حكم المداعبة الفموية في رمضان

حكم المداعبة الفموية في رمضان هو حكمٌ شرعي لا بدَّ من تسليط الضوء عليه، فإنَّ شهر رمضان هو شهرٌ عظيم أمر الله تعالى المُسلمين بصيامه وحُسن العبادة فيه، وقد بيَّنت الشريعة الإسلامية المُفطرات في الإسلام وأحكامها، لذا يهتم موقع محتويات ببيان بعض أحكام العلاقة الزوجية في شهر رمضان المبارك، كما سيتم التعرف على حكم مداعبة الزوجة أو تقبيلها في نهار رمضان.

حكم المداعبة الفموية في رمضان

إنَّ حكم المداعبة الفموية في رمضان يختلف باختلاف الحالة أو النتيجة التي تُؤديها لها المُداعبة، ويُمكن أن يُقسم ذلك إلى قسمين وهما كما يلي:

حكم المداعبة الفموية بدون خروج المني

لا حرج على المرء من مُداعبة زوجته في نهار رمضان ما لم يتم إنزال للمني، أي في حال كان قادرًا على التحكم بشهوته وضبط نفسه، فقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُباشر زوجاته في الصيام، ولا فرق في ذلك بين صيام الفرض أو النافلة، إلا أنَّه كان قادرًا على ضبط نفسه ومشاعره، كما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ”[1]، أي أقدركم على التمالك والتحكم في نفسه، والله أعلم.[2]

حكم المداعبة الفموية مع حصول إنزال للمني أو المذي

لا يجوز مداعبة الزوجة أو مُباشرتها على من خشي على نفسه من خروج المني، وكان غير قادر على التحكم في نفسه، فإنَّ خروج المني بلا جدال هو إحدى مُفسدات الصيام التي لا يجوز القيام بها، إلا أنَّ نزول المني بدون حصول علاقة زوجية أو جماع لا يوجب على الزوجين الكفارة، ولكنَّه يوجب القضاء، أمَّا نزول المذي، فإنَّ ذلك لا يُعد من مفسدات الصيام، وليس على من أنزل المذي بسبب المداعبة كفارة أو قضاء، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: فضل رمضان ومنزلته عند الله

حكم المداعبة في رمضان

إنَّ مداعبة الزوجة في نهار رمضان هو أمر جائز وهو أمر كان يقوم به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو أخشى الناس وأتقى الناس، إلا أنَّ ذلك جائز في حال أمن المرء على نفسه من نزول المني، وكان قادرًا على التحكم بنفسه ومشاعره، وقد ورد عن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: “أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ هذِه لِأُمِّ سَلَمَةَ فأخْبَرَتْهُ، أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَصْنَعُ ذلكَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، قدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما وَاللَّهِ، إنِّي لأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ له”[4]، والله أعلم.

حكم تقبيل الزوجة من الفم في نهار رمضان

إنَّ تقبيل الزوجة من الفم هو أحد أنواع المداعبة، إنَّ مصطلح المداعبة هو مصطلح أعم وأشمل، فإذا كان لا حرج على العبد من مداعبة زوجته، فكذلك لا حرج عليه من تقبيل زوجته، فقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُباشر زوجاته وهو صائم، إلا إذا كان المرء سريع الشهوة، وخشي على نفسه من حصول نزول للمني، فإنَّ الأولى به الابتعاد عن كُل ما يُفسد صيامه، وأمَّا نزول المذي، فليس عليه شيء وهو لا يُبطل الصيام، والله أعلم.[5]

اقرأ أيضًا: هل النظر إلى المحرمات يبطل الصيام

حكم المفاخذة في نهار رمضان

إنَّ المداعبة بدون حصول إنزال للمني هو أمر جائز، ولا حرج على الزوجين في حال حصول أي نوع من أنواع المداعبة بما في ذلك المفاخذة أو المداعبة بين الفخذين ما لم يتم نزول للمني، فإن حصل ذلك، فإنَّ صياماً من أنزل المني فاسداً، ويجب عليه القضاء، لكن ذلك لا يوجب عليه دفع الكفارة، لأنَّ الجماع لم يقع، ومن الجدير بالذكر أنَّه على المرء الابتعاد عن كل ما يُبطل صيامه ويُفسده، ويتحرى الطريق الأسلم، فإذا خشي على نفسه من فساد الصوم، يجب عليه الابتعاد عن مثل هذه المداعبة، والله أعلم.[6]

حكم ملامسة الزوجة في نهار رمضان

إنَّ حكم اقتراب الزوج من زوجته في نهار رمضان جائز ولا حرج من مُجالسة الرجل لزوجته والحديث معها ومُلامستها طالما كان ذلك بعيدًا عن هدف العلاقة الزوجية، فإذا اقترب الزوج من زوجته، وبدأ بلمسها أو مُباشرتها بهدف قضاء الشهوة، فإنَّ ذلك غير جائز، ويُستحب على العبد الابتعاد عن كل أمر يُؤدي به إلى فساد الصوم، وقد أمر الله تعالى الصائم بالابتعاد عن الطعام والشراب والشهوة، فأمَّا من لامس زوجته، وباشرها دون حصول نزول للمني، فإنَّ صيامه صحيح، ولا يلزمه شيء، وأمَّا من لامس زوجته بشهوة أو باشرها، فأنزل المني بسبب ذلك فقد فسد صومه، ويتوجب عليه القضاء والاستغفار والتوبة، والله أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: حكم من فعل شيئا من مفسدات الصيام من غير رخص شرعية فعليه

حكم حصول الجماع في نهار رمضان

إنَّ حصول الجماع في نهار رمضان وأثناء فترة الصيام هو أمر مُحرَّم وغير جائز، وهو من أعظم مُفسدات الصيام، وقد ورد في المغني: “لا نَعْلَمُ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ خِلَافًا، فِي أَنَّ مَنْ جَامَعَ فِي الْفَرْجِ فَأَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ، أَوْ دُونَ الْفَرْجِ فَأَنْزَلَ، أَنَّهُ يَفْسُدُ صَوْمُهُ إذَا كَانَ عَامِدًا، وَقَدْ دَلَّتْ الأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ عَلَى ذَلِكَ”، ولا فرق في حال كان حصول الجماع أدى إلى نزول المني أم لا لأنَّ الجماع بكل الأحوال مُحرَّم في نهار رمضان، والله أعلم.[8]

هكذا؛ يكون قد تم التعرف على حكم المداعبة الفموية في رمضان والذي تم التعرف من خلاله أيضًا على حكم تقبيل الزوجة من الفم في نهار رمضان.