤسف استخدام هذا الإنجاز الحضاري لقباءل قديمة عاشت في اليمن منذ آلاف السنين كأداة لإثارة الصراعات والفتن في المنطقة.

المراجع

  1. ^ د.فاروق اسماعيل , اللغة اليمنية القديمة
  2. ^ توفيق محمد السامعي التيمي , اللغة اليمنية في القرآن الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *