ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة

ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة

ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، لكن قبل ذلك لا بدّ من التعريف بماهيّة القرآن الكريم، فالقرآن هو كلام الخالق سبحانه وتعالى المعجز والمنزل على النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو أقدم الكتب العربيّة وأكثرها فصاحةً وبلاغاً وبياناً، وقد ميّزه الله تعالى عن بقيّة الكتب السماويّة بأنّه كتابٌ محفوظٌ في الصدور والسطور من المسّ والتحريف، وكذلك يحتوي القرآن الكريم على ثلاثين جزء ومئة وثلاثة عشر سورة، كما أنّ هذه السور تصنّف إلى مكيّةٍ ومدنيّة وفقًا للزّمان والمكان اللذان نزلت بهما الوحي بالسور. والله ورسوله أعلم.[1]

تعريف ومعنى البسملة

قبل الخوض في بيان ماهي السورة التي لا تبدأ بالسملة لا بدّ من التعريف بمعنى البسملة، فالبسملة هي ما كان من الاختصار والاختزال لعبارة بسم الله الرحمن الرحيم، وهي تعني أن يبدأ المرء قراءته ببركة اسم الله والاستعانة به سبحانه وتعالى، حيث أنّ للبسملة سرٌّ عظيم، ففيها يبدأ المؤمن قراءته لكتاب الله والذكر الحكيم، وبها وبذكرها تستر العورات فلا يراها الجنّ، وكذلك ينطقها المسلم عندما يقوم بالذبح وتقديم القرابين، وعند الوضوء وعند بدء مجالس الذكر ومجالس العلم، وقبل الطعام والشراب ونحو ذلك، وذلك لما لبسم الله الرحمن الرحيم من البركة ونيل رضا الخالق سبحانه وتعالى، وكذلك ينال قائلها الأجر العظيم، والله ورسوله أعلم.[2]

ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة

بعد الخوض في تعريف وبيان معنى البسملة على أنّها بسم الله الرحمن الرحيم، والتي من خلالها يبدأ المؤمن أعماله ببركة اسم الله سبحانه وتعالى، لا بدّ من الخوض في إجابة السؤال الذي يطرحه عنوان المقال: ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة ؟ وإجابة ذلك تكمن في أنّ السورة التي لا تبدأ بالبسملة هي سورة التوبة، وفي هذا الأمر سئل الصحابيّ الجليل وثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال: “إنّ سورة الأنفال وسورة براءة متقاربتان في المعنى”، ولم ينزل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، وفي ذلك قد ظنّ عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- ومن معه من صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّهما سورةٌ واحدة، فوضعتا في مكانٍ واحدٍ خلف بعضهما البعض للحيطة، والله ورسوله أعلم.[3]

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

إتّ بيان وتوضيح ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة أي بسم الله الرحمن الرحيم على أنّها سورة التوبة، يقتضي وجوباً الخوض في ذكر الأسباب التي دفعت إلى عدم وجود كلمة بسم الله الرحمن الرحيم في بداية هذه السورة، ففي كلّ حرفٍ وسورةٍ من القرآن الكريم إعجازٌ إلهيّ، ومن السور المعجزة في القرآن سورة التوبة، كما غيرها من السور المعجزة، ولكنّها الوحيدة التي لم تبدأ بالبسملة على اتّقاق أهل العلم، وقد جاء في سبب ذلك روايات، منها:

  • اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بين سورتي الأنفال والتوبة في كونهما سورةٌ واحدة، أم هما سورتين اثنتين، فلم يرد بينهما قول بسم الله الرحمن الرحيم، فقرروا ترتيبهما خلف بعضهما البعض في المصحف الشريف، وأن يفصلوا بين السورتين دون ذكر البسملة.[3]
  • وكذلك قد قيل لأنها نزلت في السيف، وليس في السيف أمان، والبسملة وقولها أمانٌ على أمان، حيث كان من شأن العرب إن كان بينهم وبين القوم عهدٌ ثمّ نقضوه لا يكتبوا لهم في مكاتيبهم بسم الله الرحمن الرحيم، وسورة التوبة نزلت بنقض العهد الذي كان بين النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم والمشركين، ولعلّه سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة، والله ورسوله أعلم.[2]

أهمية سورة التوبة

بعد إجابة سؤال ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة على أنّها سورة التوبة لا بدّ من بيان أهميّة هذه السورة العظيمة، فهي على خلاف أهل العلم آخر سورةٍ نزلت في القرآن الكريم على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ومن أهمية سورة التوبة:[4]

  • تضمّنت آياتها على الكثير من الجوانب التشريعيّة المهمّة.
  • كما أكّدت على ضرورة الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ.
  • كذلك توعّد الله سبحانه المتخاذلين والقاعدين عن الجهاد في سببيل الله بالعيش الذليل في الحياة الدّنيا والعذاب الأليم يوم القيامة.
  • وكذلك لقراءتها الأجر العظيم، ولبعض آياتها أجرٌ خاصٌّ، فقد ذكر في فضل آخر آيتين منها في الحديث الصحيح الذي روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قال في كلِّ يومٍ حينَ يُصبِحُوحينَ يُمْسي: حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ، سَبعَ مراتٍ، كَفاه اللهُ ما أهَمَّه من أمرِ الدُّنيا والآخِرةِ”.[5]

أسماء وألقاب سورة التوبة

تعددت أسماء هذه السورة وأشهر هذه الأسماء التوبة والبراءة، وقد سميت بالتوبة لتكرار الحديث فيها عن التوبة والتائبين، وكذلك سميت براءة لافتتاحها بقوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}،[6] وورد لها أسماء أخرى منها:[7]

  • الفاضحة: لحديثها وفضحها للمنافقين وصفاتهم واحوالهم.
  • المنقِّرة: أي كشفت عمّا في قلوب المنافقين.
  • وكذلك المبعثرة والمثيرة والبحوث والغذاب والحافرة والمدمرة والمقشقشة والمخزية والمنكلة والمشددة والمدمدمة.

مقاصد سورة التوبة

بعد الخوض في بيان ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة وذكر أهميتها وأسمائها وألقابها، لا بدّ من الخوض في ذكر مقاصد هذه السورة العظيمة، فكما غيرها من السور لها العديد من المقاصد ومنها:[7]

  • وضع المنهج الذي يجب على كلّ مؤمنٍ أن ينتهجه في العلاقات التي تجمعه مع كلٍّ من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب.
  • كذلك الكشف عن المنافقين وعن غطائهم، وذكر صفاتهم وأصنافهم، وفضح ألاعيبهم وأفعالهم مع المسلمين.
  • وكذلك بيان وتوضيح الكثير من الأحكام الشرعيّة والإرشادات التي يمكن أن تحتاجها الدولة الجديدة.

ماهي السورة التي لا تبدأ بالبسملة كان عنوان هذا المقال الذي فصّل فيه معنى البسملة وفضلها وذكر السورة التي لا تبدأ فيها بالبسملة وهي سورة التوبة ولذلك أسباب بينها المقال وبين أهمية هذه السورة ومقاصدها.

المراجع

  1. ^ l-eman.com , عدد سور القرآن , 03/01/2021
  2. ^ alukah.net , الاستعاذة والبسملة , 03/01/2021
  3. ^ binbaz.org.sa , سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة , 03/01/2021
  4. ^ kalemtayeb.com , سورة التوبة (هدف السورة: التوبة) , 03/01/2021
  5. ^ تخريج زاد المعاد , شعيب الأرناؤوط/أبو الدرداء/2/342/إسناده صحيح
  6. ^ سورة التوبة , الآية 1
  7. ^ dorar.net , سورةُ التَّوبةِ , 03/01/2021