حكم الاستمطار الصناعي

حكم الاستمطار الصناعي

حكم الاستمطار الصناعي هو أحد الأحكام الشرعية المُستحدثة التي لا بدَّ من بيانها، حيث أنَّه مع تقدم الزمان وتطور العلم ظهرت بعض الأمور المُستحدثة في الشريعة الإسلامية والتي لم تكن موجودة في زمن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والتي تمَّ بيان حكمها من خلال اجتهاد أهل العلم، والمقارنة بالأحكام الشرعية الموجودة في القرآن والسنة، ومن خلال هذا المقال سنُعرِّف بحكم الاستمطار الصناعي وأقوال أهل العلم فيه.

ما هو الاستمطار الصناعي

الاستمطار الصناعي هو عملية يتم من خلالها إنزال المطر من السُحب اعتمادًا على وسائل وأساليب علمبة بحتة، حيث يتم من خلال عملية الاستمطار زيادة نسبة الأمطار في مكان مُعيَّن عن حدها الطبيعي، أو التسريع بوقت هطول الأمطار، وذلك من خلال تحفيز الغيوم لإنزال الأمطار، وإنَّ عملية الاستمطار الصناعي هي عملية لمتثبت نجاحها بشكل تام وكلي، حيث بيَّن علماء البيئة أن نسبة نجاح هذه العلية وزيادة الأمطار هي 10% فقط، كما وضّحوا صعوبة استمطار الكثير من أنواع الغيوم.[1]

حكم الاستمطار الصناعي

إنَّ حكم الاستمطار الصناعي هو جائز وغير مُحرَّم، حيث أنَّ هذا النوع من العمليات يقوم وفق أبحاث علمية بحتة ووسائل تمَّ التوصل إليها من خلال دراسة طبيعة الغيوم ومُسببات الأمطار وكيفية تحفيز هذه الغيوم، ولم يجد أهل العلم في الشريعة الإسلامية ما يمنع مثل هذه العلوم، فإنَّه علمٌ كشف الله تعالى بصيرة بعض الناس لاكتشافه، فلا حرج على الإنسان من التنعم بما أنعم الله تعالى عليه من الهبات والنعم على أن تكون هذه الأمور فيها نفع للإنسان وليس فيها ضرر، والله أعلم.[2]

شروط استخدام الاستمطَار الصناعي في الإسلام

إنَّ الشريعة الإسلامية أحلَّت للإنسان أن يستخدم كل ما فيه نفعٌ وفائدة له، وبيَّنت جواز الانتفاع من الاكتشافات العلمية ومن ذلك الاستمطار الصناعي، إلَّا أنَّه مع ذلك فلا بدَّ للإنسان عند استخدام مثل هذه العمليات أن يتأكد ويكون على يقين من أمرين هما:[3]

  • الأمر الأول: أن يكون الإنسان على يقين بأنَّ إنزال المطر هو أمرٌ بيد الله تعالى وبمشيئته، وإنَّ الاسباب البشرية مثل الاستمطار الصناعي ما هي إلَّا أسباب وهبها الله تعالى لإنسان، وقد تُفلح بإذن الله تعالى وقد تفشل.
  • الأمر الثاني: التحقق من كون مثل هذه العمليات لا تُسبب أي ضرر أو أذى على الإنسان أو الحيوان أو البيئة والصحة العامة.

أقوال أهل العلم في الاستمطار الصناعي

ذهب أغلب أهل العلم إلى القول في جواز عمليات ااستمطار الصناعي، حيث بيَّنوا الأساس الشرعي الذي تقوم عليه مثل هذه العمليات، وفيما يلي نذكر أقوال بعض أهل العمل في ذلك:

  • الشيخ عطية صقر: “إن العمليات التي يحاول بها بعض الناس إسقاط المطر من السحاب لها نظائر في نطاق ضيق، في عمليات فصل الملح عن الماء ليصير عذباً، فهي تدور على التبخير، والتكثيف، كما يحدث في الأنبيق الذي تستخرج به العطور، وليس عملهم هذا تدخلاً في صنع الله، بل هو تصرف واستخدام للمادة التي خلقها الله، ولا يمكن لأحدٍ أن يخلق الحرارة، أو البرودة، أو الماء بوسائط”.
  • اللجنة الدائمة للإفتاء: ” لم يثبت حسب علمنا أنه على ما يُذكر عنه، بل الأمر مبالغ فيه، وأمره لا يشكل؛ وذلك أن الله أطلعهم على أن المطر يُحدث بقدرة الله بتفاعل أشياء، فهم يعمدون إلى عملها، وقد يحدث حصول بعض الأمر، وقد لا يحدث، وإن حدث فهو في حيِّزٍ ضيق وليس كالمطر الذي ينزله الله تعالى من السحاب، ولذا نعلم كما يعلم غيرنا أن الدول التي تعمد إلى تجربة ما يسمى بـالمطر الصناعي لا تستفيد منه، وإذا لم ينزل الله تعالى عليها المطر من السماء عاشت في قحط وفقر”.

شاهد أيضًا: ماذا نقول عند نزول المطر

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أحد الأحكام الشرعية والفقهية في الإسلام، وهو حكم الاستمطار الصناعي، كما عرَّف بمفهوم الاستمطار الصناعي، وذكر أنَّه من الأمور الجائزة في الإسلام، كما بيَّن الشروط التي يجب مُراعاتها عند تطبيق مثل هذه العمليات، بالإضافة لذكر أقوال أهل العلم في الاستمطار الصناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *