حكم القيام في صلاة الفريضة

حكم القيام في صلاة الفريضة

حكم القيام في صلاة الفريضة فمن المعلوم أنَّ الصلاة تعدُّ من أهم العبادات؛ حيث أنَّها الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأنَّها أول ما يُحاسب عليها العبد في قبره، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، لذلك يجب على المسلم تعلُّم أحكامها، ليؤديها على الوجه الأكمل، لذا يهتم موقع محتويات ببيان حكم القيام في صلاة الفريضة، وبعض المسائل المتعلقة في ذلك، ثمَّ حكمه في صلاة النافلة، كما سيتمُّ بيان كيفية صلاة المريض.

حكم القيام في صلاة الفريضة

أجمع علماء المذاهب الإسلامية على أنَّ القيام في صلاة الفريضة ركنٌ من أركان الصلاة لا تصحُّ الصلاة إلا به، ودليلهم في ذلك قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}،[1] وهذا الحكم بالطبع للمسلم القادر على القيام،[2] وفيما يأتي بعض المسائل المتعلقة في قيام المسلم في صلاة الفريضة:[3]

اقرأ أيضًا: كم عدد أركان الصلاة

شرط القيام

لا بدَّ للمصلي من نصب ظهره ما أمكنه، لأنَّ اسم القيام دائرٌ معه، فإن وقف منحنيًا إلى الأمام أو الخلف، أو مائلًا إلى اليمين أو اليسار، بحيث لا يُسمى قائمًا، لم يصح قيامه؛ لتركه الواجب من غير عذر.

العاجز عن القيام

إذا عجز المصلي عن القيام في صلاة الفريضة فصلاته صحيحة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صلِّ قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطِع فعلى جنبٍ”.[4]

حقيقة العجز

العجز في هذه الحالة لا يعني العجز التام عن القيام، بل خوف الهلاك أو زيادة المرض، أو تباطؤ الشفاء، أو لحوق المصلي مشقةً شديدة حال قيامه، أو خوف الغرق ودوران الرأس في حق راكب السفينة كلُّ هذه الأعذار تعدُّ أعذارًا مبيحة للجلوس في صلاة الفريضة.

اقرأ أيضًا: حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

صفة الجلوس في الصلاة للعاجز 

ليس هناك هيئة معينة لجلوس العاجز في الصلاة، بل يجزئه جميع الهيئات، لكن من الأفضل له أن يجلس مفترشًا، أو متربعًا، والافتراش عبارة عن: نصب المصلي قدمه اليمنى قائمة على أطراف الأصابع، وفرش رجله اليسرى بأن يلصق ظهرها بالأرض، ويجلس على باطنها،[5] ويكره له الإقعاء عند الجلوس والأقعاء هو: جلوس المصلي على الوركين ونَصْب الفخذين والركبتين أو فرش المصلي لرجليه ووضع أليته على عقبيه، أو هو عبارة عن جلوس المصلي على أطراف أصابعه ووضع يديه على الأرض.

حكم القيام في صلاة النافلة

إنَّ القيام في النافلة ليس واجبًا على المصلي، ومن أجل ذلك يجوز للمصلي ترك القيام فيها والصلاة جالسًا فيها ولا إثم عليه في ذلك، إلَّا أنَّ ثواب القائم ضعف ثواب القاعد إذا لم يكن به عذر، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: “صَلاةُ الرَّجُلِ قاعِدًا نِصْفُ الصَّلاةِ، قالَ: فأتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جالِسًا، فَوَضَعْتُ يَدِي علَى رَأْسِهِ، فقالَ: ما لَكَ؟ يا عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو قُلْتَ: حُدِّثْتُ يا رَسولَ اللهِ، أنَّكَ قُلْتَ: صَلاةُ الرَّجُلِ قاعِدًا علَى نِصْفِ الصَّلاةِ، وأَنْتَ تُصَلِّي قاعِدًا، قالَ: أجَلْ، ولَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنكُمْ”،[6] هذا في حال قدرته على القيام، أمَّا إن صلى جالسًا لعذر فلا ينقص من أجره شيئًا.[7]

اقرأ أيضًا: حكم الابتداء بالنافلة إذا أقيمت الفريضة

أحكام في صلاة المريض

بعد بيان حكم القيام في صلاة الفريضة، فإنَّه سيتمُّ تخصيص هذه الفقرة للحديث عن أحكام صلاة المريض، ومن المعلوم أنَّ هناك قاعدة في واجبات الصلاة وأركانها، ألا وهي: إن المصلي يجب عليه الإتيان بما يستطيعه، ويسقط عنه ما لا يستطيعه، وفيما يأتي بعض الأحكام المتعلقة بصلاة المريض:[8]

كيفية صلاة المريض

إن استطاع المصلي افتتاح صلاة الفريضة قائمًا وجب عليه ذلك، ثمَّ يركع ركوعًا كاملًا إن استطاع، فإن لم يستطع، فإنَّه ينحني على قدر استطاعته، ثمَّ إن استطاع السجود وجب عليه ذلك، فإن لم يستطع، فإنَّه يجلس على الأرض أو الكرسي، ثمَّ ينحني بالسجود، فإن لم يستطع القيام مجددا، فإنه يكمل صلاته جالسا، وينحني عند الركوع، ويسجد على الأرض إن استطاع، فإن لم يستطع، فإنه ينحني للسجود، ويجعل السجود أخفض من الركوع، وبذلك يكون قد امتثل لأمر الله -عزَّ وجلَّ- وطبق قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}،[9] وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما نَهَيْتُكُمْ عنْه فَاجْتَنِبُوهُ، وَما أَمَرْتُكُمْ به فَافْعَلُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ”.[10]

اقرأ أيضًا: أهمية الصلاة في حياة المسلم كما ورد في القرآن والسنة

صلاة من قدر على القيام والاضطجاع ولم يقدر على الجلوس

في هذه الحالة يجب على المصلي تقديم القيام على الاضطجاع، فيصلي قائمًا ويومئ بالركوع والسجود، ويتشهد وهو قائم ويسلم.

صلاة من لا يقدر إلى على القيام أو الجلوس

إذا وجد مريض إما أن يقوم في الصلاة كلها، وإما أن يجلس في الصلاة كلها، فإنه يصلي جالسًا، وما يدل على ذلك عدة أمور، منها:

  • إن الشريعة قد جاءت بإسقاط ركن القيام في بعض الحالات، كصلاة النافلة، وصلاة الرجل القادر على القيام خلف إمام مريض يصلي جالسا، فإنه يترك القيام، ويصلي جالسا كإمامة.
  • بجلوس المصلي إتيان عددٍ أكبر من الأركان، كالسجود، والجلوس بين السجدتين، وجلسة التشهد؛ فلهذا عند تعارض الجلوس مع القيام، فإنَّ المصلي يقدم جلوسه على قيام في الصلاة.

مقالات مقترحة

وفي الختام؛ يكون قد تم التعرف على حكم القيام في صلاة الفريضة، والذي تمَّ فيها بيان أهمية قيام المصلي في صلاة الفريضة؛ إذ أنَّه ركنٌ من أركانها.

أسئلة شائعة

  • ما يقرأ في صلاة قيام الليل؟

    لا يوجد آيات محددة يجب قرأتها في صلاة قيام الليل، حيث يمكن للمصلي أن يقرأ ما تيسر من القرآن.

  • دعاء صلاة القيام في رمضان؟

    "اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ".

  • ما هي كيفية صلاة القيام؟

    إنّ صلاة القيام تُصلّى ركعتين ركعتين، ويكون الوتر بركعة في آخرها، ويجوز صلاتها مرّةً واحدة، أو صلاة بعضها في أوّل الليل ثُمّ القيام في آخره.

المراجع

  1. ^ البقرة: 238
  2. ^ كتاب مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان، صالح الفوزان، ص257 , https://al-maktaba.org/book/8612/241#p1
  3. ^ alukah.net , الركن الثاني من أركان الصلاة .. القيام مع القدرة رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/64824/#ixzz6pGzVIpOC , 25/02/2024
  4. ^ صحيح الترمذي، الألباني، عمران بن الحصين، 372، حديث صحيح
  5. ^ islamweb.net , الافتراش والتورك...معناهما، ومواضع سنيتهما , 25/02/2024
  6. ^ صحيح مسلم، مسلم، عبدالله بن عمرو، 735، حديث صحيح
  7. ^ islamweb.net , صلاة النافلة جالسا مع القدرة جائزة
  8. ^ islamqa.info , كيفية صلاة المريض الذي إذا وقف لا يستطيع القعود وإذا قعد لا يستطيع القيام ؟ , 25/02/2024
  9. ^ التغابن: 16
  10. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبي هريرة، 1337، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *