هل التاتو المؤقت حرام ؟

هل التاتو المؤقت حرام

هل التاتو المؤقت حرام ؟ شرَعَ الإسلامُ التزيُّنَ للمرأة والرجل ضمن الضوابط المحددة شرعًا، والأصلُ في الزينة الإباحةُ إلا ما استثناه الشرعُ ونهانا عنه؛ مثل تزيُّن الرجالِ بالذهب الأصفر، وكشْفِ النساءِ العورة التي لا يجوز كشفها عند الأجانب ونحو ذلك، وما يعرف هذه الأيام بالتاتو يعد نوعًا من الزينة زهنا سوف نعرفه ونتحدث عن حكمه وضوابط استخدامه المحددة شرعًا. [1]

هل التاتو المؤقت حرام ؟

إن ما ظهر في الآونة الأخيرة وعُرف باسم “التاتو” أو الوشْم المؤقَّت، وهو  ما تستخدمه بعضُ النساء كما وردمن أجل الزينة مثل تحديد العين أو رسم الحواجب، أو عمل الرسومات على الجلد من خلال الصبغات التي تزول بعد فترة وجيزة من الوقت، ولا يأخذ الشكل الدائم، فهو داخلٌ في الزينة المأذون فيها، لا في الوشم المنهي عنه، إذ هو يشبه الاختضاب بالحناء المباح شرعًا؛ فالاختضاب يكون للطبقة الخارجية للجلد فقط ولا يتعمق إلى الداخل، ويزول بعد وقت قصير.

وبالتالي لا مانع شرعًا وضع التاتو الذي هو من قبيل النَّقْش والرَّسْم والزينة على طبقة الجلد الخارجية، دون أن يصل إلى الدم ويزول بعد مدة يسيرة؛ فليس فيه علة من علل الوشم المحرَّم شرعًا. مع العلم أن هذا الحكم يخص النساء، وأن التاو حرام على الرجال لما فيه من التشبه بالنساء، الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية، وقد منعه للرجال السادة الشافعية والحنفية والمالكية. والله سبحانه وتعالى أعلم. [2]

طريقة التاتو المباح شرعًا

يمكن عمَلُ نوع الوشم المباح شرعًا بأحد طريقتين: إما من خلال استخدام أداة محددة للرسم لا يسيل معها الدم خلال الوشم، أو من خلال استخدام لاصق يتم وضعه على الجسم، ويكون عليه رسمة معيَّنة أو شكل ما، ويُطبَع على الجلد لفترة معينة، ثَمَّ يزولُ مع الوقت ومع استعمال الماء، ويعد هذا النوع من الزينة التي لا حرج فيها من حيث الأصل فهو أشْبَه بالاختضاب بالحناء.[1]

ضوابط استخدام التاتو المؤقت

هناك عدد من الشروط لإباحة التاتو المؤقت وهي:[3]

  • أن يكون الرسم مؤقتاً، وليس ثابتاً.
  • أن لا تضع رسومات لذوات أرواح من الإنسان والحيوان ونحو ذلك.
  • أن لا تظهر الزينة لرجل أجنبي.
  • أن لا يكون في الألوان ضرر على جلدها.
  • أن لا يكون في ذلك تشبه بالفاسقات أو الكافرات.
  • أن لا تحمل الرسومات معان تعظم ديناً محرَّفاً، أو عقيدة فاسدة.
  • أو يكون من يضعه لها من النساء، وأن لا يكون في مواضع العورة .

الفرق بين الوشم الدائم والمؤقت والحناء

هناك فرق بين ما يتم وضعه للزينة الثابتة الدائمة التي لا تزول مع مرور الزمن وهي تغيِّر لون وشكل العضو، وبين ما ذكرناه من الزينة المؤقتة، فالزينة الدائمة محرمة، وهي تعد من قبيل تغيير خلق الله تعالى، أما الثانية فهي مباحة. والوشم الدائم يعمل على تغييرٌ للون الجلد، من خلال غرز إبرة في الجلد إلى أن يسيل الدم، ثم يُحشى المكان بشيء من كحل أو غيره حتى يكتسب الجلد لوناً غير اللون الذي خلقه الله تعالى له، وهذا حرام.[3]

أما الخضاب بالحناء فهو لا يعد من قبيل الوشم أصلًا، فهو لا يغير لون الجلد، إنما هو رسومات ونقوشات من ألوان تزول بعد مدة يسيرة، وقد أباح الله تعالى للمرأة أن تتزين بهذا الخضاب، وذلك بشرط أن لا تكون الرسومات على شكل ذوات الأرواح مثل الإنسان أو الحيوان ، كما يشترط أن لا تظهر هذه الزينة لأجنبي عنها.[3]

أنواع الوشم الدائم

ذكرنا سابقًا أن الوشم الدائم هو الذي لا يزول مع مرور الزمن وله أنواع متعددة أذكر منها:[3]

  •  الطريقة التقليدية القديمة، وهو ما ذكرناه من غرز الإبرة في الجلد، وإسالة الدم، ومن ثم حشي المكان بالكحل أو مادة صبغية. وقد قال النووي رحمه الله :”الواشمة فاعلة الوشم، وهى أن تغرز إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ثم تحشو ذلك الموضع بالكحل أو النورة فيخضر وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش وقد تكثره وقد تقلله وفاعلة هذا واشمة ، والمفعول بها موشومة، فإن طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له”.
  • استعمال بعض المواد كيميائية أو عمل عمليات جراحية من أجل تغيِّير لون الجلد كله، أو بعضه. وقد كان حديث الشيخ العثيمين عن هذا الموضوع بأنه إن كان التغيير ثابتاً فهو حرام ومن كبائر الذنوب؛ لأنه أشد تغيير لخلق الله سبحانه وتعالى من الوشم.

فيما سبق أجبنا عن السؤال ” هل التاتو المؤقت حرام ؟”، وقلنا أن حكم الشريعة أنه مباح إذا أرادت به المرأة التزين لزوجها فهم من قبيل الزينة المباحة، مثله في ذلك مثل الخضاب ولكن ضمن ضوابط محددة شرعًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *