ما هو حكم السفر للسياحة للدول الاسلامية والغير اسلامية بالتفصيل

حكم السفر للسياحة

حكم السفر للسياحة هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد صححّ الإسلام مفهوم السياحة الّذي كان مستقرّاً في عقول النّاس في زمن الجاهليّة حيث كان مفهوم السياحة يعني تعذيب النّفس وتحميلها المشقّة وما لا تطيقه والقصد من ذلك الزّهد في الدّنيا في اعتقادهم لكنّ الإسلام قد ربط السياحة بمفهومٍ سامٍ عكس ذلك الاعتقاد وجعل السياحة متعةً للنّفس وترويحاً عنها ونفعاً لها كما ربطها بالعلم والمعرفة والاتّعاظ من الأقوام السّابقة وهذا ما دلّ عليه القرآن الكريم والأثر النّبويّ.[1]

حكم السفر للسياحة

وردت تشريعاتٌ في الدّين الإسلاميّ الحنيف تبيح السّفر للمسلمين لمقاصد عديدةٍ منها العبادة كالسّفر لمكّة المكرّمة أو المسجد الأقصى أو المدينة المنوّرة أو بقصد طلب العلم أو بغية العلاج من مرضٍ ما كما يبيح السّفر بقصد التّجارة أو طلب حاجةٍ ما أمّا عن حكم السفر للسياحة للتّنزّه والتّرويح عن النّفس وإزالة الأعباء عنها والتّفريج عنها فحسب ما ورد عن أهل العلم المسلمين أنّه لم يرد دليلٌ في القرآن الكريم أو السّنّة النّبويّة الشّريفة يحرّم السّفر من أجل السّياحة والأصل في حكمها أنّها مباحةٌ وجائزةٌ للمسلم ولكنّها تكون ضمن أحكامٍ وضوابطٍ ومنها ما ورد عند بعض العلماء المسلمين أنّه تجب على من سافر بنيّة السياحة والتّنزّه زكاةٌ بمقدارٍ معيّنٍ ولكنّ السياحة جائزةٌ  للمسلم ما لم يكن فيها محرّماتٌ أو منكراتٌ سواءً في بلادٍ إسلاميّةٍ أو بلادٍ كافرة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم قصر الصلاة للمسافر

حكم السفر للسياحة في بلاد الكفر

ورد فيما سبق أنّ حكم السفر للسياحة في أصل الشّريعة الإسلاميّة جائزٌ ومباحٌ ولم يرد في أصول الشّرع ما يحرّمه لكنّ السّفر يكون ضمن حدودٍ معيّنةٍ وجب على المسلم التزامها لكي لا يقع فيما هو محرّمٌ وغير مباح، وقد ورد سؤالٌ عن حكم السفر للسياحة في بلاد الكفر والإجابة هي أنّ السفر للسياحة في بلاد الكفر من أعظم المنكرات والذّنوب فبلاد الكفر تعجّ بالمنكرات ومفسدات الّتي تخرّب العقول والقلوب وتفتح للنّفس أبواب المحرّمات وتزيّنها لضعيفي الإيمان فيحيدون عن طريق الحقّ لذلك فإنّ السفر للسياحة في بلاد الكفر ذنبٌ عظيمٌ ويؤثم من ارتكبه لما فيه من ظلمٍ للنّفس ويجوز السفر إلى بلاد الكفر في حالةٍ استثنائيّةٍ وهي لمن يسافر لنشر الإسلام ودعوة النّاس إليه وهو ضامنٌ نفسه بأنّه لن يتأثّر بالعوامل الّتي تؤدّي إلى الشّرك والكفر والحياد عن طريق الحقّ والعياذ بالله والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الجمعة للمسافر

حكم السفر للسياحة في البلاد الإسلامية

السفر للسياحة جائزٌ في الإسلام ولم يرد دليلٌ يحرّم السّفر من أجل ترفيه النّفس والتّفريج عنها لكن ما حكم السفر للسياحة في البلاد الإسلامية وحكمها في الشّرع أنّها جائزةٌ ما لم تدخل فيها محرّماتٌ ومنكراتٌ كالإسراف في إنفاق الأموال والانخراط في الأمور المحرّمة في الإسلام حتّى لو كانت في بلادٍ إسلاميّةٍ فإنّها لا تخلو من ذلك، ولا بدّ للمسلم إن أراد التّرويح عن نفسه أن يكون بشيءٍ بسيطٍ ضمن الحدود الشّرعيّة لئلّا يقع في الذّنوب والآثام فكلّ ما يفعله المرء في حياته سيُسأل عنه يوم القيامة ويُحاسب على ما أسرف فيه أو عصى الله فيه وإنّ الأفضل للمسلم أن يسافر ويروّح عن نفسه في أماكن تخلو من المعاصي وينتفع فيها المسلم حيث يكون هذا النّفع ممزوجاً بالمتعة والأنس والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: الجمع والقصر للمسافر كم يوم

حكم الذهاب إلى مدائن صالح

حكم السفر للسياحة هو جائزٌ ومباحٌ في دين الإسلام ما لم يدخل في هذا السّفر المفسدات للدّين والمنكرات، وإنّ من النّاس من يسافر إلى الأماكن الأثريّة الّتي عاش فيها أقوامٌ سابقةٌ على مرّ العصور وغالباً ما تكون هذه الأماكن قد سكنها أقوامٌ عصوا الله تعالى فلقوا العذاب والعقاب من الله عزّ وجلّ على ما أقدموا عليه ومن هذه الأماكن مدائن صالحٍ في أرض الحجاز فما حكم الذهاب إلى مدائن صالح أو غيرها من أماكن الأقوام المعذّبين؟ وإنّ الأصل في الشّريعة الإسلاميّة أنّ زيارة مثل هذه الأماكن بقصد التّفرّج غير جائزةٍ ولكن إن كانت للاتّعاظ والتّفكر بحال هؤلاء الأقوام الّتي قد أفناهم الله تعالى بسبب ما عملوه فهذا جائزٌ وقد أمر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام  المسلمين إن دخلوا مثل هذه الأماكن ألّا يدخولها إلّا وهم يبكون ويتفكّرون في حالة القوم المعذّبين مع كثرة الاستغفار والدّعاء لاجتناب لقاء نفس المصير الّذي لاقته هذه الأقوام والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز زيارة مدائن صالح

حكم السياحة في مكة المكرمة والمدينة المنورة

الأفضل للمسلم أن يسافر إلى أماكن يلقى فيها النّفع والأجر مع المتعة والتّرويح عن النّفس ولكن ما حكم السياحة في مكة والمدينة أي ما حكم الذّهاب لمكّة المكرّمة أو المدينة دون قصد العبادة أو العمرة أو الحجّ وحكم ذلك أنّه جائزٌ ليس بقصد السياحة فقط بل جائز لجميع المقاصد  حيث أنّ المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة مكانين يروّح فيهما المسلم عن نفسه حتّى لو لم يعتمر أو يحجّ فهي أماكن تخلو من المنكرات والمفسدات لكن إن قصدها للعمرة أو الحجّ أو العبادة فهذا أفضل وأثوب له والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: المسافة بين مكة والمدينة بالكيلومترات

حكم السفر للسياحة مقالٌ تحدّث عن مفهوم السياحة في الإسلام وذكر حكم السفر للسياحة وحكم السفر للسياحة في بلاد الكفر وحكم السفر للسياحة في البلاد الإسلامية وكذلك ورد فيه حكم الذهاب إلى مدائن صالح وفي مكة والمدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *