على من يجب الهدي في الحج
جدول المحتويات
على من يجب الهدي في الحج سؤال من الأسئلة التي لابدَّ من توضيح إجابتها، فالحج أحد فرائض الدين الإسلامي التي لا يتمّ دين المرء دون أدائها، والهدي هو أحد الأفعال التي يفعلها المًسلمون بالحج، وهي عبادة يجب أن يُؤديها بعض الحجاج دون بعضهم الآخر، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات سنتعرف على معنى الهدي في الحج، بالإضافة لذكر على من يجب الهدي في الحج، ومكان ذبح الهدي وشروطه.
على من يجب الهدي في الحج
إنَّ الهدي في الحج يُقسم إلى نوعين أساسين وهما، هدي التطوع وهو الذي يقوم العبد بتقديمه دون أن يُفرض عليه الذبح، والنوع الثاني من الهدي هو الهدي الواجب حيث يكون هذا الهدي واجب ففي حال فعل الحاج لأحد الأفعال التي توجب الدم والهدي، وفيما يلي سيتم توضيح حالات وجوب الهدي في الحج.[2]
هدي المتمتع والقارن
وهو الدم الذي يجب على الحاج في حال كان نسك الحج الذي يتَّبعه هو القران أو التمتع، حيث أنَّ جمعه لعبادتي الحج والعمرة في سفر واحد يوجب ذبح الهدي، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة”[3]، ومن الجدير بالذكر أنَّ ذبح الهد هو أولى على الحاج في حال استطاعته وقدرته على أدائه أمَّا الصيام فهو لمن صَعب عليه أداء الهدي ولم يجد سعو ليقوم به.
اقرأ أيضًا: بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من
هدي الفوات والإحصار
وهو الدم الذي يجب على الحاج في حال فوات الحج، أي طلوع فجر يوم النحر دون أن يقف الحاج في عرفة، فإنَّ الحاج في ذه الحالة يتحلل بعمرة ويقوم بالطواف والسعي والحلق والتقصير ويقضي الحج الفائت، كما يقوم بإهداء ذبحه عند قضائه، أمَّا هدي الإحصار فهو الذبح الذي يجب على الحاج القيام به في حال حصول أمر طارئ يمنعه من إتمام نسكه بعد أن أهل وبدء به مثل حصول المرض أو وجود عدو أو ما شابه ذلك، وقد ورد ذلك في قوله تعلى: “فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي”[4]، ومن الجدير بالذكر أنَّ الفوات خاص بتفويت يوم عرفة، أمَّا الإحصار فهو عام ويوجب الهدي في حال تفويته لأي ركن من أركان الحج.
هدي ترك الواجب
وهو الهدي الواجب على الحاج في حال تركه لأحد واجبات الحج الأساسية وذلك مثل تركه للإحرام من الميقات، أو تركه لطواف الوداع أو ترك المبيت بمزدلفة ومنى، أو ترك الجمع بين الليل والنهار في الوقوف في عرفة، وإنَّ كل ما سبق يوجب على الحاج ذبح شاة، وإن لم يستطع ذلك فقد اختلف أهل العلم في جواز انتقاله للصيام، حيث يصوم في حال عدم قدرته على الذبح عشرة أيام مماثلة للمتمتع في الحج في حال عدم ذبح، وإنَّ في ذلك خلاف.
اقرأ أيضًا: ادعيه ليوم الترويه
هدي ارتكاب المحظور
وهو الدم الذي يجب على الحاج تقديمه في حال ارتكابه لأحد المحظورات في الإحرام باستثناء الوطء أو الجماع وإتيان الزوجة وقتل الصيد، أمَّا في حال قلَّم الحاج أظافره أو أخذ شيء من شعر بدنه، أو تطيب أو لبس من اللباس ما هو مخيط فإنَّ ذلك يوجب عليه الدم إلَّا أنَّه في هذه الحالة مُخير بين ذبح الهدي أو إطعام ستَّة مساكين أو صيام ثلاث أيام، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه ففدية من صيامٍ أو صدقةٍ أو نسك”[5].
اقرأ أيضًا: صور عن يوم الترويه
هدي الوطء والاستمتاع
وهو الهدي الذي يجب في حال جامع الرجل زوجته أو حصل بينهما وطء في الفرج، ويكون ذلك وفق حالتين:
- إذا حدث الوطء في الفرج قبل تحلل الحاج الأول فإنَّ ذلك يُفسد حجَّه ويجب عليه قضائه في العام الذي يليه، إلَّا أنَّ عليه إتمام مناسك الحج وذبح الهدي وهو ذبح بدنة.
- إذا حدث الوطء بعد التحلل الأول فإنَّ حج المرء لا يفسد لكن يجب عليه ذبح شاة أو بدنة، وإنَّ على المرأة مثل الرجل في حال موافقتها ومطاوعتها له.
هدي الصيد
وهو الهدي الواجب على الحاج في حال قيامه بالصيد أو إعانته عليه، وإنَّ كفارة ذلك الدم لمثل ما قتل يقوم بذبحه وتوزيعه على الفقراء، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “ومن قتله منكم متعمداً فجزاءٌ مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هدياً بالغ الكعبة”[6]، كما يُمكن له في مثل هذه الحالة أن يشتري من الطعام ما يُعادل ذلك ويوزعه على الفقراء والمساكين، كما يُمكنه صيام يوم مقايل إطعام كل مسكين، وهو مخير في هذه الحالة بين الذبح والصيام وإطعام المساكين.
اقرأ أيضًا: صفة التمتع في الحج
شروط الهدي
إنَّ الشروط التي يجب أن تتوفر في الهدي هي مُشابهة للشروط التي يجب توفرها في الأضحية، وهي كالتالي:[7]
- أن تكون من بهيمة الأنعام أي أن تكون من الأبل أو الغنم أو البقر أو الشاة.
- أن تكون قد بلغت العمر المُحدد لها، فلكل نوع من أنواع الأنعام عمر يجب مُراعاته قبل ذبح الهدي.
- أن تكون خالية من العيب كأن تكون عوراء و عرجاء أو مبتورة الأطراف أو مريضة مرض واضح أو تكون هزيلة.
مكان ذبح الهدي
إنَّ محل ومكان ذبح الهدي هو الحرم المكي حيث يجب على من أراد أن يذبح الهدي أن يكون ذبحه في منى أو في مكة أو في بقية الحرم، وقد ورد في الموسوعة الفقهية: “اتفق الفقهاء على أن دماء الهدي -عدا الإحصار- يختص جواز إراقتها بالحرم، ولا يجوز ذبح شيء منها خارجه”، كما قال ابن العربي أيضًا في مكان ذبح الهدي: “ولا خلاف في أن الهدي لا بد له من الحرم”، والله أعلم.[8]
مقالات مقترحة
نرشح لكم بعض المقالات الآتية:
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن على من يجب الهدي في الحج، كما شرح كل حالة من الحالات التي توجب الهدي، بالإضافة لذكر شروط الهدي ومكان ذبحه.