معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية

معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدتها التفصيلية

معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية ، يُعدّ هذا تعريفًا للفقه الإسلامي الذي يهتمّ في العمل به طلّاب العلم، ولا سيّما المختصون في علوم الشريعة الإسلاميّة، فمن الجدير بالذّكر أن التفقه بالدّين وخصوصًا معرفة الأحكام الشرعية من أهم الأمور التي لا بُدّ للمسلم تطبيقها، حيث تُعدّ وسيلة رئيسة في تحقيق الهداية والسعادة والفوز بالدّاريْن؛ الدنيا والآخرة، ويُضاف إلى ذلك أنّها من اعظم القربات والعبادات التي يُحقق من خلالها المسلم منزلته في الجنة، كوْنها باب من أبواب العلم، غير أنّ هذه المعرفة تؤول إلى الحكمة التي لا بدّ أن تكون ملازمة للعبد المؤمن التّقي، وفي هذا المقال سيتمّ تفصيل تعريف الفقه، بالإضافة إلى فضله.

معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية

تُعدّ معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية تعريفًا عامًا للفقه، حيث يُعرّف الفقه في اللغة: أنه مطلق الفهم والإدراك، ويعرف أيضًا بأنّه فهمُ الهدف من حديث المتكلّم، ويأتي أيضًا بمعنى إدراك الشيء الدّقيق، وأمّا الفقهُ في الاصطلاح: فيعرّف على أنّه العمل بالأحكام الشرعية العملية التي تُستخرج من أدلتها التفصيليّة، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ مصدره ومستنده الرّئيس هو التّشريع الإسلامي؛ إذ إنّه مستخرج من جذر التشريع، أي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا بالنّسبة لتعريف الفقه على وجه العموم، وأما بالنّسبة لعلم أصول الفقه، فهو العلمُ بالأسس التي يتمّ من خلالها استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيليّة، والخلاصة أنّ أصولَ الفقه هي قواعدُ يتبعها المفتي لاستخراج الأحكام من أدلتها بعد الدراسة الدّقيقة للحكم، من التتبع والاستخراج والترجيح وغيرها.[1]

مصادر الفقه الإسلامي

تُعرف مصادر الفقه الإسلامي بأنها الأدلةُ التي يُبنى عليها الفقه الإسلامي، ويُطلق عليها أيضاً مصادرُ التّشريع الإسلامي أو مصادر الشّريعة، ومهما اختلفت التسمياتُ فأصل الفقه واحدٌ هو الوحي من الله تعالى، أي أساس التشريع وهما:القرآن والسّنة، ومن الجدير بالذّكر أنّ مصادر الفقه الإسلامي تقسم إلى مصادر أصليةٍ، وأخرى تبعيةٍ، فالأصليةُ هي الكتاب والسّنة، أمّا التبعية هي الإجماع والقياس، وهنالك مصادر أخرى مختلف فيها بين العلماء ولا سيّما في حجيتها، وفيما يأتي بيانها:[2]

  • قولُ الصحابي: هو الأقوال التي قالها الصّحابة وتمّ إقرارها بعد وفاة الرّسول –صلى الله عليه وسلّم-.
  • الاستحسانُ: يُعدّ جزءًا من القياس، حيث يُعرّف على أنّه العدول عن القياس الخفي إلى قياس جلي أقوى منه، ويُعدّ هذا مصدرًا للتشريع عند الأحناف.
  • الاستصحابُ: هو بقاء الشيء على ما كان عليه؛ كبقاء الطّهارة إذا فُعلت بيقين.
  • سدّ الذرائع: هو فعل أمر يُفضي إلى مفسدة؛ كعدم بيع العنب لمن يُعرف في صناعة الخمر.
  •  العرفُ: هو ما اعتاده الناس وألفته النفس البشرية، وأصبحت كافة الناس تباشر بفعله.
  •  المصالحُ المرسلةُ: هي الأفعال التي يقوم بها الإنسان والتي تكون فيها المصلحة مرجّحة على المفسدة.

فضل الفقه الإسلامي

الفقه في الدين من أعظم العلوم وأجلها، فشرف العلم من شرف المعلوم، وعندما كان المعلومُ هو كلامَ الله وكلامَ الرسول –صلى الله عليه وسلم-، كان للفقهُ فضل عظيم وأولها أنّه من أشرفَ العلوم وأجلَّها، حيث من خلالها يعرف الإنسان خالقَة، ووتتبين له أمور متعلقة بدينه ودنياه حيث تضمن له سعادة الدارين، فمحال أن تحصل نجاة العبد إلّا بالتوحيد والخلاص من الشّرك، وعبادة الله تعالى على أكمل وجه بدون أيّ تقصير.[3]

الفرق بين العالم والفقيه

وبعد أن تمّ بيان أنّ معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية تعريفًا لعلم أصول الفقه الذي يتتبعه العلماء من الجدير بالذّكر أنّ هنالك فرقًا بين العالم والفقيه، حيث يُعتبر تعريف العالم أعمّ وأشملُ من تعريف الفقيه، فالعالم هو صاحب معرفة واطلاع واسع وشامل على عدد من العلوم الدينية، كعلوم القرآن، والعقيدة والحديث واللغة، وأما الفقيه فهو صاحب تتبّع واسع على الأحكام الشرعية التي اكتسبها من علمه بأدلتها التفصيلية، ويشترط في الذي يتتبع أمور الدّين ويطلق الأحكام، أن يكون عالمًا بكتاب الله، وما فيه من محكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وأن يكون عالمًا بالسنة الصّحيحة، أيْ الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومدى صحة الأقوال الواردة فيها أو عدم صحتها، وأيضًا أن يكون عالمًا بما أجمع عليه العلماء السابقون، وما اختلفوا فيه، وأن يكون أيضًا عالماً بالقياس الذي يوجب ردّ الفروع إلى الأصول ونحوها.[4]

إلى هنا نكون قد أنهينا الحديث عن الفقه الإسلامي وقد تبيّن أنّ معناه الاصطلاحي هو: معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية ، كما بيّنا أنّ الفقه الإسلامي من أعظم وأجلّ العلوم عند الله تعالى، وبيّنا أنّ المصدران الرّئيسان لهذا العلم هما: القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشريفة.

المراجع

  1. ^ www.islamweb.net , معنى الفقه لغة واصطلاحاً , 03-12-2020
  2. ^ www.islamqa.info , مصادر التشريع الإسلامي , 03-12-2020
  3. ^ www.alukah.net , مبادئ علم الفقه , 2020
  4. ^ www.islamweb.net , الفرق بين العالم والفقيه , 2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *