حكم الحجاب ابن باز

حكم الحجاب ابن باز

حكم الحجاب ابن باز هو من الأحكام يعتمد عليها الكثير من العلماء والأشخاص لمعرفة أساسيات دينهم، وحكم الحجاب فيه نوع من التفصيل عند ابن باز وجمهور أهل العلم، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف إلى حكم الحجاب عند ابن باز، وصفة الحجاب الشرعي عند ابن باز، والشروط التي يجب توافرها في الحجاب الشرعي.

حكم الحجاب ابن باز

الحجاب فيه مسألتين وهما كالآتي: [1]

المسألة الأولى

الحجاب الذي يستر الشعر والبدن كلّه ما عدا الوجه والكفين، فهذا واجب على جميع النساء المسلمات، وكذلك القدمان على المرأة سترهما عند جمهور العلماء المسلمين، فلا يجب أن يرى الرجال الأجانب من المرأة حتى ابن عمها وابن خالتها أي جزء من جسدها أو شعرها أو قدميها، ما عدا الوجه والكفين، وهذا هو الحجاب الشرعي، وأما ستر الوجه والكفين فهو محل خلاف بين العلماء، وستر القدمين أيضًا هو محل خلاف بسيط بين العلماء، ولكن الغالب والراجح والواجب أنه على المرأة ستر قدميها أيضًا.

المسألة الثانية

ستر الوجه والكفين، فمن العلماء من قال أنه لا يجب سترهما عن الأجانب إذا كان الوجه ليس فيه محسنات من مكياج وكحل وغيره، وكذلك الكفان إذا لم يكن فيهما شيء من الحلي فإنهما ليسا بعورة حسب بعض أهل العلم، واحتج هؤلاء بحديث ضعيف عن عائشة رضي الله عنها قالت:(أن أسماءَ بنتَ أبي بكرٍ رضِيَ اللهُ عنهما دخلت على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعليها ثيابٌ رقاقٌ فأعرض عنها وقال: يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغت سِنَّ المحيضَ لم يصلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهِه وكفَّيه)[2]، وهذا الحديث برأي ابن باز ضعيف من عدة وجوه وعلل وهي:

  • الحديث لم يثبت عن عائشة أم المؤمنين، لأنه من حديث منقطه من رواية خالدب ن دريك عن عائشة وهو لم يُسمع منها أصلاً.
  • أن في إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف لا يُحتج به عند أهل العلم.
  • أنه من رواية قتادة عن خالد بن دريك وهو مثدلّس ولم يُصرّح بالسماع من خالد، والمُدلّس إذا روي بالعنعنة لا يؤخذ عنه.
  • أن الحديث لم يُصرّح أنه بعد الحجاب، فربما تكون تلك الرواية أو الحديث المزعوم قبل الحجاب، لأن النساء قبل الحجاب كن يكشفن عن وجوههن وأيديهن، هكذا كان الحجاب سابقًا.
  • أن من المستغرب جدًا أن تكون أسماء وهي زوجة الزبير بن العوام، وقد تفقهّت في الدين كثيرًا، وهي عالمة جليلة أن تدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهي ترتدي ثياب رقيقة تظهر جسدها أو عورتها، فهذا منكر وغير صحيح، لأن تقواها وإيمانها تُبعدانها كل البعد عن هذه الأمور المذمومة.

والقول الآخر في مسألة ستر الوجه والكفين، قال بعض العلماء أنه يجب سترهما عن الأجانب، وهو القول الراجح، فالوجه زينة للمرأة وعنوان جمالها، فالواجب ستره عن المحارم، إلا عن الخاطب الذي يريد أن ينظر إليها، فقد أباح الرسول صلى الله عليه وسلم للخاطب أن ينظر للمرأة من دون نقاب، ولكن في الأوضاع الأخررى يجب ستر الوجه والكفين لأنهما فتنة، والعلماء الذين قالوا بضرورة ستر الوجه والكفين، احتجوا بعدد من الآيات القرآنية الكريمة منها: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}[3]، فإن كان لبس الحجاب أطهر لقلوب زوجات النبي، فغيرهن أولى وأشد حاجة للبس الحجاب، وحجتهم الأخرى أن الله تعالى لم يستثنِ الوجه والكفين بل أطلق الحكم إطلاقا.

شاهد أيضًا: حكم لبس البنطلون للنساء

صفة الحجاب عند ابن باز

حجاب المرأة عند غير محارمها أمرٌ لازم، فوجب الحجاب ابتعادًا عن الفتنة والافتتان وغيرها من الأمور الشيطانيّة، وصفة الحجاب يكون بالجلباب أو غيره من الملابس التي تغطي البدن، وتستر البدن كاملاً مع الوجه، فهو أعظم زينة، فستره هو أهم المهمات، وهو أعظم الزينة، فتستر المرأة وجهها ورأسها وسائر بدنها، ولا مانع أن تظهر عينًا واحدة أو عينيين للنظر، أو لرؤية الطريق أو التقاط وشراء الحاجات التي تريدها، والنتيجة أن الحجاب لا بدّ منه إلى غير المحارم، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}[4]، والجلباب ثوب تضعه المرأة على رأسها وبدنها زيادة في التحجّب والستر والحشمة، فإذا كانت ملابسها وافية وغطت وجهها ورأسها هذا يكفي، لكن الجلباب فيه مزيد من الستر.[5]

شاهد أيضًا: هل الحجاب واجب

الشروط  الواجب توافرها في الحجاب الشرعي

من أبرز شروط الحجاب الشرعي هي:[6]

  • أن يكون ساترًا لجميع البدن ما عدا الوجه والكفين: فالحجاب الشرعي للمرأة المسلمة هو الذي يستر جميع البدن إلا الوجه والكفين، وهذا اختلف فيه أهل العلم، ولكنهم اتفقوا على وجوب سترهما حيث غلب ظنهم على أن الفتنة تحصل عند انكشاف الوجه وتلكفين، خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وذلك سدًا للذرائع والفتن.
  • أن لا يكون زينة بذاته: معناه يجب أن لا يكون مزينًا بحيث يلفت أنظار الرجال للمرأة.
  • أن لا يصف ولا يشف: لأن المقصود من اللباس هو الستر، والستر لا يتحقق باللباس الشفاف الرقيق، بل هذا اللباس يزيد المرأة فتنة.
  • أن يكون فضفاضًا: غير ضيّق، فاللباس الضيّقر يفصل الأعضاء والجسم، وفي ذلك الكثير من الفساد.
  • أن لا يكون مطيبًا أو مبخرًا: لأن المرأة لا يجوز لها أن تخرج متطيّبة لورود النهي عن ذلك، فإذا خرجت المرأة متطيبة ووجد ريحها الرجال فهي بمثابة الزانية.
  • أن لا يشبه لباس الرجال: فتشبه المرأة بلباس الرجال حرام.
  • أن لا يشبه لباس نساء الكفار: لأن مخالفة أهل الكفر وترك النشبه بهم هو من مقاصد الشريعة.
  • أن لا يكون لباس شهرة: وهو اللباس الذي يُقصد به الاشتهار بين الناس.

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة الصلاة بدون حجاب

وفي نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا على حكم الحجاب ابن باز، وكان هناك عدد من المسائل في هذا الموضوع، وصفة الحجاب عند ابن باز، وصفات الحجاب الشرعي الذي يجب أن ترتديه المرأة المسلمة، فليس كل حجاب هو حجاب شرعي.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , تفصيل أقوال أهل العلم في الحجاب , 12/01/2022
  2. ^ التحفة الكريمة , عائشة أم المؤمنين، ابن باز، التحفة الكريمة، 37، ضعيف جدا
  3. ^ الأحزاب , 53
  4. ^ الأحزاب , 59
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم الحجاب وصفته , 12/01/2022
  6. ^ islamweb.net , الشروط الواجب توفرها في لباس المرأة , 12/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *