حكم الاذان على الرجال .. شروط صحة الأذان وصيغته

حكم الاذان على الرجال

حكم الاذان على الرجال من الأحكام الفقهيّة التي يرغب الكثير من النّاس في معرفتها، وخاصّة المُهتمّين بالأحكام الشرعيّة، وذلك حتى يتعرّفوا على الحلال؛ فيتّبعوه، ويُرزقوا الثّواب الجزيل من ربّ العالمين، وعلى الحرام؛ فينصرفوا عنه وعن طُرُقه؛ حتى لا يقعوا في ما لا يُحمد عُقباه، وفيما يلي سنتعرّف على حكم أذان الرجل، وما هي صيغة الأذان وكيفيّتُه.

حكم الاذان على الرجال

اتّفق العُلماء على أن الأذان سنّة مؤكدة، والسّنة هي التي ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفةٍ خُلُقيّة أو خِلقيّة، وقد قال الحنابلة بأن الأذان من قبيل فرض الكفاية، والمقصود به: إذا قام به البعض؛ سقط عن الباقين، أي: لو قام به أحد الأفراد؛ سقط عن بقيّة الجماعة، وإن لم يقُم به أحدٌ؛ أُثم عليه، وهذا بالنسبة لصلاة الجماعة، أما صلاةُ الفرد؛ فيُستحبّ له أن يُؤذّن ويُقيم، ولا حرج ولا إثم عليه؛ إن لم يُؤذّن أو يُقيم، وإنما الإثم لو اجتمعت جماعةً في المسجد، وصلّوا في المسجد، وتركوه دون أن يؤذّن أحدهم أو يُقيم.[1]

صيغة الأذان وكيفيته

اختار النبي -صلى الله عليه وسلّم- بلال بن رباح؛ ليكون مؤذّن الرّسول، وذلك لعُذوبة صوته، والصيغة التي كان يُؤذّن بها بلال هي: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهدُ أن محمدًا رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ويُضاف بعد الحيّعلتين” الصلاة خير من النّوم” في صلاة الفجر، أما ما يُقال من” أشهد أن عليًّا وليّ الله”، وغيرها من الصّيغ التي ابتدعها الشّيعة؛ فلم يثبُت لها أصلٌ صحيحٌ في السّنّة، بل إنها تُخالف ما كان عليه الصّحابة الكِرام، ويُستحبّ لمن يسمع النّداء أن يُردّد ما يقوله المؤذّن إلا في الحيّعلتين” حي على الصّلاة، وحيّ على الفللاح”؛ فيقول: لاحول ولا قوّة إلا بالله، وبعد أن ينتهيَ المؤذّن من الأذان، يقول: اللهم ربّ هذه الدّعوة التّامة والصّلاة القائمة؛ آت سيدنا محمّد الوسيلة، والفضيلة، والدرجة العالية الرّفيعة، وابعثهُ اللهم المقام المحمود الذي وعدّته، إنك لا تُخلف الميعاد.[2]

شروط صحة الأذان

الأذان هو الإعلام والإخبار بدخول وقت الصّلاة، ولكي يصحّ الأذان للصّلاة، لا بُد وأن يتوافر فيه عدّة شُرُوط، وقد حدّدها العُلماء بعشرة شروط، وهي:[3]

  • أن يكون المؤذّن مُسلمًا؛ فلا يجوز أن يؤذّن غير المُسلم؛ لأنه لا يعترف بالصّلاة التي يُعلم الأذان بدُخولها.
  • العقل: فيُشترط في المؤذّن أن يكون عاقلًا، عنده القُدرة على الإدراك بما يدُور حوله، ويخرُج من ذلك المجنون؛ لأنه لا عقل له.
  • النيّة: والنيّة محلّها القلب، وذلك إعمالًا لحديث النبي” إنما الأعمال بالنيات..”
  • أن يكون ذكرًا؛ فلا يصحّ أن تُؤذّن أُنثى؛ لأن من شروطه الجهر بالصّوت، وهي ليست أهلًا لهذا.
  • أن ينطق المؤذّن بالألفاظ المُعدّة للأذان.
  • أن يكون مشهورًا بالعدالة؛ فإن اشتُهر بالفسق؛ فلا يجوز له أن يؤذّن؛ لأن المؤذّن مُؤتمن.
  • أن يتوافق الأذان مع وقت الصلاة؛ فلا يجوز له أن يُؤذّن قبل الوقت أو بعده.
  • أن تتوالى ألفاظ الأذان، وتكون مرتّبةً؛ فإن اختلّت الألفاظ، أو جيئ بإحداها مكان الأُخرى؛ فسد الأذان.
  • أن يُقيم من يؤذّن؛ لأنهما عبادتان بدنيتان، لا يصح أن يُنبى فعل أحدهما على فعل الآخر.
  • الجهر بالصوت؛ لأن الأذان إعلام، والإعلام لا يكون إلا برفع الصوت.

الصفات المستحبة في المؤذن

هناك الكثير من الصّفات التي يُستحبّ للمؤذّن أن يتمتّع بها؛ حتى يلقى أذانه القبول، ولعلّ من أبرز تلك الصّفات:[4]

  • أن يكون صيّتًا، والمقصود بصيّتًا أي قويّ الصوت، أو جهوريّ الصّوت.
  • أن يكون من مَن يتمتّعون بصفة الأمانة؛ لأنه إذا كان المُعلم بالشيء غير أمين؛ سيُسبّب مضض عند الكثيرين.
  • أن يكون عالمًا بأوقات الصّلاة؛ حتى لا يُؤذّن في غير موعد الصّلاة؛ لأن الأذان يترتّب عليه عبادات أُخرى، كالصيام مثلًا، وغيره.
  • أن يكون مُتطهّرًا خاليًا من الحدث الأصغر الذي يُوجب الوُضُوء، والحدث الأكبر الذي يُوجب الغُسل.
  • أن يُؤذّن ويُقيم وهو واقفٌ لا قاعدٌ.

حكم الأذان والإقامة للرجل والمرأة

اتّفق العلماء على أن الأذان للمرأة غير مشروعٍ لها؛ لأن الأذان للجماعة، وصلاة المرأة في بيتها، أما بالنسبة للرجل؛ فقالوا: إنه من قبيل السنّة المؤكّدة إلا أن الحنابلة قالوا بأنه من قبيل فرض الكفاية، ومن المععلوم أن فرض الكفاية إذا قام به البعض؛ سقط عن الباقين؛ فإذا قام أحد من المُصلّين بالأذان؛ سقط الإثم على الآخرين، أما إذا لم يؤذّن فيهم أحدٌ؛ فالإثم عليهم جميعًا، وهذا في حالة الجماعة، أما إذا كان المُصلّي مُنفردًا؛ فلا إثم عليه إن لم يؤذّن، ويُستحبّ له أن يؤذّن.[5]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على حكم الاذان على الرجال ، وما هي الصيغة التي نُقلت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- في الأذان، وما هي الصفات التي يُستحبّ أن تُوجد في المؤذن، وما هي الشروط التي من خلالها يصحّ الأذان، وما حُكم الأذان والإقامة للرجل وللمرأة، والأذان في حال الجماعة وفي حال الإفراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *