الدعاء عند ذبح الاضحية والادعية الواردة عند الذبح

الدعاء عند ذبح الاضحية والادعية الواردة عند الذبح سيتمّ ذكرها فيما يأتي من المقال عبر موقع محتويات، ولكن قبل ذلك لا بدّ من بيان مفهوم الأضحية وفضلها العظيم الذي جعله الله لها، فالأضحية هي ما يذبحه كلّ مسلم بعد صلاة العيد الأضحى وحتّى غروب شمس آخر أيّام التشريق، وذلك تقرّبًا لوجه الله -سبحانه وتعالى- وإحياءً لسنةّ إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- بعد أن همّ بذبح ولده إسماعيل -عليه السلام- وفدائه بكبشٍ عظيم.^[1]

الدعاء عند ذبح الاضحية

إنّ الدعاء عند ذبح الأضحية من الأمور التي سنّها المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- في الأضاحي، فالأضحية تعدّ من القرابين التي تقدّم في لوجه الله تعالى، فيستحبّ أنّ ينحر المضحّي أضحيته ببعض الأدعية، ومن السنّة الدعاء عند ذبح الأضحية بقول: “بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني، اللهم تقبل من فلان وآل فلان”، فيسميّ نفسه وآل بيته، وإن كانت الضحية لغيره فيقول: “هذا عن فلان”، ويسمّي موكله في الذبح، فما وجب في القول هو التسمية وما عدا ذلك فهو من الأمور المستحبّة وغير الواجبة.

فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”،^[2] وفي صحيح مسلم أيضًا روت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”،^[3] فالدعاء عند ذبح الأضحية يكون كما أخبرت به الأحاديث الصحيحة التي سلف ذكرها عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.^[4]

اقرأ أيضًا: الاذكار اليومية وفضلها

آداب ذبح الاضحية

قبل الخوض في الحديث عن الدعاء عند ذبح الأضحية لا بد من الخوض في ذكر آداب ذبح الأضحية، وهي تتلخّص في أن توضع الضحيّة على جانبها الأيسر، وأن تستقبل والمضحيّ القبلة، ومن آداب ذبح الأضحية أن تنحر الإبل نحرًا، ويذبح غيرها ذبحًا من بهيمة الأنعام، وفي عمليّة الذبح ينبغي أن يُقطع حلقوم الأضحية والمريء، على شرط شحذ السكينة أو الشفرة أو المدية التي يُريد المضحي أن يذبح بها أضحيته قبل ذبحها، مع الحرص على إخفاء أداة الذبح تلك عن الأضحية ما أمكن ذلك، وأن يحرص المضحيّ على ذبحها بعيدًا عن أنظار جنسها أو أنظار الأخريات من بهيمة الأنعام.

وقد روى شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”^[5] ومن الآداب في ذبح الأضحية هو الدعاء عند ذبح الأضحية بما سلف ذكره، وأن لا يقطع منها لحمًا أو جلدًا، حتّى تفارق الرّوح جسدها.^[6]

اقرأ أيضًا: كيفية توزيع الاضحية لمستحقيها

شروط الاضحية

إنّ الدعاء عند ذبح الأضحية لا يعدّ من شروط الذبح، وإنّما يعدّ من آدابه، فشروط ذبح الأضحية تتلخّص بالأنواع والعمر والصحّة والوقت، فلا تجوز الأضحية إلّا من الإبل أو البقر أو الغنم، وأمّا عن العمر، فأن تكون الإبل قد أكملت الخامسة من عمرها، وأمّا الماعز والبقر أن تكون قد أتّمت الثانية من عمرها، والخراف أن تكون قد أنهت السنة الأولى من عمرها، كما يشترط في ذبح الأضحية أن تكون ذات صحّةٍ تامّةٍ لا عوراء ولا عرجاء ولا مريضة أو مجنونة، وأن تكون كاملةً من غير نقصٍ في جسدها، كأن تكون مقطوعة الأذن أو الألية، وأمّا عن وقت ذبحها فيشترط فيه أن يكون بعد صلاة عيد الأضحى وحتّى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة.^[7]

الدعاء عند ذبح الأضحية والأدعية الواردة عند الذبح مقالٌ تمّ تسليط الضوء فيه على ما يُسنّ قوله عند ذبح المسلم لأضحيته كما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذلك بعد بيان مفهومها وفضلها، كما تمّ تسليط الضوء فيه على الآداب عند ذبح الأضحية وشروطها كما أخبرت بها الشريعة الإسلاميّة.