كم عدد أركان الصلاة وما هم بالتفصيل
جدول المحتويات
كم عدد أركان الصلاة ؟ من الأسئلة الدينيّة المهمّة التي يجب على كلّ مسلم ومسلمة معرفتها، وذلك لأن بدونها لا تصحّ الصلاة، والصلاة من أهم الأركان الرئيسة في الإسلام؛ فبها تُفرّق بين المسلم والكافر، كما أنها من وسائل التوفيق والقبول في الدّنيا والآخرة، ويجب على المُسلم أن يخشع بكلّ جوارحه، وبعقله، وبقلبه في الصلاة؛ حتى يتقبّلها الله – عز وجلّ-، وفيما يلي سنتعرّف على أركان الصّلاة، وحكمها، وفرضيّتها.
حكم الصلاة
الصلاة واجبةٌ على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، عنده القدرة عليها، ويخرج من تلك القيود: الكافر؛ لأنه لم ينطق بالشّهادين؛ فخرج عن إطار الإسلام، والصبيّ؛ لأنه غير مُكلّف كالبالغ، والمجنون؛ لأن التكليف قد نُزع من عليه، وذلك لفقدانه ما يُرجّح به الأمور بعضها البعض، ومن ترك الصّلاة تهاونًا في حقّها، أو تكاسلًا فيها؛ فهو في حكم الفاسق؛ لأنه اعترف بفرضيتها، ولكنه لم يُطبّقها، أما من تركها جحودًا بها، وإنكارًا لفضلها؛ فهو في حكم الكافر؛ لأنه أنكر معلومًا من الدّين بالضّرورة.
شاهد أيضًا: اذاعة عن الصلاة
فضل وأجر الصلاة
للصلاة فضلٌ عظيم عند الله – عز وجلّ-، ويكفي في هذا ما ذُكر من أن الصّلاة عمادُ الدّين الإسلامي، وفي هدمها هدمٌ للدّين، وفي إقامتها إقامة للدّين، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلّم- أن الإسلام بُني على خمسة أركان، وجعل الصلاة ثاني تلك الأركان، وجعل الصلاة سببًا في غسل الخطايا والذّنوب للعباد، فقال المُصطفى:
“مثلُ الصلواتِ الخمسِ كمثلِ نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم، يغتسلُ منهُ كل يومٍ خمسَ مراتٍ”
كما أنها هداية ونور لصاحبها، فقال المُصطفى: “(مَن حافَظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يومَ القيامة).
ما هي أركان الصلاة
كم عدد أركان الصلاة؟ تتعدّد أركان الصلاة التي لا تصحّ الصلاة إلا بها، وهي كالآتي: تكبيرة الإحرام؛ فيجب على المُسلم عند بدء الصلاة أن يُكبّر بتكبيرة الإحرام، وإلا كانت صلاته باطلة، وقد قال النبي: “مفتاحُ الصلاةِ الوضوءُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ”، والصيغة التي تُقال بها التكبيرة: ” الله أكبر”، وللفقهاء في ذلك رأي آخر، وهو رأي أبي حنيفة النّعمان الذي أباح أي لفظ من ألفاظ تعظيم الله؛ للدخول في الصلاة، وثاني الأركان هو: القيام، ويُتحقّق بانتصاب الظهر، واعتداله دون الرأس، ويتحقّق هذا في الصحيح، أما غير القادر؛ فلن يستطيع ذلك؛ فلا حرج عليه، والركن الثالث قراءة سورة الفاتحة؛ فلا تصحّ الصلاة دون الابتداء بفاتحة الكتاب، ثم قراءة ما تيسّر من القرآن بعدها، وهذا سواء في الصلوات المفروضة، وفي صلوات التطوّع، كما أن قراءة الفاتحة تجب باللغة العربيّة؛ فإن قُرأت بغيرها من اللّغات؛ فالصلاة باطلة.
والركن الرابع هو الرّكوع، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم في قول الله -تعالى-: ” (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا..)، ثم القيام من الركوع، ثم السجود، ويلفظ المُسلم فيه بقوله:” سبحان ربي الأعلى”، ثم الجلوس بين السجدتين، ثم التشهّد، وقد قال الفقهاء بأن التشهّد الأخير ركن من أركان الصلاة، أما التشهد الأوسط فليس بركن، وإنما سُنّة، وصيغة التشهّد: “التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أَن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً عَبدُهُ ورسولُهُ..”، ثم التسليم، وقد اتفق الجمهور أن التسليمة الأولى ركن، أما الثانية فهي سُنّة.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالكمامة
كم عدد أركان الصلاة
اختلفت الفقهاء في عدد أركان الصلاة، ومجموع ما قالوه أن أركان الصلاة كالآتي:
- النيّة: ومحلّها القلب، فقبل أن يُصليَ المُسلم لا بُدّ وأن يعقد النيّة للصلاة.
- تكبيرة الإحرام: وهي التي تُعني الدّخول في الصلاة.
- قراءة الفاتحة؛ فلا تصحّ الصلاة إلا بها
- الرّكوع: وهو انحناء الظهر، وإمساك الركبيتين باليدين، وفيه يقول المُسلم: ” سُبحان ربي العظيم”
- القيام من الرّكوع: وهي أن يعتدل الظهر دون الرأس.
- السّجود: وهو نزول المُسلم بجبهته إلى الأرض، وفيه يقول المُسلم: ” سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرّات.
- الجلوس بين السجدتين.
- التشهّد: والمقصود به التشهّد الأخير، أما التشهّد الأوسط فليس بفرض.
- الترتيب بين الأركان.
- التسليم: والتسليمة الأولى فرض، والثانية سنة.
حكم ترك ركن من أركان الصلاة
يختلف حكم تارك الصّلاة باختلاف الحالة التي تركها؛ فإن كان تركه عن طريق السّهو أو التّكاسل، ولكنّه يُقرّ بفرضيتها؛ فحكمه فاسق؛ لأن أقر بوجوبها، ولكن ترك جاء على سبيل التكاسل، أما من تركها جحودًا بحكمها، وعدم اعترافه بفرضيّتها؛ فهو في حكم الكافر؛ لأنه أنكر معلومًا من الدّين بالضّروة، وعليه أن يتوب إلى الله؛ حتى لا يخسر الدّنيا والآخرة، أما حُكم ترك ركن من أركانها يُوجب على المُسلم سجود السّهو؛ إن تذكّر في أثناء الصّلاة أو بعدها.
كيفية الخشوع في الصلاة
الصلاة من أهم الأركان التي يجب أن يمتثل فيها المُسلم بالتضرّع والخشوع لله – عز وجلّ-؛ لأن الصلاة إذا ما فُقد منها الخشوع؛ فُقدت فائدتها، ويجب على المُسلم أن يستحضر الموقف الذي يُعرض فيه على الله في الصّلاة؛ حتى يزداد خُشوعًا على خُشُوعه، وحتى يتيقّن أن صلاته هذا إنما تُقرّبه من الله، ومن جنّته، وتُبعده عن النّار، وعذابها، أعاذنا الله منها.
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على كم عدد أركان الصلاة ، وما هو حكم تارك الصلاة تكاسُلًا، وما حكم من يتركها على سبيل الجحود والإنكار، وما حكم من ترك ركنًا من أركان الصلاة، وأهمية الصلاة، وكيفيّة الخشوع فيها، وكم هي عدد الأركان التي لا تصحّ الصّلاة إلا بها، والأحكام المتعلّقة بها.