بعث النبي معاذ الى اليمن فامره ان يبدا الناس بالدعوه الى

بعث النبي معاذ الى اليمن فامره ان يبدا الناس بالدعوه الى ؟ ، هو أحد الاستفسارات المهمّة التي تتبع للسيرة النبويّة، فقد بعث الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم عددًا من صحابته الكرام رضوان الله عليهم إلى البلاد ليدعوا ناسها للإسلام، وفي هذا المقال سنعرف البلد الذي أرسل إليه رسول الله معاذ بن جبل.

بعث النبي معاذ الى اليمن فامره ان يبدا الناس بالدعوه الى

بعث النبي معاذ الى اليمن فامره ان يبدا الناس بالدعوه الى اليمن، وقد جاء ذلك في حديث عبد الله بن عباس حيث قال رضي الله عنه: ” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه علَى اليَمَنِ، قَالَ: إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ أهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ فَرَضَ عليهم زَكَاةً مِن أمْوَالِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أطَاعُوا بهَا، فَخُذْ منهمْ وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ”[1]، وهذا الحديث يعبّر عن منهج الرسل في الدعوة إلى الله تعالى ما كانوا يبدءون بشيء قبل إصلاح العقيدة، وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة خير شاهد على ذلك، كما تناول وصية النبي لمعاذ عندما أرسله لليمن.[2]

من هو معاذ بن جبل

بعد الإجابة عن بعث النبي معاذ الى اليمن فامره ان يبدا الناس بالدعوه الى، سنتحدّث عن الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل، وهو حبّ رسول الله عليه الصلاة والسّلام، ونسبه معاذ بن جبل بن أوس الأنصاريّ، يُكنى بأبي عبد الرحمن، وقد أسلم وهو في ريعان الصبا حيث كان عمره حينئذٍ ثمانية عشر عامًا، وقد شهد بيعة العقبة عندما كان شابًا مع السبعين رجلًا الذي كانوا مع رسول الله عليه الصلاة والسّلام، فكان له هذا الشرف العظيم بحضور البيعة، وقد شهد الغزوات مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كغزوة بدر وأحد وغزوة الخندق وغزوة تبوك وغيرها من غزوات نبيّ الله، وقد شبّ معاذ على الإسلام ولكنّه لم يعمّر كثيرًا فتوفي وهو ابن ثلاثة وثلاثين عامًا، وقد توفي معاذ بن جبل رضي الله عنه بطاعون عمواس في الشام.[3]

مكانة معاذ بن جبل عند رسول الله

ظلّ الصّحابيّ الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه بجانب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم منذ أن هاجر إلى المدينة المنوّرة، فكان ممّن أخذ القرآن الكريم والأحكام الشرعيّة من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مباشرةً، وقد جاء في مناقبه وأثره طيّب الذّكر، كما كانت مكانته عند النبي عظيمة جدًا، وفيما يأتي بيان ذلك:[4]

• ثناء النبيّ على معاذ: فقد أثنى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على علم معاذ الواسع وتفقهه بالدّين فقال: “وأعلَمُها بالحَلالِ والحَرامِ مُعاذٌ”.[5]
• حبّ النبيّ لمعاذ: فقد روى معاذ بن جبل رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذ بيدِ معاذٍ فقال: يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال معاذٌ: بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال: يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك”.[6]
• أخذه القرآن عن معاذ النبيّ: فقد كان رضي الله عنه من القراء الصّحابة الذين قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ، وسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ”.[7]
• شهادة النبيّ لمعاذ بالصّلاح: فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “نعمَ الرجلُ أبو بكرٍ، نعمَ الرجلُ عمرُ، نعمَ الرجلُ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ، نعمَ الرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نعمَ الرجلُ ثابِتُ ابنُ قيسِ بنِ شمَّاسٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ عمرِو ابنِ الجَمُوح، نعمَ الرجلُ سهيلُ ابنُ بيضاءَ”.[8]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال بعث النبي معاذ الى اليمن فامره ان يبدا الناس بالدعوه الى، وعرفنا من هو الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل، وأخيرًا عرفنا مكانة معاذ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.