حكم الصيد في الأشهر الحرم

حكم الصيد في الأشهر الحرم

حكم الصيد في الأشهر الحرم، حيث جعل الله سبحانه وتعالى في السنة أربعة أشهر حرم، يحرم فيها على المسلمين وغير المسلمين بعض الأمور التي شرعها الله تعالى، وفصّل فيها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وفي هذا المقال سنعرف حكم الصيد في الأشهر الحرم.

حكم الصيد في الأشهر الحرم

إن صيد الطيور أو غيرها من الصيد مباح في كل زمان ومكان إلا إذا كان الشخص محرمًا بحج أو عمرة، أو كان الصيد في الحَرَم ولو كان الشخص حلالًا فإنه حرام؛ لقول الله تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” [1]، أو كان يراد به اللهو فإنه مكروه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن اتبع الصيد غفل”، وأما الأشهر الحرم فهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الفرد.

وكانت هذه الأشهر معظمة في شريعة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، واستمر ذلك التعظيم عند العرب حتى جاء الإسلام فأقره القرآن الكريم، قال الله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” [2]،وتمتاز هذه الأشهر عن غيرها بأن المعصية فيها أشد عقابًا، والطاعة فيها أكثر ثوابًا، ولكن لا يحرم فيها الصيد المباح ولا غير ذلك من الأعمال المباحة. [3]

شاهد أيضًا: من شروط إباحة الصيد والحكمة من الصيد

حكم الصيد بالبندقية

لا مانع من صيد الطيور المباحة من الحمام والعصافير وغيرها بالأسلحة النارية، لا مانع من ذلك والحمد لله، فإن أدركته حيًا فاذبحه، وإن أدركته قد مات فهو حل لك، إذا رميت بالبندقية صيودًا من طيور أو غيرها كالأرانب والظباء وسميت الله على ذلك حين إطلاق السهم فإنها تكون حلالا، ولو وجدتها ميتة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل”، وقال: “إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فكل”.

لكن إن كانت حية حياةً مستقرة تزيد على حركة المذبوح وجب عليك أن تذبحها وتسمي الله عند ذبحها، فإن لم تفعل وماتت صارت حرامًا عليك، ولكن يجب التنبه إلى التسمية عند إطلاق السهم، لأنك إذا لم تسمِ الله حرم عليك الأكل، ولو كنت ناسيًا، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: “ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل”، ولقوله تعالى : “وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ” [4]، والله سبحانه وتعالى أعلم. [5]

شاهد أيضًا: أباح الإسلام الصيد لحكم شرعية منها التنعم بما أباحه الله

هل يجوز قتل الطيور لمتعة الصيد

لا يجوز قتل الطيور لمتعة الصيد، فإن الحيوان المأكول اللحم لا يجوز اصطياده بغير نية الذكاة، أي ولا نية تعليم بل بلا نية أصلا أو بنية قتله أو حبسه أو الفرجة عليه لأنه من العبث المنهي عنه، ومن تعذيب الحيوان. أما لو اصطاده بنية الذكاة فلا يحرم ومثله نية التعليم. فلو قال المؤلف إلا لغرض شرعي عوض قوله لا بنية الذكاة لأفاده، إلا أن يكون الاصطياد واقعا في حيوان لا يؤكل كخنزير فيجوز بنية قتله وليس من العبث لا بنية غيره كالفرجة عليه فلا يجوز وأدخلت الكاف الفواسق الخمس التي أذن الشارع في قتلها. [6]

شاهد أيضًا: الصيد في حكم الميتة المحرمة إذا قتله الصائد

وفي نهاية هذا المقال نكون قد بيّنا لكم حكم الصيد في الأشهر الحرم، فإنه لا يجوز الصيد فيها فإنه حرام، فمن أراد الاصطياد لديه باقي شهور السنة.

المراجع

  1. ^ سورة المائدة , الآية 96
  2. ^ سورة التوبة , الآية 36
  3. ^ islamweb.net , حكم الصيد في الأشهر الحرم , 12-07-2021
  4. ^ سورة الأنعام , الآية 121
  5. ^ islamqa.info , حكم الصيد بالبندقية , 12-07-2021
  6. ^ islamweb.net , حكم قتل الطيور لمتعة الصيد , 12-07-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *