حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة

حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة

حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة ، من الأحكام المهمة التي لا بُدّ من بيانها؛ لأنّ المسجد هو بيت الله سبحانه وتعالى وفيه تحصل العبادة والطّاعة، لذلك يجب أن يكون المسلم نظيفًا ورائحته طيبة كونه يستعدّ للقاء الله تعالى، وفي هذا المقال سيتم بيان من أتى إلى المسجد برائحة كريهة؛ كمن أكل الثوم والبصل ونحوه.

حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة

إنّ حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة مكروه، فمن الجدير بالذّكر أنّ المسلم يستحب له أن يتنظف إذا نوى الصلاة حتى لا تتأذى الملائكة والمصلون برائحته، لكنه لو صلى في حالة عرق فإن صلاته صحيحة مع الكراهة، والأصل في كراهة إتيان المسجد للصلاة حال التلبس بالرائحة  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مساجدنا حتى يذهب ريحها، يعني الثوم”،[1] وقال النووي عند شرح هذا الحديث: ويلحق بالرائحة الكريهة الثوم والبصل والكراث وكل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها، وقال القاضي عياض: ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشأ، وقال علماء آخرون: ويلحق به من به بخر في فيه، أو به جرح له رائحة. انتهى، وقد عد العلماء هذه الروائح من أعذار الابتعاد عن الجماعة، وعلى ذلك، فإذا كان العمال المذكورون بلغوا من العرق بحيث يتأذى بذلك أهل المسجد فلا مانع من تقديم النصيحة لهم إلى الاصطفاف وراء الناس حتى لا يؤذوهم، ويكون الإمام هو الذي يبين لهم ذلك بأسلوب حسن لا ينفرهم من الصلاة، فقد يكون منهم من هو جاهل لا يتفهم الأمر ويحمله على أنه استقذار لهم، أو يأمرهم بتغيير حالتهم عند الصلاة إن استطاعوا ذلك، فإن لم يستطيعوا فعلوا ما قدمنا من تأخرهم وراء الناس خوف الأذية.[2]

حكم الذهاب إلى المسجد لمن أكل ثوما أو بصلا

وبعد أن تم بيان حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة لا بدّ من بيان حكم الذهاب إلى المسجد لمن أكل الثوم والبصل، فمن يأكل الثوم أو البصل أو الكراث لا يجوز له أن يذهب إلى المسجد؛ لأنه يؤذي الناس بذلك، الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، حيث قال: “من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته”، وثبت عنه -عليه السلام- أنه أمر بإخراج من فيه رائحة كريهة من المسجد، حيث قال: “إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم”؛ فلا يجوز للمسلم الذي يأكل الكراث أو الثوم أو البصل أن يصلي مع جماعة المسلمين؛ لأنه يؤذيهم بذلك، وإذا كان ليس بحاجة إلى تناول ذلك فليترك الأكل حتى لا يحرم الصلاة مع المسلمين، أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لجوع أو مرض فلا حرج، أما إن اعتاد ذلك كشهوة النفس فواجب عليه ترك ذلك حتى لا يحرم صلاته مع المسلمين، وإذا قصد بذلك التعمد بالابتعاد عن صلاة الجماعة يتحيل بهذا لترك الجماعة فهذا منكر ولا يجوز.[3]

شاهد أيضًا: تعريف الصلاة لغة واصطلاحًا.

حكم الصلاة برائحة كريهة

إذا كانت هذه الرائحة قوية جدًا بحيث يتأذى بها المصلون ولم يستطع المصلي إزالتها بغسل أو باستعمال بعض مزيلات الرائحة فإن صاحبها معذور فيمكن له ترك صلاة الجماعة؛ وقد تبيّن سابقًا أنّ الصلاة في المسجد برائحة كريهة كالثوم أو البصل أو العرق فإنّه مكروه؛ لأنه قد يؤذي المصلين، فقد نص أهل العلم على كراهة حضور الجماعة في حق من به رائحة تؤذي المصلين دفعا لأذيته، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مساجدنا حتى يذهب ريحها يعني الثوم”.[4][5]

شاهد أيضًا: الصلاة المشروعة غير الواجبة.

إلى هنا نكون قد بينا حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة ، وتبيّن أن الحكم محمول على الكراهة، لما في ذلك أذى على المصلين، لذلك على المسلم أن يتخلص من الروائح الكريهة أيًا كانت ولا سيّما إن كان ذاهبًا لصلاة الجماعة.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما
  2. ^ www.islamweb.net , كراهة إتيان المسجد للصلاة حال التلبس بالرائحة , 09-02-2021
  3. ^ www.binbaz.org.sa , حكم الذهاب إلى المسجد لمن أكل ثومًا أو بصلًا , 09-02-2021
  4. ^ رواه البخاري ومسلم
  5. ^ www.islamweb.net , كراهة حضور الجماعة لمن به رائحة تؤذي المصلين , 09-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *