قصة النبي لوط
جدول المحتويات
النبي لوط عليه السلام هو لوط بن هاران بن تارخ عليه السلام أحد الرسل والأنبياء الذين وُرد ذكرهم في القرآن الكريم، وجاء نبينا لوط لإرشاد وتوجيه قومه من أجل تجنب الفواحش، وسنتاول في هذا المقال الحديث فيه عن قصة النبي لوط وعن قومه والجريمة التي فعلوها وكيف عاقبهم الله على هذا الفعل الكبير.
نسب النبي لوط عليه السلام
هو نجل شقيق خليل الرحمن إبراهيم – عليه السلام – وقد أرسل نبي الله لوط في زمن إبراهيم، واسمه يعد من بين الأسماء العجمية، أي أنه ليس اسمًا عربيًا؛ بمعنى أن اسم النبي لوط – عليه السلام – لا يُستمد من كلمة اللواط، أي الفاحشة والمتناقضة والمعروفة باسم الشذوذ الجنسي، ويؤدي إفراغها إلى اللواط.
قوم النبي لوط وصفاتهم
- تم تسمية قوم النبي لوط بهذا الاسم نسبة إلى نبيهم الذي أرسله الله تعالى لهم.
- يُعدّون من أهل قرى (سدوم) التي كانت في الأردن، ويُقال أن هذه القرية هي على ضفاف البحر الميت الآن.
- ارتكب قوم النبي لوط أبشع الجرائم والبذاءات، وكانوا يسدون الطرق، ولم يتوقفوا عن فعل الشر، بالإضافة إلى جريمتهم التي لم يسبقها أحد، وهي اللواط.
- بدأت جريمة اللواط في الظهور عندما عانى أهالي لوط من كوارث وقرروا منع الناس من زيارة قريتهم، عن طريق تهديد الزائر وطلب أربعة دراهم منه مقابل عدم مهاجمته، لذلك أصبحت جريمتهم تمارس علنًا، وكل شخص يمر عبر قريتهم يتعرض للاعتداء.
- أصبح الزواج من النساء أمرًا غير مقبول، لأنهم طردوا من قريتهم كل من عارضهم.
سبب هلاك قوم لوط
- أرسل الله تعالى رسله، بدءاً من النبي آدم – عليه السلام – وأخيراً رسول الله محمد – صل الله عليه وسلم – من أجل توجيه الناس وإرشادهم لتعاليم الدين الإسلامي.
- تحمل قصة النبي لوط – عليه السلام – الكثير من الدروس في ثناياها، وهو أن على الواعظ أن يأخذ الأسباب ويفعل كل ما يساعده في توجيه الناس.
- ينكشف عدل الله في طريقة تعذيب أهل النبي لوط ، بما يتناسب مع عملهم الشنيع، حيث قلب الله تعالى الأرض عليهم وجعل قممها أسفلها، وذلك الهلاك بسبب الفاحشة التي تحولت إلى غريزة في رجال الشهوة.
ذهاب سيدنا إبراهيم إلى أهل لوط
- ذهب سيدنا إبراهيم ينصحهم بأن ينأوا بأنفسهم عن فعل الفجور والخطأ، وأن يعبدوا الله تعالى ويكفوا عن الضلال.
- عندما سمعت الملائكة ما فعله إبراهيم لهم نصحهم، ثم قالت الملائكة لإبراهيم إن أمر الله قد صدر وأن عذاب الله أمر لا مفر منه.
اختبار الله -عز وجل- لقوم لوط
- ذهبت الملائكة إلى قرية (سدوم) حيث يعيش أهل لوط وجاءوا في صورة شباب جميلة في الشكل والعرض.
- كان ذلك عبارة عن اختبار لله تعالى ولهم حتى يكونوا حجة عليهم، وعندما وصلوا إلى القرى عند الظهر، جاءوا إلى رسول الله لوط في شكل شباب حسنة المظهر، وتتألق وجوههما في النضارة والشباب ولم يخبروا أحد عن حقيقتهم.
- اعتقد النبي لوط أنهم ضيوف جاءوا من أجل زيارته ورحب بهم وخافهم عندما أتوا وقت الظهيرة وخشي من هؤلاء المجرمين أن يذهب أحدهم إلى قومه ويخبرهم.
- خرجت بعد ذلك إمرأة وكانت كافرة بما يقوله نبيّنا لوط أي بفكرة زواج الرجال من النساء، وأيضا كانت تتسم بالشر.
- ذهبت هذه المرأة إلى أهلها وأخبرتهم بأنه يوجد في منزل لوط عليه السلام رجال، ثم أخذت تصف جمالهم وتؤكد أن جمالهم لم يرى من قبل قط.
- سمع أهل لوط بهذا الأمر، فأسرعوا بالذهاب إلى منزله، وأرادوا مهاجمة هؤلاء الشباب بكل ما أوتوا من عدم استحياء أو خجل، ومن هنا كان جمال الشباب مصيدة لقومه أصحاب القلوب الضعيفة ما ترتب عليه عاقبة الله وغضبه.
- تكلم نبيّنا لوط مع قومه وحثّهم عن الأخلاق الحميدة، وأخذ يدعوهم إلى الزواج من بنات القرية وإلى جعل الأمر يقتصر على نسائهن دون الاعتداء على أي شخص آخر، لكن قومه رفضوا نصيحته، وأخبروه غرضهم السئ دون خجل وقالوا له: (أنهم ليسوا بحاجة إلى بنات القرية، وأخبروه أنهم لا يريدون سوى هؤلاء الأشخاص الطيبين الذين كانوا ضيوفه).
- تمنى النبي لوط عليه السلام أن ينصره أهله وقومه بعدم إتيان الشباب، ولكن للأسف حدث العكس وكانت أفعالهم سيئة للغاية.
- طلب جبريل، عليه السلام، إذنًا من ربه من أجل عقابهم، فضرب عليه السلام، وجوههم على حافة جناحه، وكانت عيونهم لا يروا بها وخرجوا ليتحسسوا على الجدران ويهددون نبي الله لوط.
هلاك قوم لوط نتيجة أفعالهم
- هدد نبي الله لوط بعقوبة الله لقومه إذا استمروا في ممارسة الفاحشة وإتيان الذكور دون النساء، لكن قوم لوط كفروه، ولم يهتموا لما يقوله ولم يذهبوا إلي خالقهم من أجل الدعاء والتوبة، فكان وعد الله لهم بأن انقلبت الأرض عليهم وتم دفنهم، ثم إلقاء حجارة عليهم من سجيل.
- تعد آثار معاناة الناس في الكثير من العذاب هي شهادة على بشاعة أفعالهم، ودرس للجميع بعد معرفة أن ارتكاب الفحش والانفصال عن الفطرة السليمة التي مفادها أن الله قد خلق الناس على فطرة.
- نجد من خلال قصة قوم لوط أن نتيجة الخروج عن هذه الفطرة، هي العقوبة الكبيرة في الدنيا وأيضا في الآخرة.
قصة قوم النبي لوط في القرآن الكريم
تناولت العديد من سور القرآن الكريم قصة قوم النبي لوط ، عليه السلام، حيث جاءت في القرآن الكريم قصة قوم لوط وموقفهم بناءً على دعوة النبي – عليه السلام – لهم وعاقبتهم وما حدث لهم، والسور التي جاءت فيها قصة قوم لوط سورة هود، والأنبياء، والحجر، والنمل، والعنكبوت، والصافات.
تحكي الآيات القرآنية في السور السابقة، قصة الملائكة أولئك الذين أرسلهم الله تعالى في شكل رجال، جاءوا إلى النبي لوط – عليه السلام – وأخبروه أنهم أتوا لتنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى في عقوبة فرضت على قومه بسبب سوء أخلاقهم وأفعالهم القبيحة.
اللواط إثم كبير
إذا مات الفرد دون توبة، فإنه له العذاب المؤلم وعذابه أكبر من عذاب الزناة، لأن جريمة اللواط أكبر من الزنا، أي أن العقوبة ضد جريمة اللواط لا تقل عن عقوبة الزنا، إذا لم تكن أكبر وأقسى منها.
التحصن من الشذوذ
- إذا شعر أحد ما بشيء من الرغبة، فيجب أن يعرف أن الزواج هو الحل وليس شيء آخر.
- يعد الزواج خير ما يطفئ الشهوة، لذلك ينبغي أن يتمسك المسلم العاقل بما جاء في الكتاب والسنة، وعدم ارتكاب الفعل،بالإضافة إلى الزواج، وبقدر من الصدق مع الله تعالى، والعزم، ستجد النفس البشرية في بعاد وحماية من هذه الكارثة.
- لا بد أيضًا أن يكون الفرد حريصًا على الصيام، لأنه يلهم التقوى، ويكسر قوة الشهوة، ويرافقه الخير، وتجنب كل ما يؤدي إلى الفتنة، لأن اللواط هو واحد من أعظم الجرائم ومن أكبر ما يسبب غضب الله سبحانه وتعالى.
وفي الختام يجب أن تتعلم من قصة النبي لوط حيث،
تحتوي قصة النبي لوط وقومه علي الكثير من الدروس المستفادة، من حيث طريقة الوعظ والصبر التي تحلى بها نبينا لوط، وخوفه الشديد على قومه، كما تتناول قصة لوط العبرة ودلالة على على أن اللواط أمر شديد القبح ومن الذنوب الكبيرة جدا والتي ينبغي الحذر منها.