الذنب الذي لا يغفره الله تعالى

الذنب الذي لا يغفره الله تعالى

الذنب الذي لا يغفره الله تعالى هو سؤال لا بدَّ من بيان وتوضيح إجابته، فقد خلق الله الإنسان ولم يجعله معصومًا عن الخطأ أو النسيان، لكنَّه جعل له الكثير من الوسائل والعبادات والأذكار التي تُكفِّر عنه ذنوبه وسهوات نفسه، إلَّا أنَّ بعض الذنوب يصعب غُفرانها، وزوال عقوبتها عن الإنسان قد تكون غير مُمكنة، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر الذنب الذي لا يغفره الله تعالى للإنسان، كما سنُبيِّن حكم التوبة من هذا الذنب.

الذنب الذي لا يغفره الله تعالى

الذنب الذي لا يغفره الله تعالى هو الشرك بالله تعالى، فإنَّ الله تعالى يمكن أن يغفر لعباده أخطائهم وذنوبهم التي هي دون ذنب الشرك، فإذا وصل الإنسان بالمعصية إلى حد الشرك فإنَّ الله تعالى لا يغفر له، وقد ورد ذلك في قوله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏”[1]، ومن الجدير بالذكر أنَّه من مات على الشرك بالله عزَّ وجل فإنَّ مصيره هو الخلود في نار جهنم، والله أعلم.[2]

أنواع الشرك

إنَّ الشرك بشكل عام إشراك الله تعالى مع غيره في العبادة أو التعظيم، وإنَّ للشرك نوعان أساسيان هما:[3]

  • الشرك الأكبر: وهو الشرك الذي يقوم المرء فيه بإشراك الله تعالى مع غيره في الألوهية والربوبية والعبادة، كما يُشرك الله تعالى مع غيره بصفاته وأسمائه، وهو شركٌ ينافي مبدأ التوحيد، كما إنَّه يُخرج صاحبه من ملَّة الإسلام، وعقابه الخلود في نار جهنم.
  • الشرك الأصغر: ومن أمثلة هذا الشرك الرياء أو الحلف بغير الله تعالى، وهو شرك لا يُخرج صاحبه عن ملَّة الإسلام، إلَّا إنَّه إذا مات عليه دون توبة، فإنَّ مصيره بيد الله عزَّ وجل إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه.

حكم التوبة من الشرك

إنَّ من صفات الله تعالى وأسمائه الرحمن والرحيم، أي إنَّ الله تعالى رحيم بعباده، يغفر لمن عاد منهم تائبًا نائبًا يرجو رحمته، وإنَّه من الأمور التي لا يجوز فعلها القنوط من رحمة الله تعالى ومغفرته، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”[4]، أي إنَّ رحمة الله ومغفرته تعالى تشمل كل الذنب بما في ذلك الشرك، إلَّا أنَّه يجب على الإنسان أن يندم على ما فاته من الذنوب ويتوب توبة نصوح وصادقة، ويعزم على عدم العودة لهذا الذنب أو المعصية، وأن يتذكر دائمًا أنَّ رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: خطورة الشرك الأكبر على العمل

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على التعريف بأكبر الذنوب وأعظمها، وذكر أنَّ الذنب الذي لا يغفره الله تعالى هو الشرك بالله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله تعالى يغفر ما دون ذلك من الذنوب، كما عرَّف بنوعي الشرك وهما الشرك الأكبر والشرك الأصغر، بالإضافة إلى ذكر حكم التوبة من الشرك.

المراجع

  1. ^ سورة النساء , الآية 48.
  2. ^ islamway.net , ‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ... , 03/11/2021
  3. ^ islamweb.net , الشرك ... تعريفه وأنواعه , 03/11/2021
  4. ^ سورة الزمر , الآية 53.
  5. ^ islamqa.info , هل يغفر الله لمن أشرك ؟ وكيف يقوي إيمانه ؟ , 03/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *