حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة

حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة

حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، فقد أعزّ الإسلام المرأة وحماها من كلّ ما يمسّ بكرامتها ويهينها وأعطاها مكانةً مميّزةً بعد أن كانت مطموسة الهويّة في الجاهليّة كما أنّ الإسلام أعاد لها حقوقها وأوصى الرّجل بالإحسان إليها ومراعاة ضعفها وحمايتها والقيام عليها بما هو في طاعة الله سبحانه و تعالى.[1]

كشف الوجه في الاسلام

فرض الله تعالى الحجاب على المرأة وكرّمها به وجعله وقاراً وحافظاً لها، وحجاب المرأة هو الدّليل على عفّتها وحياءها وكرامتها وقد فرضه الله تعالى على أمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ أجمعين وعلى سائر نساء أصحاب الرّسول ونساء المؤمنين، وقد نزل في القرآن الكريم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[2] فواجبٌ على المرأة أن تستر جسدها كاملاً بما لا يصف تفاصيل الجسد أو يشفّ فيظهر الجسد من تحته، وقد اختلف العلماء فيما إذا كان الحجاب للمرأة يشمل تغطية الوجه والكفّين أم لا وذهب كلٌّ منهم إلى قولٍ مختلفٍ فمنهم من قال أنّه فرضٌ عليها تغطية وجهها وكفّيها ومنهم من قال  أنّه من غير الواجب تغطيتهما وأنّ الوجه والكفّين ليسا بعورةٍ يجب تغطيتهما إلّا إن كان في كشفهما فتنةٌ فيجب ذلك والله أعلم.[3]

حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة

كما سبق وذكر أنّ العلماء قد اختلفوا في مسألة كشف الوجه واعتمد كلٌّ منهم قولاً مستدلّاً عليه من آيات القرآن الكريم والأحاديث في سنّة الرسول عليه الصّلاة والسّلام ويأتي الحديث بذكر أقوال الأئمّة الأربعة في مسألة كشف الوجه وكانت أقوالهم هي:[4]

  • المذهب الشّافعيّ: وقال علماء المذهب الشّافعيّ في هذه المسألة أنّ كلّ جسد المرأة عورةً وجب ستره وتغطيته بما في ذلك الوجه والكفّين ولا يجوز أن تكشفهما إلّا لضرورةٍ وفي ذلك حفظاً وصوناً لها.
  • المذهب المالكيّ: وكذلك قال علماء المالكيّة أنّ سائر جسد المرأة عورةٌ حتّى صوتها ووجب على المرأة ستر بدنها وخاصّة في زمنٍ كثر فيه الفساد الأخلاقيّ والفتن.
  • المذهب الحنفيّ: وكان قول علماء هذا المذهب أنّ الواجب على المرأة أن تغطّي وجهها وكفّيها أمام من كان من غير محارمها وقايةً وتجنباً للفتنة إلّا لضرورة ما، وبعضٌ من العلماء قد أشار إلى جواز كشف الوجه واليدين لكنّ الرّاجح هو القول الأوّل.
  • المذهب الحنبليّ: وقد أشار العلماء في هذه المسألة إلى وجوب ستر جسد المرأة كاملاً مشتملاً الوجه والكفّين ولا يجوز الكشف عنهما إلّا للضّرورة خوفاً من الفتنة والضّلال.

وقد استند قول كلّ إمامٍ منهم رحمهم الله أجمعين حسب ماورد عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وعن أصحابه رضي الله عنهم أجمعين والله ورسوله أعلم.

الحجاب الشرعي في المذاهب الأربعة

ذُكِر فيما سبق حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة وهو غير جائزٍ بالاتّفاقّ وواجبٌ على المرأة تغطية جسدها كاملاً وستره خشية الفتنة وحمايةً لها من الأذى ولا يجوز لها كشف وجهها إلّا لضرورةٍ تستوجب ذلك، وكذلك اتّفق الأئمّة الأربعة على صفات الحجاب الشرعي وهو أن يكون من قماشٍ سميكٍ يستر كامل  البدن من الرّأس وحتّى القدمين ويكون فضفاضاً واسعاً لا يصف تفاصيل الجسد ولا يشفّ عنه فيظهره، ومن صفات الحجاب الشرعي أن يكون غير معطّرٍ أو مزيّنٍ أو ذو ألوانٍ لافتةٍ، أمّا حجاب المرأة للصّلاة فهو لا يشمل ستر الوجه واليدين وإنّما يكون ذلك أمام الأجانب فوجب سترهما والله أعلم.[5]

قول ابن عباس في كشف الوجه

إنّ كشف الوجه مسألةٌ قد اختلف عليها العلماء فمنهم من قال أنّ الوجه الكفّين هما ليسا بعورةٍ فلا حرج في عدم تغطيتهما ومنهم من قال أنّ الوجه والكفّين وجب سترهما كباقي الجسد فهما محلّ الجمال والفتنة، أمّا عن قول ابن عباس في كشف الوجه فقد فسّر ابن عبّاسٍ الآية الكريمة الّتي نزلت بفرض الحجاب على النّساء بأنّ من الواجب ستر المرأة وجهها وكفّيها و اعتبر وجه المرأة من الزّينة الّتي لا يجب إبداؤها وإظهارها للأجانب لأنّ الوجه يشمل من الزّينة  الكحل وغيره والكفّين يشملان من الزّينة الحليّ والخواتم فوجب سترهما وتغطيتهما والله ورسوله أعلم.[6]

حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة مقالٌ تحدّث عن مسألة كشف الوجه في الإسلام وحكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة كما تحدّث أيضاً عن الحجاب الشرعي في المذاهب الأربعة وعن قول ابن عباس في كشف الوجه كذلك ذكر عظيم مكانة المرأة في الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *