تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان هي من الآيات التي فسّرها العلماء واعتنوا بها عناية خاصّة لما احتوت على سلوكيات تتعلّق بآداب وأخلاقيات الفرد المسلم، حتى يكون فردًا صالحًا  في المجتمع الإسلامي، ويتخلّق بالأخلاق التي أمر بها الله-تعالى- في كتابه، وبسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.

سورة الحجرات

سورة الحُجُرات هي سورة مدنية، عدد آياتها ثمان عشرة آية، وهي أوّل سور المفصَّل، حيث تقع في ترتيبها بين السُّور التَّاسعة والأربعون بحسب ترتيب المُصحف، وهي السُّورة الثامنة بعد المائة بحسب ترتيب نزول السُّوَر، وقد نزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التّحريم، وكان نزولها سنة تسع للهجرة، وقد سُمّيَت بالحُجُرات؛ لأنّه ذُكِر فيها لفظ الحُجرات، وقد كان سببُ نزولها أنّها نزلت في قصةِ نداء بني تميم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من وراء حجراته، فلذلك جاء الاسم، والحُجُرات هي بُيوت النّبي-عليه السلام- وقد تحدّث ابن عاشور-رحمه الله- عن مقاصد سورة الحُجُرات حيث تضمّنت الكثير من التّعاليم الإسلاميّة، والسّلوكيات الواجب على المُسلم التّحلّي بها ومنها، التأدّب مع رسول الله في الخطاب والنّداء، والحثّ على تنشئة مُجتمعٍ إسلاميِّ بدعوة النّاس إلى الإصلاح كالأخوة،[1] وسيأتي الحديث في هذا المقال عن تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان.

تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

جاء في تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان في كثيرٍ من التّفاسير، تذكر معانيها وألفاظها وآراء المُفسّرين فيها، فالمعنى اللفظي لها هو قُبح اسم الفسوق يكون للمرء بعد إيمانه وإسلامه، فمن أشدَّ القبحِ أن يُلقّب المسلم بلقبِ الفُسْق بعد أن أصبح مؤمنًا صاحب أخلاق وآداب، فلا يَحلّ لمؤمن أن يصف أخيه بكلمات الفسق أو يُناديه يا كافر أو يا فاسد، إذ أنّ أقبح  الاسم اسم الفسوق، كما أنّ  المسلم الذي يُلقّب غيره بألقاب سيئةٍ يُعدُّ فاسقًا، وبئس الاسم له أن يكون فاسقًا بعد إيمانه بالله-تعالى- واتّباع رسوله وما أمر به[2].

وأمّا تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان فقد جاء في تفسير الطّبري أنّ من فعل ما نهى الله-تعالى- عنه، وأقبل على معصيته بعد إيمانه، فسخِر من المؤمنين، ولمز أخاه المؤمن، ونبزه بالألقاب، فهو فاسق ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ ) فقال: فلا تفعلوا فتستحقوا إن فعلتموه أن تُسمّوا فسّاقًا، بئس الاسم الفسوق، وترْكِ ذكر ما جاء في وصفه من الكلام، واكتفى بدلالة قوله ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ ) عليه.[3]

سبب نزول اية بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

جاء سابقًا في تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان أنّ المسلم لا يرضى لنفسه الفُسق بعد أن كان مؤمنًا، فقد اختلف أهل التأويل في الألقاب التي نهى الله-تعالى- عن استخدامها في النّبز بها في هذه الآية، فقال بعضهم: عنى بها الألقاب التي يكرهها الملقَّب أن ينبز بها، وقالوا: إنّما نـزلت هذه الآية في قومٍ كانت لهم أسماءٌ في الجاهلية، فلما أسلموا نهوا أن يدعو بعضهم بعضًا بما يكره من أسمائه التي كان يُدعى بها في الجاهلية،[4] فقد جاء في سبب نزولها أنّها نزلت في بني سلمة حيث روى أبو جبيرة بن الضّحاك الأنصاري حديثًا قال فيه: “فينا نزلت هذه الآيةُ في بني سلمةَ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} قال : قدم علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وليس منا رجلٌ، إلا وله اسمان، أو ثلاثةٌ . فجعل النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : يا فلانُ . فيقولون مهْ يا رسولَ اللهِ ! إنه يغضب من هذا الاسمِ، فأنزلت هذه الآيةُ { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}”[5] فالنّبي-عليه السّلام-جاء ليُتمّم مكارم الأخلاق، فعندما جاء إلى المدينة المنوّرة غضِب لهذا الحال وقال: “بِئسَ فَعْلتُكم هذِه وفُسوقُكم بعد إيمانِكم”.[6]

السلوكيات التي نهت عنها الآية

أخبر المُفَسّرون في تفسير آيه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان أنّ الفسوق هي صفة من فعل ما نهى الله-تعالى-عنه من مُخالفات شرعيّة، ومن هذه الأفعال، ما يأتي:[7]

  • السّخرية من الآخرين والاستهزاء بهم: لا يجوز للمسلم أن يفعل أي فعلٍ يدلّ على تحقير أخاه المسلم، فقد قال العلّامة السّعدي: (من حقوق المؤمنين، بعضهم على بعض، أن ﴿ لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ ﴾ بكل كلام، وقول، وفعل) فالسّخرية لا تخرج من قلب شخص يحمل أي خلق، فقد أخبر الله-تعالى- في الآية الكريمة أنّ المسخور به قد يكون أفضل من الساخر في أخلاقه.
  • اللّمز الآخرين: هو  أن لا يعب بعضكم على بعضًا بالقول، فمن عاب غيره بعيبٍ فهو قد عاب نفسه أولًا.
  • التنابز بالألقاب: وهو أن لا يُلّقب أحدهم غيره بألقابٍ تُعيبه، وتُنقص من شأنه، فتُؤدي إلى النّزاع والقتال.[8]

تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان لا يمكن معرفة تفسيرها إلا بعد معرفة معانيها وجوهرها، والالتزام بأخلاقها وسلوكياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *