ما يضاد الايمان من قول وعمل .. مفهوم الإيمان وأقسامه ودرجاته

ما يضاد الايمان من قول وعمل

ما يضاد الايمان من قول وعمل ؟فالإيمان بشكل عام يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فإن المسلم مع كل معصية ينقص لديه الإيمان، حتى يكاد يبلَى  القلب ويحتاجُ إلى تجديد، وعلىالمسلم أن يجدد النية دائمًا للع عز وجل، ويحرص على التوبة والأوبة إليه والإكثار من الطاعات، حتى يتجدد الإيمان في قلبه، ويبتعد عن كل ما يمكن أن يحبط عمله الصالح.

مفهوم الإيمان وأقسامه

الإيمان في اللغة العربية: تصديق القلْب المتَضَمِّن للعِلْم بالمصدَّق به، وأما التعريف الشرعي للإيمان: فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، فيَتَضَمَّن اعتقاد القلْب، ونُطق اللسان، وعمَل الجوارح، وهذا مذهبُ أهل السُّنَّة والجماعة، خلافًا للمُرجئة، ومَن قال بأقوالهم.وقد قال البخاري: (وهو قوْلٌ وفِعْلٌ، يزيد وينقص)، وقال أحمد: (السُّنَّة أنْ تقولَ: الإيمانُ قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص).[1]

كما كتَب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: (إنَّ للإيمان فرائض وشرائعَ، وحُدُودًا وسُننًا، فمَن استَكمَلَهَا استَكمَلَ الإيمان، ومَن لَم يستكملْها لَم يستكملِ الإيمان، فإنْ أعِشْ فسأبيِّنها لكم حتى تعمَلُوا بها، وإنْ أمُتْ فما أنا على صُحْبتكم بحريص).وهذا القول هو المتواتِرٌ عنْ أئمَّة أهل العِلْم والسُّنَّة.[1]

أقسام الإيمان

للإيمان ثلاثة أقسام مختلفة، أذكرها فيما يأتي: [1]

  • الإيمان في القلْب: ويشمل المعتَقَدات والنِّيَّات، ويتكون أربع وعشرين خصْلة؛ أولها الإيمان بالله، من الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده، فهو ليس كمثله شيء، والإيمان بالملائكة والكتب السماوية والرسل الكرام، والايمان القدَر خيره وشرِّه، والإيمان باليوم الآخر، ويدخل فيه الايمان بالقبر، والبعث، والنشور، والحساب، والميزان، والصراط، والجَنَّة والنار، ومحبَّة الله، والحبُّ والبُغض فيه، ومحبَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتقاد تعظيمه، والصلاة عليه، واتِّباع سُنَّته، والإخلاص، ومنه ترْك الرِّياء والنِّفاق، والتوبة، والخوف، والرَّجاء، والشُّكر، والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء، والتوكُّل، والرحمة، والتوَاضُع، وومنه أيضًا توقير الكبير ورحمة الصغير، وترْك الكبْر والعُجْب والحسَد والحِقْد والغَضَب.
  • الإيمان باللسان: ويشمل سبع خصال؛ وهي التلفُّظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن وتعلُّمه وتعليمه، والدعاء، والذِّكر، ومنه الاستغفار، واجتناب اللغْو.
  • الإيمان بالجوارح: وتشمل ثمانٍ وثلاثين خصلة منها ما يختصُّ بالأعيان، وهي على خمس عشرة خصلة: وهي التطهير حسًّا وحكمًا، ومنه اجتناب النجاسات، وستر العورة، وأداء الصلاة فرضًا ونفلًا، والزكاة، وفكُّ الرقاب، والجود، ومنه أيضا الإطعام، وإكرام الضيف وصيام الفرض والنفل، والحج والعمرة، والطواف، والاعتكاف، والتماس ليلة القدر، والفرار بالدِّين، ومنه الهجرة من دار الشِّرْك، والوفاء بالنذر، والتحرِّي في الأَيْمان، وأداء الكفَّارات.

ما يضاد الايمان من قول وعمل

هناك العديد من الأقوال والأفعال التي تخالف الإيمان، وتنقص الثواب وتبطل الأعمال. ومن هذه الأعمال:[2]

  • الذنوب الصغيرة؛ فهي تصير من الكبائر بأمرين؛ أو بواحد من الأمرين: الأول هو الاستصغار والثاني هو الإصرار.
  • الكلام يوم الجمعة ينقص الأجرُ والثواب؛ مثل أن يتكلم المسلم مع صاحبه والإمام يخطب.
  • اللَّغْو؛ وهو مَا لَا يَحْسُن مِنْ الحدبث.
  • العبث أثناء خطبة الجمكعة: فقد ورد النَّهْي عَنْ مَسِّ الْحَصَى وَغَيْره مِنْ أَنْوَاع الْعَبَث فِي حَالَة خُطْبَة الجمعة.
  • صلاة النافلة إذا صلاها جالسا من يستطيع على القيام فإن ذلك ينقص ثوابها.
  • تربية الكلاب في المنازل، فتربية الكلاب تنقص الأجور، إن كان ذلك دون حاجة.
  • التنعُّمُ في المباحات للصالحين على حساب صلاحهم، فمن تمتع من المؤمنين في الدنيا بجاهه ومكانته وغناه، يحبس على باب الجنة، ويتأخر عن دخولها.
  • ترك الصلاة المفروضة عمدا دون عذر، وخاصة صلاة العصر.
  • الرياء بأداء العبادات.
  • المنِّ والأذى يبطل الصدقات.
  • بذاءةُ اللسان وفحشُ الكلام.
  • البخل بإنفاق الأموال، فتزيد الأموال في الدنيا، لكن تنقص الثواب في الآخرة.

درجات الإيمان بالله تعالى

محل الإيمان القلب، أما الأعمال الصالحة فهي ثمرات الإيمان، وعندما يكون الإيمان في درجاته العليا فإنه يثمر الانقياد لله عز وجل من خلال فعل أوامره واجتناب نواهيه، وكلما كان الإيمان في قلب المؤمن أقوى كانت ثمراته أطيب، وهي الأعمال الصالحات، والإيمان في هذه الدرجة يكون اعتقاد وقول وعمل. [3]

وإن كان الإيمان في الدرجات الدنيا فإن العمل الصالح وهو ثمرة الإيمان تكون قليلة وضعيفة، والذي يقع من أهل هذه الدرجة في المعصية فهو متوَعـَّد بالنار لكنه لا يُخلد فيها. وأما عندما يكون الإيمان في أدنى درجة على الإطلاق فإنه لا يثمر عملا صالحًا أبدًا، فهو يدخل صاحبُه النار، ويمكث فيها إلى ما شاء الله له، ولا تشمله شفاعة الشافعين في مراحلها الثلاث، ولكن يخرج بعدها بشفاعة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى.[3]

ذكرنا فيما سبق ما يضاد الايمان من قول وعمل ، فالايمان يزيد وينقص، وهناك عدد من الأعمال التي تنقص الايمان وذكرنا بعضًا منها، كما ذكرنا درجات الإيمان وعلاقة عمل الجوارح بالايمان كثمرة من ثمراته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *