أين نزل آدم وحواء في الأرض

أين نزل آدم وحواء في الأرض

أين نزل آدم وحواء في الأرض ؟ هو عنوان هذا المقال، وفيه ستتمُّ الإجابة على السؤال المطروح في بداية هذه المقدمة، كما سيتمُّ التعريف بآدمَ عليه السلامَ وزوجته حواء، وكيفية خلقِ كلِّ واحدٍ منهما، ثمَّ سيتمُّ ذكر السبب الذي من أجله أُهبطَ آدم وحواء من الجنةِ إلى الأرض، بالإضافة إلى أنَّ القارئ سيجد بيانًا لحقيقة الجنة التي كان يسكنُها آدم، بالإضافة إلى أنَّه سيجد بعضًا من الدروس والعبر المستفادة من هذه القصة.

التعريف بآدم وحواء

خلق الله -عزَّ وجلَّ- آدم عليه السلام، ثمَّ خلق من ضلعه زوجته حواء، ثمَّ بعد ذلك بثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً؛ لذلك فإنَّ آدم يعدُّ أبو البشر، وقد سُمي بهذا الاسم؛ لأنَّه تكوَّن من أديم الأرض، بينما سُميت حواءُ بهذا الاسم لأنَّها خُلقت من حيٍّ، وقد خلقَ الله آدم ليجعل في الأرضِ خليفة، حيث قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.[1][2]

شاهد أيضًا: تفسير آية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة

كيفية خلق آدم وحواء

معلومٌ أنَّ آدم من البشرْ، لكنَّه لم يُخلق كغيرهِ من أبنائه، بل خُلقَ بطريقةٍ مختلفةٍ تمامًا؛ حيث خُلق من غير أبٍ ولا أمٍ، كذلك حواءَ تعدُّ كغيرها من النساءِ لكنَّها لم تُخلقْ مثلهنَّ، بل خُلقتْ بطريقةٍ مختلفةٍ عنهنَّ، ولا بأس في هذا المقام أن يتمَّ بيان كيفية خلقٍ كلَّ واحدٍ منهم على حدة، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: شروط لا اله الا الله باختصار والدليل على كل شرط من تلك الشروط

خلق آدم

خلق الله -عزَّ وجلَّ- آدم من عنصرٍ ماديٍّ وهذا العنصر يُسمى الطين، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ}،[3] ثمَّ نفخ الله -عزَّ وجلَّ- في هذا المخلوق من روحه حيث قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}،[4] وبذلك تكاملت الإنسانية في آدم، واتحد العنصران الذي هو مخلوقٌ منهما فأصبح إنسانًا يتحرك ويفكر ويدرك.[5]

شاهد أيضًا: تفسير آية وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا

خلق حواء

بعد أن خلق الله -عزَّ وجلَّ- آدم، وأتمَّ خلقه ونفخ فيه من روحه، خلق له زوجةً وكان  ذلك بأن أخرجها الله -عزَّ وجلَّ-  لآدم من ضلعه الأيسر، وسُميت حواء، فكونا هذان المخلوقان البشريان أوَّل أسرةٍ بشريةٍ جمع الترابط بينهما، وتمتع كلا الطرفين مع صاحبه بالمودةِ والرحمةِ.[6]

شاهد أيضًا: حكم الإجهاض قبل نفخ الروح

أين نزل آدم وحواء في الأرض

لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة عن مكانِ نزول آدمَ وحواءَ في الأرضِ، وجميع الروايات التي ذُكرت في ذلك إنَّما هي رواياتٍ ظنيةٍ وليس أدلة شرعيةٍ، ولا بأس في هذه المقام من ذكر الرواياتِ المذكورةِ في المكانِ الذي نزلَ فيه آدمَ والمكانَ الذي نزلتْ فيه حواء على سبيل الاستئناس وليس على سبيل الجزمِ، وفيما ذيأتي ذلك:

شاهد أيضًا: ما هي أركان شهادة أن لا إله إلا الله والإثبات

مكان نزول آدم

تعددت الروايات في المكان الذي هبطَ فيه أبو البشر بعد أن أنزله الله إلى الأرض، وجميع هذه الروايات تبقى ظنية؛ لعدم وجود دليل شرعي على ذلك، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر المكانِ الذي هبطَ فيه آدم، وفيما يأتي ذلك:

  • قيل: أنَّ هبط في بلد الهندِ على جبلٍ يُطلق عليه جبل النوذِ، من أرضِ سرنديب.[7]
  • قيل: أنَّ آدم أُهبط في أرضٍ بين مكة المكرمة وبين الطائف.[8]
  • قيل: أنَّ آدم هبط إلى جبل الصفا.[9]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

مكان نزول حواء

كذلك تعددت الروايات في مكان هبوطِ حواء، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر هذه الروايات وفيما يأتي ذلك:[10]

  • قيل: أنَّ حواء هبطت في المروةَ.
  • قيل: أنَّ حواء هبطت في أرض جدة.

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

سبب نزول آدم وحواء إلى الأرض

بعد أن خلق الله -عزَّ وجلَّ- آدم وخلق له زوجته حواء، أسكنهما الجنة، وأباح لهما الأكل مما شاءوا من ثمارها إلَّا من شجرةً واحدة، وبالفعل أطاع آدم ربه، حتَّى وسوس لهما الشيطان فأكلا من الشجرةِ المنهيِّ عنها، وبذلك عصى آدم ربه، وكانت نتيجة ذلك أن أمرهم الله -عزَّ وجلَّ- بالهبوطِ من الجنة والاستقرار في الأرض.[11]

شاهد أيضًا: الصحابي الجليل الذي صلى بالناس في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم هو

حقيقة الجنة التي نزل آدم وحواء منها

ذهب ابن تيمية إلى أنَّ الجنة التي أسكن الله -عزَّ وجلَّ- آدم بها في قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}،[12] هي ذاتها جنةُ الخلد التي يدخلها المتقونَ يومَ القيامةِ، وهناك عددٌ من الأدلةِ على ذلك، وفيما يأتي ذكرها:[13]

  • قوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}، ووجه الدلالة من ذلك أنَّ جملة ولكم في الأرض مستقرٌ بعد كلمة اهبطوا دليلٌ على أنَّ آدم لم يكن في الأرض من قبل.
  • قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى* وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}، ووجه الدلالة من الآية الكريمة، أنَّ الصفات التي وصف بها الله -عزَّ وجلَّ- هذه الجنة هي صفاتُ جنة الخلد، وهذه الصفات لا تكون في الدنيا.
  • ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “يَجْمَعُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى النَّاسَ، فَيَقُومُ المُؤْمِنُونَ حتَّى تُزْلَفَ لهمُ الجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: يا أبانا، اسْتَفْتِحْ لنا الجَنَّةَ، فيَقولُ: وهلْ أخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا خَطِيئَةُ أبِيكُمْ آدَمَ”، ووجه الدلالة من الحديث أنَّ الجنة التي أُخرج منها هي ذاتها التي يُطلب منه أن يستفتحها.

شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن

مواعظ وعبر من قصة نزول آدم وحواء

على المسلم أن يدرك أنَّ الغاية من ذكر القصص في القرآن الكريم هي أخذ العبرة والعظة، ومن هذا المنطلق، فإنَّه سيتمُّ في هذه الفقرة تدبر قصة نزول آدم وحواء واستخراج بعض الدروس والعبر المستفادة منها، وفيما يأتي ذلك:[14]

  • على المسلم أن يدرك أنَّ عدوه الأكبر هو إبليس؛ لذلك عليه أن يحذر منه ومن وساوسه.
  • على المسلم ألا يتساهل في المعاصي؛ إذ أنَّ معصيةً واحدةً كانت كفيلة بإخراج آدمَ عليه السلام وزوجته من الجنة.

شاهد أيضًا: الفرق بين الغيبة والنميمة وكيفية التوبة منهما

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت في الإجابة على سؤال أين نزل آدم وحواء في الأرض، كما تمَّ التعريف بآدمَ وحواءَ وكيفية خلقهما، كما تمَّ بيان السبب الذي من أجله أُهبطا من الجنة، ثمَّ تمَّ بيان حقيقة الجنة التس سكنها آدمَ وحواءَ، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعضًا من الدروس المستفادةِ من هذه القصة.

المراجع

  1. ^ البقرة: 30
  2. ^ دعوة الرسل عليهم السلام، أحمد أحمد غلوش، ص39 , https://al-maktaba.org/book/10752/33#p1
  3. ^ ص: 71
  4. ^ الحجر: 29
  5. ^ دعوة الرسل عليهم السلام، أحمد أحمد غلوش، ص42 , https://al-maktaba.org/book/10752/36#p1
  6. ^ دعوة الرسل عليهم السلام، أحمد أحمد غلوش، ص42 , https://al-maktaba.org/book/10752/36#p1
  7. ^ الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ص34 , https://al-maktaba.org/book/21712/29#p1
  8. ^ فتح القدير، الشوكاني، ص84 , https://al-maktaba.org/book/23623/81
  9. ^ فتح القدير، الشوكاني، ص84 , https://al-maktaba.org/book/23623/81
  10. ^ فتح القدير، الشوكاني، ص84 , https://al-maktaba.org/book/23623/81
  11. ^ islamweb.net , قصة آدم عليه السلام في القرآن , 23/8/2021
  12. ^ البقرة: 35
  13. ^ islamqa.info , ما هي الجنة التي كان فيها آدم عليه السلام ؟ , 23/8/2021
  14. ^ alukah.net , https://www.alukah.net/sharia/0/127634/ , 23/8/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *