حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية وحكم التغشيش في الامتحان

حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية

حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية موضوع هذا المقال، وهوموضوعٌ كثيراً ما يتسائل عنه النّاس، نظراً لتطوّر أساليب التّعليم واختباراتها، فقد أصبح التّعليم عن بعد متاحاً فهل الغش في امتحانات التّعليم الحديث يجوز أم لا يجوز، إنّ أشهر من اتّصف بأمانته هو النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم في كلّ أمور حياته، فقبل نزول الوحي عليه عُرِف بين قومه بالأمانة ولقّبوه بالأمين، وكان سبب زواجه من السّيّدة خديجة بنت خويلد أمانته وصدقه في تجارته وعمله وحديثه، وأمّا بعد البعثة فقد أدّى الأمانة الكبرى وهي تبليغ الرّسالة، وقد حثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم المسلمين على الأمانة في كلّ أمور الحياة دون استثناء.[1]

الغش

إنّ الأمانة واجبةٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ بكلّ عملٍ أو قولٍ، فإن غابت الأمانة حضر الغش فما هو الغش وماذا يعني، قد يتسائل البعض عن مفهوم الغش ومعناه وأنواعه، فالغش هو  نقيض الأمانة والنّصح، والشّيء المغشوش هو الشّيء المكدّر الّذي لا صفاء فيه ولا نقاء، وللغش أنواعٌ عديدةٌ وكثيرةٌ كلّها تعود بالضّرر على المجتمع، كالغش في البيع والشّراء وذلك عن طريق إخفاء عيبٍ بالسّلعة أو البخس في ثمنها أو التّطفيف في مكيالها، وكذلك الغش في العمل  كالعمّال الّذين لا يتّقون الله في وظيفتهم يرواغون ويماطلون ويقصّرون فيحصلون على راتبٍ يشوبه الحرام، وكذلك الغش في النّصيحة فمن حقّ المسلم على المسلم أن ينصحه ويرشده ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فإن لم يفعل فقد غشّه، والكذب على النّاس وتزوير الأقاويل ونقض  العهود يعتبر غشّاً، وقد حرّم الإسلام الغش ونهى عنه فالغش داءٌ خطيرٌ يدمّر الأمم والشّعوب.[2]

حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية

إذا ضاعت الأمانة حضر الغشّ والكذب، وقد وجب على المسلمين الأمانة في كلّ مجالات الحياة، حتّى في الدّراسة والامتحانات الدراسيّة وجبت الأمانة، لكن بعد تطوّر أساليب التّعليم و وجود التّعليم الإلكترونيّ ما هو حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية، هذا التّساؤل يتردّد دوماً على أذهان الكثيرين من طلابٍ وأساتذةٍ وغيرهم، وكما هو معروفٌ أنّ الإسلام حرّم الغشّ تحريماً مطلقاً ، في كلّ مجالات الحياة في الاختبارات والتّجارات وغيرها، وحتّى لو تطوّر الأمر في الاختبارات وكانت إلكترونيّةً أو قريبةً فهذا لا يُغيّر من الأمر شيئاً، فكما ورد عن أهل العلم أنّ الغش في الاختبارات الإلكترونية حرامٌ شرعاً كباقي الاختبارات وغيرها من الأمور الّتي حرّم فيها الغشّ والتّزوير، واعتمد على ذلك قولهم أنّ الغش في هذه الإمتحانات تعطي للغاشّ سبلاً لا يستحقّها فيما بعد كوظيفةٍ كبيرةٍ وعملٍ لا يقدر عليه لأنّه وصل إليه بغشّه لا بجهده، وبذلك حرّم الغش في الامتحانات الإلكترونية تحريماً مطلقاً والله ورسوله أعلم.[3]

حكم الغش في الامتحانات للضرورة

قد حرّم الإسلام الغشّ في كلّ الأعمال الدّنيويّة والأخرويّة، وحرّم كذلك الغشّ في الامتحانات التّعليميّة القريبة والبعيدة منها فهما سواءً في تحريم الغشّ فيهما، لكن قد يتّبع البعض مقولة الضّرورات تتيح المحظورات ، فما حكم الغشّ في الامتحانات للضرورة اعتماداً على هذه المقولة، فقد ورد عن أهل العلم أنّ ضابط هذه المقولة والقاعدة أنّه يُباح للمرء ارتكاب المحظور والممنوع عند الضّرورة القصوى، كأن يحلّ هلاكٌ أو ضررٌ بالغّ بالدّين والنّفس والعقل والمال والعرض، عند ذلك يباح ارتكاب الحرام أو ترك الواجب أو تأخيره عن وقته دفعاً للضّرر ضمن قيود الشّرع، ولكن لا تُدخل كلّ مشقّةٍ في باب الاضّطرار، فالامتحانات لا ضرورةً فيها لإباحة محظورٍ وهو الغشّ، وبذلك لا يجوز الغشّ في الامتحان خوفاً من تدّنّي النّتائج أو غير ذلك والله ورسوله أعلم.[4]

حكم الغش إذا سمح المعلم

إنّ الله سبحانه و تعالى أمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم و المسلمون بالأمانة و الابتعاد عن الكذب و الخديعة في كلّ أعمالهم وأقوالهم، ولم يُجِزِ الشّرع الغشّ في أيّ عملً ولا قولٍ مهما كانت الأسباب والدّوافع، فالغشّ يهدم الأمم وهو سببٌ رئيسيٌّ في ضياع المجتمعات، وقد حرّم الإسلام الغشّ في الامتحانات المكتوبة القريبة أو الإلكترونيّة البعيدة، وحرّم الغشّ في كلّ أشكال الامتحانات والاختبارات فلا ضرورةً تسمح للغشّ أبداً، لما للغشّ في هذه الامتحانات من أثرٍ تخريبيٍّ كأن يُعطى المرء عملاً لا يكون أهلاً له أو مالاً لا يستحقّه فيدخل في الحرام، لكن قد يتسائل المرء ما حكم الغش إذا سمح المعلم بذلك، والجواب أنّ الإسلام حرّم الغشّ في الامتحان حتّى لو كانت هناك ضرورة وحتّى لو سمح المعلم بذلك، فالغشّ هو الغشّ لا يتغيّر بتغيّر الطّريقة أو الأسلوب وهو محرّم بكلّ أشكاله، ولو أنّ المعلّم سمح بالغشّ لطلابه فإنّه شريكٌ معهم في الغشّ، و بذلك يكون شريكاً في الإثم و الذّنب و الخيانة و الله أعلم.[5]

كفارة الغش في الامتحان

إنّ الغشّ أمرٌ محرّمٌ في الإسلام في كلّ الأعمال والأقوال، وهو عملٌ ينافي الأمانة وعلى المسلم أن لا يتّصف بالغشّ والخداع، فالغشّ من أخلاق المنافقين وبذلك يزداد قبح هذا الخلق المشين، وكذلك الغشّ في الامتحانات أمرٌ محرّمٌ وخلقٌ ذميمٌ سواءً كانت المادّة دينيّة أو دنيويّة، وإنّ ما تحصل عليه مقابل الغشّ يصبح حراماً ومشبوهاً، فالمسلم يصبح مؤتمناً على ما تولّى فكيف يكون مؤتمناً على عملٍ ما وهو قد حصل عليه بالغشّ والحيلة، فإن حدث الغشّ لا محالة فما كفارة الغش في الامتحان، فالكفّارة هنا هي الاستغفار والتّوبة من الذّنب، وأن يستر الإنسان على نفسه فالأمر قُضي ومضى وهو كغيره من الذّنوب إن تاب العبد منه تاب الله عليه، وعلى المسلم أن يندم على غشّه فالنّدم عليه يعتبر توبةً ومن تاب توبةً نصوحاً تاب الله عليه وغفر له ذنبه.[6]

حكم التغشيش في الامتحان

قد ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الغشّ محرّم بكلّ أشكاله في الأعمال والأفعال والأقوال، وذلك يشمل الغشّ في الامتحانات الدّراسيّة الالكترونيّة والمكتوبة القريبة، حيث وكما ورد أنّ الغشّ في الامتحانات محرّم تحريماً قطعياً ولا يجوز الغشّ فيها لأيّ سببٍ وتحت أيّ ظرفٍ، وقد يتسائل البعض إذا  كان الغشّ في الامتحانات محرّم شرعاً فما حكم التغشيش في الامتحان، وهل يجوز للمعلم أو المراقب أن يساعد الطّلاب في الغشّ أو يغشّشهم هو بنفسه، جاء عن أهل العلم في ذلك أنّ التّساهل مع الطّلاب في عدم منعهم من  الغشّ أو مساعدتهم في الغشّ هو غشٌّ بحدّ ذاته، فقد خان المعلم بذلك الأمانة الّتي ُوكِّلت إليه بأن يمنع الطّلاب من الغشّ وأخذهم ما ليس من حقّهم، وساعدهم بأخذ شهادات ليسوا أهلاً لها وبذلك كان عليه إثم الغشّ كما عليهم، فالتغشيش في الامتحان لا يجوز شرعاً ومرتكبه يُأثَم حتّى يتوب من ذنبه والله ورسوله أعلم.[7]

حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية هو الموضوع الّذي تناوله هذا المقال، وقد تحدّث المقال عن الأمانة ومشروعيّتها في الإسلام وعرّف الغشّ وذكر تحريمه شرعاً، وورد فيه حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية وغيرها من الاختبارات، وتحدّث عن حكم الغش لضرورةٍ أو إذا سمح المعلم بذلك، وعرّف بكفارة الغش وطريقة التّوبة منه، وتحدّث عن حكم التّغشيش من قبل الأستاذ أو المراقب في الامتحانات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *