حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لابدَّ من التعرِّف عليها، فإنَّ ذبح الأضحية هو أحد العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده وجعلها أحد شعائر عيد الأضحى المُبارك، والتي يُؤديها المسلمون للتقرِّب من الله عزَّ وجل ونيل رضاه وأجره وثوابه، وفي هذا المقال سنبيِّن حكم الأضحية وفقًا للمذاهب الأربعة، بالإضافة لتسليط الضوء على بعض أحكام الأضحية وشروطها.

تعريف الأضحية

الأضحية أو التضحية في اللغة هي القيام التنازل عن شيء ما أو تقديم شيء ما بهدف الفداء، والأضحية في الإسلام هي عبادة يؤديها المسلمون في عيد الأضحى، حيث يقومون بذبح شيء من بهمة الأنعام، وفق شروطًا محددة ووقت محدد وهو أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يقصد المسلمون بهذه العبادة إقامة شرائع الله تعالى وإحياء ذكرى النبي ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل عليه السلام، ونيل رضا الله تعالى وكسب  الأجر والثواب.[1]

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

إنَّ حكم الأضحية في المذاهب الأربعة هو حكم اختلف فيه أهل العلم أئمة المذاهب الأربعة حيث انقسموا إلى قسمين، القسم الأول أشار إلى أنَّ الأضحية سنة مؤكدة في الإسلام، والقسم الآخر ذهب إلى وجوب الأضحية في حال القدرة، وفيما يلي سبيِّن حكم الأضحية وفق قول المذاهب الأربعة:[2]

  • حكم الأضحية عند المذهب الشافعي: إنَّ الأضحية عند الشافعية هي سنّة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي ليست واجبة.
  • حكم الأضحية عند المذهب المالكي: الأضحية عند المالكية هي سنَّة مؤكدة، وقد ورد في أحد الروايتين عن الإمام مالك أنَّها واجبة في حال القدرة.
  • حكم الأضحية عند المذهب الحنبلي: الأضحية عند المذهب الحنفي هي سنَّة مؤكدة أيضًا.
  • حكم الأضحية عند لمذهب الحنفي: اختلف المذهب الحنفي مع بقية المذاهب حيث ذهب إلى وجوب الأضحية، وأشار إلى أنَّها واجبة على كل إنسان مُسلم مُقتدر.

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة

حكم ترك الأضحية مع القدرة
ذهب جمهور العلماء إلى القول بأنَّ الأضحية هي سنة مؤكدة، وعلى ذلك فإنَّه لا يُؤثم تارك الأضحية حتى لو كان مقتدرًا بحسب رأي جمهور العلماء ولا حرج عليه في تركها، لكن لا شكَّ في أنَّ عدم أداء التضحية من قبل المُستطيع و المُقتدر والذي يستطيع التضحية هو تفويت للكثير من الأجر والثواب والخير، وكذلك فإنَّ في أداء الأضحية أداء وأحياء لسنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والله أعلم.[3]

حكم النيابة في الأضحية

إنَّ التوكيل أو النيابة في الأضحية هو أمر جائز في الشريعة الإسلامية، وقد أجاز أهل العلم أن يوكل المرء غيره بشراء الأضحية وذبحها وتوزيعها على الفقراء والمساكين، ولا بأس في كون ذلك في بلد المُضحي المُقيم فيه أو في غير بلد، وذلك على أن يضمن المُضحي الشخص الذي يُريد توكيله فيكون شخصًا ذو أمانة وموضعًا للثقة فيوزع الأضحية بشكل شرعي وعلى من يستحقها من المحتاجين، والله أعلم.[4]

شروط الأضحية

إنَّ كلّ عبادة من العبادات التي فرضها الله تعالى لها عدد من الشروط والأحكام التي لابدَّ من تواجدها لتحقق صحّة العبادة، وإنَّ شروط الأضحية هي:[5]

  • يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، أي أن تكون من الأبل أو الماعز أو الأبقار أو الغنم.
  • أن تبلغ عمرًا محددًا وضَّحه الدين الإسلامي لكل نوع من أنواع الأنعام.
  • أن تخلو من العيوب حيث لا تكون معطوبة أو عوراء أو عرجاء أو عمياء أو تكون أحد أطرافها مبتورة أو غير ذلك من العيوب.
  • أن تعود ملكية الأضحية للمُضحي، ولا يكون فيها حقٌ لأحد غيره.
  • أن يُضحي المرء في الوقت المُحدد للأضحية فلا يُضحي قبل أو بعد الوقت المحدد.
  • ألَّا تكون الأضحية تابعة لرهن أو مرهونة لأحد غير المُضحي.

الحكمة من فرض الأضحية

فرض الله تعالى الأضحية على عباده وجعلها أحد العبادات التي يتقرب فيها العباد منه، كما كان الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُضحي كل عام بكبشين أحدهما عنه وعن آله والآخر عن أمته، وإنَّ عبادة الأضحية هي أحياء لذكرى وقصة النبي ابراهيم -عليه السلام- مع ابنه اسماعيل-عليه السلام- حين أمره الله تعالى بذبح ابنه فاستجابا لأمر الله تعالى دون أي تردد، وكانا من الصابرين، فأمره الله تعالى أن يفدي بدلًا من ذلك ذبحًا من الأنعام، ثم فرض الله تعالى الأضحية على أمَّة محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- إحياء لهذه القصة، والله أعلم.

فضل الأضحية

إنَّ الأضحية هي أحد العبادات التي فُرضت أحياءً لذكرى النبي ابراهيم مع ابنه اسماعيل، وكذلك هي عبادة كان يُؤديها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من كل عام، وإنَّ في أدائها اتّباع للسنَّة النبوية وإحياء لها، وإنَّ في ذلك الكثير من الفضل والأجر، بالإضافة للفضل المذكور في الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “ما عملَ آدميٌّ منْ عملٍ يومَ النحرِ، أحبَّ إلى اللهِ منْ إهراقِ الدمِ إنها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها، و أشعارِها، و أظلافِها، و إنَّ الدمَ ليقعَ من اللهِ بمكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فطيبُوا بها نفسًا[6]، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها صلاة العيد والاضحية

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن حكم الأضحية في المذاهب الأربعة، كما عرَّف الأضحية، وذكر شروطها وفضلها، والحكمة من فرضها، بالإضافة لذكر حكم النيابة في الأضحية.

المراجع

  1. ^ dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 1-7-2021
  2. ^ islamweb.net , مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية , 1-7-2021
  3. ^ binbaz.org.sa , حكم الأضحية مع الاستطاعة , 1-7-2021
  4. ^ islamweb.net , التوكيل في شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها , 1-7-2021
  5. ^ islamqa.info , شروط الأضحية , 1-7-2021
  6. ^ الجامع الصغير , عائشة أم المؤمنين، السيوطي، 7930 ، حسن.
  7. ^ islamweb.net , فضل الأضحية وثوابها , 1-7-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *