حكم نتف الشيب وصبغ الشيب

حكم نتف الشيب هو حكم من الأحكام التي يتساءل عنها الكثير من الرجال والنساء، وظهور الشيب في الشعر يعد علامة من علامات التقدم في السن، لذلك فإنَّ كثيرًا من الناس يرغبون في إزالتها والتخلّص منها، ولابدّ للمرء قبل الإقدام على ذلك التعرّف على حكمِ نتف الشيبِ في دين الإسلام، وفي هذا المقال سنتعرّف على حكمِ نتف الشيبِ في دين الإسلام، وحديث نتف الشيب الذي وردنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحكم نتف الشيب من الحاجب، وأيضًا على حكم صبغ الشيب.

حديث نتف الشيب

إنَّ تصرفاتنا وأفعالنا في هذه الحياة يجب أن تبنى على أساس صحيح، وعمادٍ متين، وليس لنا أساس أكثر صحة من سنّة رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وما وردنا عنه من الأحاديث الشريفة وإن الحديث الشريف الذي ورد عن رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-في حكمِ نتفِ الشعر هو قوله صلّى الله عليه وسلّم: “لا تنتِفوا الشَّيبَ فإنَّهُ نورُ المسلمِ يومَ القيامةِ“[1]، وفي هذا الحديث النبوي الشريف نهي واضح وصريح عن نتف الشيب من الشعر.

حكم نتف الشيب

إنَّ حكمَ نتفِ الشيب هو من الأحكام المكروهة، فقد أجمع أكثر العلماء على أنَّه يُكره نتف الشعر الشائب، وذلك اعتمادًا على ما ورد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: “لا تنتِفوا الشَّيبَ فإنَّهُ نورُ المسلمِ يومَ القيامةِ“، وفي نتفه مخالفة لأوامر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وابتعاد عن السنة النبوية الشريفة، وفي إبقائه ابتعاد عن الشبهة والريبة، كما أنَّ ظهور الشيب عند الإنسان هو دليل على التقدم بالعمر، وإشارة إلى اقتراب الموت، ويعد ذلك بمثابة إنذار المؤمن، وتذكير له بالعبرة من الحياة الدنيا، فعلى المؤمن شكر الله وحمده على ما أعطاه من العمر، وإمضاء ما تبقى له منه في طاعة الله وعبادته والتقرب منه، لا مخالفة أوامره وسنة رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، والله أعلم.[2]

حكم نتف الشيب من اللحية

أجمع أكثر أهل العلم على أنَّ حكم نتفِ الشيبِ سواء كان من الحاجب أو من الرأس أو من اللحية فهو مكروه كرهة شديدة، وذلك لآن الرسول- صلّى الله عليه وسلّم-نهى عن نتف الشيب كله ولم يستثني في حديثه الشريف شيئًا مما سبق، فقد ظهر في لحية رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-قبل أن يموت شيب وفير ولم ينتفه، وقال النووي  في حكمِ نتفِ الشيب أيضًا: “لا فرق بين نتفه من اللحية والرأس والشارب والحاجب والعذار ومن الرجل والمرأة”، فلذا فإنّ حكمَ نتفِ الشيب من الحاجب هو من الأحكام المكروهة في دين الإسلام، والله أعلم.[3]

حكم صبغ الشيب

إنَّ حُكم نتفِ الشَيب في دين الإسلام وسنة رسولنا الكريم-صلّى الله عليه وسلّم-هو من الأحكام المكروهة، لكن صبغ الشيب هو من الأمور التي سنتها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإن في صبغ الشيب بدلًا من نتفه ابتعادًا عن الريبة والشبهات، وكسب لرضا الله، واتّباع لسنة رسوله الكريم فقد ورد عنه-صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف أنّه أُتِيَ بأبي قُحافةَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الفتحِ كأنَّ رأسَه ثُغامةٌ بيضاءُ، فقال: “غَيِّروه، وجَنِّبوه السَّوادَ”[4]، فلا ضير على المؤمن أن يصبغ شعره الشائب باللون الأحمر أو الأصفر أو الحناء أو غيرها من الألوان، مع تجنب السواد الخالص لأنه أمر منهي عنه للنساء والرجال، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الصبغة السوداء للنساء والرجال

إنّ من اتّبعَ خطا رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- وسنته الشريفة نال رضا الله ورسوله، وفي ذلك الفوز العظيم، فعلى كل مسلم الابتعاد عمّا نهى عنه رسول الله والتقرب مما أمرنا به في سنته الشريفة وفي هذا المقال تحدّثنا عن حكم من الأحكام التي نهى عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو حكمُ نتفِ الشيب، وتعرّفنا على حديث نتفِ الشيبِ الذي وردنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحكمُ نتفِ الشيبِ من الحاجب، وحكمُ صبغ الشيبِ.