التخلص من البواسير في دقيقتين

التخلص من البواسير في دقيقتين عبارة انتشرت بكثرة على محركات البحث في الآونة الأخيرة، وذلك نظرًا لزيادة الثقافة الطبية بين صفوف المواطنين، وتوجههم نحو البحث عن علاج مشاكلهم في المنزل بعيدًا عن المشافي والمراكز الطبية، ويمكن القول بأن البواسير من المشاكل الشائعة المتعلقة بالاضطرابات الهضمية والأنظمة الغذائية السيئة.

تعريف البواسير الشرجية

تحدث البواسير الشرجية على حساب الأوردة الباسورية الموجودة في منطقة الشرج، وهي عبارة عن دوالي على حساب الأوردة السابقة حيث تنتج عن الركودة الدموية وتتبارز من خلال فتحة الشرج عند التغوط، وتشكل مصدر إزعاج كبير للمريض، كما يمكن أن تزرع الخوف في قلبه عند اكتشافها لاعتقاده بأنها مرض خطير أو ورم كبير في شرجه. هناك نوع خاص من البواسير التي تسمى بالبواسير الداخلية التي تحدث على حساب أوردة عميقة داخل المستقيم فلا يشعر بها المريض ولا تتعلق بعملية التغوط.[1]

أعراض البواسير الشرجية

يعاني مرضى الباسور من أعراض صارخة ومزعجة تدفع المرضى إلى البحث عن علاج لمشكلتهم، وأعراض البواسير هي:[2]

• الألم أثناء التغوط ويزداد هذا الألم مع تقدم عملية التغوط ليبلغ أشده في نهايته.
• الحكة إذ تترافق بشدة من الباسور ويعاني المريض من حكة تخرش الدوالي المتدلية وتؤدي إلى مزيد من الألم والنزف.
• الإمساك وهو ناتج عن الألم السابق فيتجنب المريض عملية التغوط خوفًا من الألم المرافق لها، وقد يصل هذا الإمساك لمراحل متقدمة تستدعي التداخل الجراحي للتخلص منه.
• النزف الشرجي ويحدث في نهاية عملية التغوط ويكون غير ممزوج بالبراز، وتعد هذه النقطة مهمة لتمييز البواسير عن بقية الاضطرابات الهضمية المترافقة بنزف.
• الشعور بالباسور الشرجي عند جس الشرج فيشعر المريض والطبيب بوجوده.
• القلق والاكتئاب فبعض المرضى يخجلون من اطلاع الطبيب على هذه المشكلة ويعيشون الألم والاضطرابات المتعلقة به دون اللجوء إلى جهة طبية للمساعدة.

درجات الباسور الشرجي

هناك أربع درجات للبواسير تختلف عند بعضها البعض بشدة الأعراض ومدى تحمل المريض لها، ويتم تصنيف هذه الدرجات وفقًا لما يلي:[3]

• تدلي الدوالي الباسورية من فتحة الشرج وإمكانية رؤيتها من قبل الطبيب والمريض.
• قابلية البواسير الشرجية للرد فبعضها يعود عفويًا إلى مكانه وبعضها الآخر يبقى ظاهرًا من فتحة الشرج ويحتاج تداخل جراحي.

ويتم تصنيف البواسير بناءً لما سبق وفق الدرجات التالية:

• درجة أولى: وهي الشكل الأبسط من البواسير وفيها لا تظهر الدوالي من فتحة الشرج إطلاقًا، ولا تتطلب بواسير الدرجة الأولى أي علاج.
• درجة ثانية: تتدلى البواسير من فتحة الشرج عند مرضى الدرجة الثانية عند التغوط فقط، وتعود بشكل تلقائي بعد انتهاء العملية السابقة.
• درجة ثالثة: تختلف الدرجة الثالثة عن سابقتها بكون البواسير المتدلية خلال التغوط لا تعود مع انتهائه، وإنما يضطر المريض لإرجاعها بيده.
• درجة رابعة: تعد الدرجة الرابعة هي الدرجة الأشد حيث يقصد معظم مرضى هذه الدرجة الأطباء للتخلص من الألم والنزف المرافق لها، وتتميز بعدم قدرة المريض على رد الباسور المتدلي بإصبعه، وبالتالي يعتبر التداخل الجراحي هو الحل المثالي لهذه المرحلة.

 التخلص من البواسير في دقيقتين

هناك مجموعة من النصائح المفيدة التي تخفف من حدة البواسير وتساعد على علاجها بوقت مثالي وفي المنزل بعيدًا عن الجراحة، ومنها:[4]

• المياه المالحة: تشتهر المياه المالحة بقدرتها على علاج البواسير وتخفيف درجتها، ويتم تحضير المياه السابقة بوضع ثلاث ملاعق من الملح الإنجليزي في كأس من الماء ومزجهما جيدًا، ثم وضع قطعة ناعمة من القطن بعد تبليلها بالمحلول السابق على منطقة الباسور، وتعد هذه الطريقة مفيدة ومجربة من قبل الكثيرين.
• مغاطس المياه الدافئة: لا تقتصر فائدة مغاطس المياه الدافئة على علاج الباسور فهي تخفف الحكة والآلام البطنية كالمغص والتشنج، وبالتالي فهي العلاج المثالي لمرض الباسور الذين يعانون من الاضطرابات الهضمية السابقة.
• النظام الغذائي المناسب: يمكن القول بأن الإمساك سبب ونتيجة للبواسير، وبالتالي تعتبر الوقاية من الإمساك باتباع نظام غذائي حل فعال ومجرب لعلاج البواسير والوقاية منها، ويجب التركيز على تناول الخضراوات والفواكه والأغذية الغنية بالسوائل أيضًا.
• خلاصة الصبار: أثبت طب الأعشاب الفوائد الكثيرة لنبات الصبار في المجالات الصحية والتجميلية، ويعتبر لب الصبار مفيد جدًا في علاج البواسير إذ يجب دهنه على منطقة الشرج لعدة مرات للحصول على النتيجة المطلوبة.

علاج البواسير عن طريق الربط

يمكن القول بأن علاج البواسير عن طريق الربط من أقدم الطرق وأكثرها فعالية واستخدامًا، ويعتمد على ربط الأوعية المتدلية من فتحة الشرج برباط مطاطي لمنع أي اتصال مع الوعاء المغذي الأساسي، وبالتالي قطع أي تروية دموية للبواسير السابقة، تمتلك هذه الطريقة بعض السلبيات كالألم والنزف حيث يتم إطلاع المريض على جميع المعلومات المتعلقة بالعلاج السابق وتترك له حرية الاختيار.[5]

علاج البواسير عن طريق الحقن

هناك اسم آخر لهذا العلاج وهو التصليب، ويتم عن طريق حقن مواد كيميائية خاصة ضمن الأوعية الباسورية لتصليبها وقطع التروية عنها، وتتميز عن الطريقة السابقة بأن الألم الناتج عنها أقل وبالتالي فهي محمولة ومقبولة من قبل المريض، إلا أن كمية النزف المرافقة لها أكثر من الكمية الناتجة عن العلاج عن طريق الربط.

العلاج الجراحي للبواسير

وهو الحل الأخير الذي قد يلجأ إليه الطبيب والمريض وذلك بعد فشل جميع الطرق السابقة، ويمكن القول بأن عملية البواسير شائعة وبسيطة إلى حد ما إذ يقوم الطبيب بقص الأوعية الدموية الظاهرة من فتحة الشرج بدلًا من ربطها أو تصليبها، يخضع المرضى للعمل الجراحي السابق تحت التخدير العام نظرًا لترافقها بالألم الشديد كما أن العملية تحتاج لهدوء المريض بشكل تام.

اختلاطات جراحة البواسير

على الرغم من فعالية الحل الجراحي في علاج البواسير إلا أنه قد يترافق مع اختلاطات معقدة تدفع المرضى لتجنب اللجوء إليه والخوف من إجرائه، ومن هذه الاختلاطات:

• استمرار الألم حيث يشعر المريض بأن حاله لم يتحسن على العملية وكأنه لم يخضع لها.
• النزف المستمر الذي قد يقلق المريض ويسبب له فقر دم.
• تطور التهاب في موضع العمل الجراحي مما يسبب تأخر في التئام الجرح وبالتالي استمرار الألم والنزف لمدة طويلة نوعًا ما.
• اضطرابات بولية متعددة فبعض المرضى يصابون بالسلس البولي وبعضهم الآخر يعاني من احتباس البول وانتفاخ المثانة.
• مشاكل في عملية التغوط حيث يختفي الاستمساك البرازي عند بعض المرضى فيشعرون بالإحباط والإحراج الدائم.

كيفية التفريق بين نزف البواسير ونزف الكولون

كثيرًا ما يتم الخلط بين النزف الكولوني ونزف البواسير، ومن النقاط المهمة للتمييز بينهما:

• اللون: يتميز الدم القادم من الأمعاء بلونه الغامق وذلك بسبب هضمه وطريقه الطويل للوصول إلى فتحة الشرج، بينما يكون نزف البواسير فاتح اللون نظرًا لوجود الوعاء النازف في فتحة الشرج مباشرةً فلا يخضع الدم لأي تغيرات تؤدي إلى تغيير لونه.
• هيئة البراز: يكون نزف الكولون مخلوطًا مع البراز بشكل متجانس بينما يحدث نزف البواسير بعد انتهاء عملية التغوط ودون أن يختلط بالبراز.

وهنا ينتهي المقال حيث تم الحديث عن التخلص من البواسير في دقيقتين وعلاج البواسير عن طريق الربط والحقن، كما تم التطرق إلى العلاج الجراحي للبواسير والاختلاطات المتعلقة به، وأخيرًا تم ذكر كيفية التفريق بين نزف البواسير ونزف الكولون، دمتم بألف خير.