حقوق المساجد في الاسلام
جدول المحتويات
حقوق المساجد في الاسلام ، هو عنوان هذا المقال، وفيهِ سيتمُّ تعريفُ معنى المساجدِ في الاصطلاحِ الشرعيِّ، كما سيتمُّ بيان حقوقِ المساجدِ في الإسلامِ، ثمَّ سيتمُّ ذكر الأفعالِ المنهيِّ عنها داخلَ المساجدِ، كما أنَّ القارئ سيجد في سطورِ هذا المقال بيانًا لفضلِ بناءِ المساجدِ في الإسلامِ مع ذكر الأدلة الشرعيةِ على ذلك.
تعريف المساجد
تُعدُّ المساجدَ جمعًا لكلمة مسجدْ، والمسجد في اللغة هو موضع سجودِ المسلم، أمَّا في الاصطلاحِ الشرعي فهو المكانُ الذي تُقام فيه الصلواتُ الخمس جماعةً، وقد يدخل فيه المكان الذي يتخذه المسلم في بيته أو في أيِّ مكانٍ آخر ليُصلي فريضته عند وجودِ مانعٍ شرعيٍ يمنعه من الصلاة في جماعةٍ، وقد جاء ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ”.[1][2]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف
حقوق المساجد في الاسلام
للمسجدِ في الإسلامِ مكانةً عظيمةً، وقد حثَّ الشرع الحنيف على الاهتمامِ فيه، وجعل له حقوقًا، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر هذه الحقوقِ وفيما يأتي ذلك:[3]
- من حقوقِ المسجدِ أن يُحافظ المسلمَ على نظافته، قد رتب الشرع الحنيفُ أجرًا عظيمًا لمن اعتنى بنظافةِ وطهارةِ المسجد، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “عُرِضَت عليَّ أجورُ أُمَّتي، حتَّى القَذاةُ يُخْرِجُها الرَّجلُ مِن المسجدِ”.[4]
- من حقوقِ المسجدِ أيضًا أن يحضر المسلم للصلاةِ وهو يرتدي أحلى الثياب وأحسنها، وأن تكون رائحته طيبة، وما يدلُّ على ذلك قوله تعالى: {ا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.[5]
- من حقوق المساجد في الإسلام كذلك عدم الدخولِ إليها بالأحذيةِ.
- من حقوق المساجدِ أيضًا عدم تخطي رقاب المصلين فيها.
شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
دور المساجد في الإسلام
تعدُّ المساجدَ وسيلةً من وسائل نشر الدينِ الإسلاميِّ، وذلك من خلالِ:[6]
- الدعوة إلى الله: يعدُّ المسجدَ مركزًا من مراكز الدعوة إلى الله -عزَّ وجلَّ- إذ يُمكن إلقاءَ المواعظِ فيه من خلالِ الخطبِ التي تُقام خلف الصلواتِ، ولا سيما صلاةُ الجمعة.
- تعليم القرآن: كذلكَ يعدُّ المسجد بيئةً مناسبةً لتعليم القرآن الكريم وفهمه وحفظه، من خلال عملِ حلقاتٍ فيه.
- تعليم وحدة المسلمون: كما أنَّ المسجدَ يعلِّم المسلمون الوحدة؛ فهم يصلون خلفَ إمامٍ واحدٍ في مكانٍ واحدٍ، يتساوون في الصفوف، لا فرق بين فقيرٍ ولا غني ولا بين عربيٍ وأعجمي.
شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن
الأفعال المنهي عنها في المساجد
هناكَ بعضًا من الأمور التي يحرم على المسلم فعلها داخل المسجد، وفي هذه الفقرة من مقال حقوق المساجد في الاسلام، سيتمُّ ذكر هذه الأمور، وفيما يأتي ذلك:
- نهى الشرع الحنيف عن البيع والشراء داخل المساجدِ، لما رُوي عن عبدالله بن عمروا -رضي الله عنه–: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عنِ الشِّراءِ والبيعِ في المسجدِ”.[7][8]
- نهى الشرع الحنيف كذلك عن أن سنشد المسلم ضالته في المسجدِ، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عمرو حيث قال: “وأن تنشدَ فيهِ ضالَّةٌ”.[9]
- نهى الشرع الحنيف أيضًا عن إنشاد الشعر في المسجد، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عمرو حيث قال: “وأن ينشدَ فيهِ شعرٌ”.[10]
شاهد أيضًا: ما المراد بالروح في قوله وأرسلنا إليها من روحنا
فضل بناء المساجد
لقد أثنى الله -عزَّ وجلَّ- على من بنى المساجدَ وعمَّرها، حيث قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}،[11] وسيتمُّ في هذه الفقرة من مقال حقوق المساجد في الإسلام من ذكر بعض فضائل بناءِ المساجدِ، وفيما يأتي ذلك:[12]
- أنَّ بناءَ المساجدِ يكون بمثابةِ صدقةٍ جاريةٍ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه وولدًا صالحًا ترَكَه ومُصحفًا ورَّثَه أو مسجِدًا بناهُ”.[13]
- أنَّ بناءَ المساجدِ سببًا لنيلِ بيتٍ في الجنة، ودليل ذلك ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “مَن بَنَى مَسْجِدًا – قالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أنَّه قالَ: يَبْتَغِي به وجْهَ اللَّهِ – بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ”.[14]
شاهد أيضًا: ما هي أصح طرق التفسير للقرآن الكريم
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان حقوق المساجد في الاسلام، كما تمَّ فيه تعريفُ المسجدَ بالاصطلاحِ الشرعي، وبيان دورِها والأفعالِ المنهيِّ عنها، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيانُ فضلِ بناءِ المساجدِ.