حكم من يعمل عمل ذي الوجهين

حكم من يعمل عمل ذي الوجهين

ما حكم من يعمل عمل ذي الوجهين ؟ من المعلوم أنَّ ذي الوجهين هو الذي يأتي كلَّ طائفة بما يرضيها، فيُظهر أنَّه منها ومعها وهو مخالفٌ لها، وهذا ما يُسمى أيضًا بالنفاق الاجتماعي،[1] وسيتمُّ في هذا المقال الحديث عن النفاق الاجتماعي ثمَّ بيان حكم من يعمل عمل ذي الوجهين، كما سيتمُّ التوفيق بين حديثين شريفين عن النفاق الاجتماعي في ظاهرهما تناقض، وفيما يأتي ذلك:

النفاق الاجتماعي

إنَّ النفاق الاجتماعي هي ظاهرة اجتماعية لا دينية، ويُمكن تعريفه على أنَّه حالة من التناقض بين معتقدات المرء ومشاعره المعلنة، ولعلَّ المصالح الشخصة هي السبب الأكثر وضوحًا للجوء الشخص إلى النفاق، وهذا كثيرًا من نراه في بيئة العمل حيث تكون الترقيات على المحك، كما أننا نراه كثيرًا في الحياة الشخصية وذلك عندما يكون علاقات المرء وقبوله في المجتمع أهم من إبداء رأيه، وعلى العموم فإنَّ النفاق الاجتماعي يعدُّ آفة ومرضًا خطيرًا يفتك بالمجتمع.[2]

شاهد أيضًا: هل يجتمع إسلام ونفاق في قلب العبد وضح ذلك.

حكم من يعمل عمل ذي الوجهين

إنَّ الذي يعمل عمل ذي الوجهين يعدُّ من شرِّ الناس يوم القيامة، وقد ورد ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلَاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلَاءِ بوَجْهٍ”،[3] ولا يجوز للمسلم أن يقوم بالثناء على أحدٍ في مجلسه ثمَّ بعد مغادرته يقوم بسبِّه وشتمه،[4] وفعله هذا يجعله من أشرِّ الناس لأنَّ متملقٌ بالباطل والكذب، ومدخلٌ للفساد بين الناس، كما أنَّه مخادعٌ ويتحايل بذلك للاطلاع على أسرار الناس.[5]

شاهد أيضًا: ما الأثر الذي يبقيه ذو الوجهين على الأصدقاء.

 المداهنة والنفاق وبين المداراة

هناك فرق جليٌ بين المداهنة والنفاق وبن المداراة، فإنَّ ذي الوجهين هم من يغش الناس ويكذب عليهم ويوهمهم أنَّه يحبُّ منفعتهم وأنَّه متلهفٌ لعونهم ويسعى لأجلهم ولكنَّه في الحقيقة يريد ضرهم وأذيتهم ويضمر لهم السوء، أمَّا المداري فهو الذي لا ينطق بباطل، ولا يكذب، ولا يغش من يحادثه ويداريه، ولا يشاركه في سوء خلقه وعمله، ولا يظهر له موافقته على باطله، وإنما يسكت عنه في أحيان، ويجامله بالبشاشة والمعاملة الحسنة فقط، دون أدنى تنازل أو غش أو سعي في أذية، لعله يؤثر فيه بعد ذلك ، ويستمع لنصحه، أو لعله يتقي شره ويجتنب أذيته، ولكن دون وقوع في أي مشاركة في الإثم والعدوان، وهذا ما قام بفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمن قال عنه: “بئْسَ أَخُو العَشِيرَة،وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ”، ثمَّ ضحك في وجهه، فهو فقط قام بمداراته بالبشاشة من غير ثناءٍ باطلٍ ولا كذبٍ وغش.[6]

حكم من يعمل عمل ذي الوجهين، مقال تمَّ الحديث فيه عن النفاق الاجتماعي، ثمَّ تمَّ بيان حكم من يعمل عمل ذي الوجهين، وأخيرًا تمَّ فيه التوفيق بين حديث “بِئْسَ أَخُو العَشِيرَة،وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ” وحديث ” إنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ”.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , من شر الناس ذو الوجهين , 9-2-2021
  2. ^ lpj.org , تفشي ظاهرة النفاق الاجتماعي بقلم الأب عماد الطوال , 9-2-2021
  3. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 7179، حديث صحيح
  4. ^ almenhaj.net , حكم من يعمل عمل ذي الوجهين , 9-2-2021
  5. ^ islamweb.net , من شر الناس ذو الوجهين , 9-2-2021
  6. ^ islamqa.info , ‫‫التوفيق بين حديث " بئس أخو العشيرة " وحديث في " ذم ذي الوجهين , 9-2-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *