كم عدد اصول العقيدة الاسلامية

عدد اصول العقيدة الاسلامية

كم عدد اصول العقيدة الاسلامية ؟ فالدّين الإسلامي هو الدّين الحقّ الذي يتكون من عقائد معقودة في القلب، لا يَصح العمل من دونها، وشرائع تحتوي من الأحكام  والمعاملات ما تخصّ الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي كالصّلاة والصّيام والبيع والشّراء، وسيتكلم هذا المقال عبر موقع محتويات عن سؤالٍ يُطرح في العلوم الشرعية، وهو كم عدد أصول العقيدة الإسلامية.

مفهوم العقيدة الإسلامية

جاء في معجم المعاني الجامع أنّ العقيدة لغةً هي الحكْمُ الذي لا مجال للشكّ فيه لدى معتقِدِه، وأمّا اصطلاحًا فهو الاعتقاد الجازم  الذي لا شكّ فيه بوجود اللّه وبرسلِهِ، وما أَمَرَ بِه مِنْ قواعدَ وسُننٍ وأخْلاقٍ  ترسخ في القلب لا يُمكن الحيد عنه، فهي  عقيدَةٌ ثابتة لا تتغيّر،[1] وقد عرّفها بعض العلماء بأنّ العقيدة لغةً مأخوذٌ من العَقد، وهو الرَّبط والشدُّ بقوَّة وإحْكام، لذلك فالعقيدة تعقد في قلب المسلم الإيمان، وتربط به ذِهنه الدّين، فيُميز بين الصّالح والطّالح،[2] فالعقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه أصل الدّين، وتصح معه العبادات،[3] وقد فصّل العلماء في أصول العقيدة الإسلامية، وكم عددها، فجاء الإجماع أنّ أصول العقيدة الإسلامية هي أركان الإيمان، وأنّ عددها ستةَ أركان، سيتمّ التفصيل عنها.

اقرأ أيضًا: هل يكفي الايمان ببعض اصول العقيدة

كم عدد اصول العقيدة الاسلامية

ذَكَر العلماء في مبحثٍ تفصيليٍ عن أصول العقيدة الإسلامية، فكانت نتائج الإجابة عن سؤال كم عدد أصول العقيدة الإسلامية مرتبطٌ بأركان الإيمان وما يلزم من التّصديق الجازم بكلِّ ركنٍ وتوابعه،[4] وأنّ هذه الأركان تحتاج إلى اليقين الذي لا مجال للشكّ فيه، كونها من الله-تعالى- بوساطة الملك جبريل-عليه السّلام- فقد روى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- حديثًا نبويًا عن رسول الله عندما جاءه جبريل بهيئة رجلٍ يسأله مجموعة من الأسئلة، وكان منها سؤاله عن الإيمان، حيث قال: “(يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ ؟ قال : الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه)”[5] وفيما يأتي شرحٌ مُفصلٌ عن أصول العقيدة الإسلامية:

  • الإيمان بالله تعالى: هو الاعتقاد الجازم بأن لهذا الكون إله واحدٌ وهو الله -تعالى- فهو الربُّ والإله المُستحقّ للعبادة  لا شريك له، والإيمان بجميع أسمائه وصفاته التي جاءت في القرآن الكريم، والسّنة النبوية من غير تبديلٍ أو تشبيهٍ.
  • الإيمان بالملائكة: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله-تعالى- خلق مخلوقاتٍ غيبيّة من نورٍ وهي الملائكة، وأنّ لهم وظائفٍ كُلِّفوا بها، فلا يعصون الله ما أمرهم، لذلك وَجَبَ الإيمان بوجودهم وعدم إنكارهم.
  • الإيمان بالكتب الإلهية: وهو التَّصديق الجازم بأنّ الله-تعالى- أنزل كتبًا على رسله؛ ليكون دليلًا قاطعًا على صدق رسالتهم، فمنها كتاب الزبور على رسول الله داوود، والتّوراة على النّبي موسى -عليه السّلام- والإنجيل على النّبي عيسى-عليه السّلام، والقرآن الكريم على رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم.
  • الإيمان بالرّسل: وأمّا الإيمان بالرّسل فهو الاعتقاد الجازم أن الله-تعالى- أرسل الرّسل -عليهم السّلام على الأقوام؛ ليهدوهم على الصّراط المُستقيم.
  • الإيمان باليوم الآخر: وهو التّصديق الجازم بكلِّ ما أخبر به الله-تعالى- وأخبر به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ممّا يكون بعد الموت من حياة أخروية تبدأ من القبر وعذابه ونعيمه، والبعث والحشر والحساب والميزان والصّراط والشّفاعة والجنّة والنّار.
  • الإيمان بالقدر خيره وشرّه: هو الاعتقاد الجازم أنّ أفعال العباد مكتوبة في اللّوح المحفوظ منذ خلّق السّموات والأرض من خيرٍ أو شرٍّ، فكل أقدار البشر هي تقديرٌ من الله تعالى.[6]

اقرأ أيضًا: من مصادر تلقي العقيدة عند أهل السنة والجماعة

أصول العقيدة الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية

تحدّث العلماء عن أصول العقيدة الإسلامية التي تستوجب من المسلم الإيمان بها كلّها من دون إنكار بعضها، وقد جاءت إجاباتهم عن سؤال كم عدد أصول العقيدة الإسلامية مُستمدة من القرآن الكريم والسّنة النّبوية، وفيما يأتي أدلّة شرعيّة تدلّ عليها، ومنها:

  • من القرآن الكريم: قوله تعالى: “(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)”[7]
  • من السّنّة النّبوية: قول عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال: “(بينما نحن عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه، حتَّى جلس إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ قال: يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، قال عمرُ : فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه. فقال: يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ؟ قال: الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه).”[5]

وفي ختام المقال يجب التّركيز على سؤالٍ مهمٍّ كان قد طرحه العلماء وهو كم عدد أصول العقيدة الإسلامية؛ لأنّ صحة الإيمان تعتمد على صحة العقيدة في قلب المسلم، وأنّ الدّين الإسلامي قائمٌ على صلاح العمل المعقود بالإيمان الجازم الذي لا شكّ فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *