حكم الغلو في الدين

حكم الغلو في الدين

حكم الغلو في الدين من الأحكام الهامة التي سيتم بيانه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن هناك العديد من الأديان في العالم، ويدعي أعضاء كل دين أن دينهم هو الدين الحق، والدين الحقيقي هو الدين الصحيح، وكل دين صحيح وباطل فعند كسر إحدى هذه الضوابط في دين ما يكون باطلاً، وأول هذه الضوابط نزول الدين من قِبل الله تعالى إلى أحد رسله بواسطة الملك جبريل عليه السلام وإيصال ذلك للناس والسبب في ذلك أن الله تعالى سيدين الناس يوم القيامة.

مفهوم الغلو في الدين

إن الغلو بصورة عامة معناه الزيادة، كحب الأنبياء بصورة فائقة وحب الصالحين، فإن زاد في ذلك حتى دعاهم إلى الله، وحتى استغلتهم، حتى يفعلهم على هذا الظلم يحبهم ويحبهم يطيع الله إن الله تعالى لا نزيد من طاعة أمره ومتابعة طريقهم إلا إذا كان  يعبدهم، وإن محبة الأنبياء والصالحين لا تزداد إلا إذا جعلناهم آلهة في نظر الله بلا مبالغة، لأن العبادة حق لله، فلا نطرف بها في قبورهم، ولا نبني عليها مساجد، ولا نضع قببًا عليهم، ولا يسموا أهلهم بهذا الامتداد لكن ويدفنوا كمسلمين في زمن الرسول وبعده، ولا يتم إحياء قبورهم، وقد يُقال عن ذلك شركًا أو تطرفًا.[1]

حكم الغلو في الدين

إن الغلو نوع من أنواع الشرك، وهو ليس من صفات المسلم، وهناك أشياء كثيرة في النفس البشرية تحتاج إلى السيطرة عليها، ويحتاج الشخص إلى السيطرة عليها حتى لا تتحول إلى مشكلة لنفسه ويتأثر بالآخرين من الكذب والخطأ ومصطلح المبالغة يستخدم في الأمور الدينية والفكرية وغيرها الكثير، ولا شك أن هذا التطرف له تأثير سلبي على الفرد والمجتمع.

حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى معارضة شريعة الله تبارك وتعالى وقدرته وإنكار سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكأن المتطرفين يقولون للمشرع: لم تحسنوا الشرع  ولم تحصل على حق الاتصال؛ لأن المتطرف عنيد ومخالف لله ورسوله، وهذا أكبر انحراف؛ جاءت الشريعة كاملة ولم تحتمل الزيادات والطرح، وكان الإمام مالك يقول: من أدخل بدعة في الإسلام يراها حسنة، يزعم أن محمدا خان الرسالة.

هذا أيضًا خروج عن الطبيعة الطبيعية للإنسان وانتهاك لغريزة الله التي خلقت البشر لأن الأديان خطاب للجميع، ولأنها تبتعد عن المغالاة والغريزة والفتنة الكبرى، وكان سيدنا معاذ متطرفًا، ولكن غضب الرسول صلى الله عليه وسلم كان على المحك لقد كره النبي صلى الله عليه وسلم بشدة كل شيء قريبًا وبعيدًا، مما تسبب في المشقة والغربة.

وبالمثل فإن المبالغة تؤدي إلى الملل والهجران، والزيادة قصيرة الأجل ولا يتسامح معها الجميع نظرًا لأن الإنسان يشعر بالملل من الطبيعة وطاقته محدودة، فإن تصميمه يتلاشى بسرعة، بغض النظر عن مدى تنوع قدراته وأحجامه وأوضح أن بحثه كان عبثًا، بحيث لم يتم قطع أي مكان ولم يتبق أي سلسلة من التلال وقد أعطى النبي لكل أمته أن الدين قاس، فمن تعمق فليدخل بلطف.[2]

شاهد أيضًا: كيف يكون الغلو في النبي وما الفرق بينه وبين التعظيم

آثار الغلو في الدين

كما تبين سابقًا، فإن حكم الغلو في الدين وهو المبالغة إذا تجاوزت الحد، وإذا أردنا أن نتحدث عن المبالغة في الدين والعبادة كمثال قوي وواسع على ذلك، فسوف نتحدث عن المبالغة في العبادة لدرجة أنك تفعل ما ليس من الشريعة، والمبالغة في الدعاء التي لم يؤدها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبب السنة أو الدين ـ كصومه دون أن يفطر أي الوصل، والاستيقاظ بلا نوم  أيضًا.

يمكن أن يكون التطرف عن طريق الفكر لا يستحق أن يعيش أو أنه متطرف ويحتاج إلى التخلص منه، وهذا هو جوهر التطرف والفساد في العالم ، ومن رحم الإفراط الفكري والصلابة الذهنية، ظهرت جماعات شوهت أفكارها وتحدت آرائها، فحكموا على الآخرين على أنهم مخطئون، وفاشلون، ورجعيون، وأثبتوا أنفسهم أسيادًا وحماة لهم العالمية الناس يكرهونه لأنه يتفوق عليهم بعقله وبقسوته، والمبالغة في النهاية نار لا تأكل إلا أصحابها.[3]

مظاهر الغلو في الدين

إن ظاهرة التطرف بكل أشكاله وأسبابه وصوره، ومهما كان نظيرها، ليست سوى مرض معد ينتشر بين المجتمعات العالمية، يكاد لا يُحرم منه أي دولة بالاعتماد على قضايا معاصرة ظهرت مؤخراً، والتي يصاحب بعضها الخوف والذعر، نستعرض مفهوم التطرف وأسبابه وأنواعه وخصائص الشخص المتطرف، ولكل مجموعة خصائص تميزها عن غيرها، وهذا لا يعني أن المتطرف هو شخص سيء بطبيعته، وفيما يأتي بيان هذه المظاهر:[4]

  • النظر إلى البيان دون التحقق من دقته ويستسلم بسرعة لما هو موجه إليه، خاصة إذا كان واثقًا في الصدقة أو شخصًا يعجب بسلوكه أثناء وقوفه مع أيديولوجية أو عقيدة أو فكرة.
  • يفعل كل ما يطلب منه دون تحليل أو تفكير أو موازنة المبالغة والمبالغة والتقديس، أي أنه شديد الإخلاص للشيء الذي هو طرف فيه، ومن يميل إليه، يمنعه من وضعه في موضع التحليل والاستجواب.
  • يبرر نفسه بيقين لا شك فيه ودرجة من عدم الصدق، ويعطي هذا الأصل إذا كان للتطرف أصل ديني أو طائفي جو من القداسة.
  • يجعله يرى أي انتقاد له من عمل الشيطان يلجأ إلى الحكم العقلاني في أفعاله وأقواله وأفكاره، لأنه يروض عقله كشاهد زور لما غالبًا ما يكون متحيزًا عليه، ولا يجد فيه أدنى شعور بالتعسف أو الانحراف عن الضرورة.

شاهد أيضًا: حكم الغلو في محبة آل البيت

أسباب الغلو في الدين

وبعد أن تم بيان حكم الغلو في الدين هنالك العديد من الأسباب التي دعت الإنسان بأن يصبح متطرفًا ولديه غلوًا في الدين، وفيما يأتي بيان ذلك:[5]

  • تعد ظاهرة التطرف ظاهرة عالمية وليست خاصة بدولة أو بأخرى، وإن كانت تتعلق بجماعة معينة دون غيرها بسبب الاكتئاب والقلق.
  • يلجأ هؤلاء إلى التطرف لإثبات نوع من الوجود أو المغامرة، أو لأنهم لا يجدون قيمة في الحياة.
  • تقيد الدولة أعضائها وتمنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية أو الحزبية احتلال دولة أخرى، لذلك يلجأ بعض أفراد المجتمع إلى دعم استخدام المتطرفين للحصول على أسلحة أو أموال الإقصاء السياسي بسبب آرائهم السياسية وتوجهاتهم الدينية تسجنهم الحكومات أو تستبعدهم وتحاصرهم شعور بالظلم هو شعور بالظلم والقمع والاضطهاد.
  • تؤدي بعض تصرفات الغير إلى ظهور أفراد متقلبين المزاج في مكان العمل أو الأسرة أو المجتمع، والذين يتأقلمون بسرعة وينضحون للمتطرفين اضطهاد الدين بالسخرية، وقمع الشعائر والقيم والأخلاق.
  • تظهر كل أنواع الفساد والشر، وانتشار المخدرات، وتزايد حالات الطلاق بين أفراد المجتمع، وبعد مراجعة أسبابها يتبين أن الغلو والتطرف سبب رئيس في ذلك.
  • الجهل بالأحكام  الشرعية والفهم العميق للنصوص الدينية الالتزام بالمعنى الحرفي للنصوص الشرعية في الأمور المتعلقة بالجمارك والمعاملات.
  • التنبه إلى النقاط التي اختلف فيها أئمة العلم وتمسّك برأي واحد فيها ولا تبالغ في النهي ولا توسع دائرة النهي وتضيق ما يجوز.
  • عدم التمييز بين المفاهيم القانونية التي يقوم الدين على أساسها اتبع نصًا مشابهًا وتجنب النص الواضح عدم قبول أو الدخول في حوار مع الآخر الابتعاد عن العلم والفقهاء، وأخذ العلم من الكتب دون شرحها وتفسيرها.
  • الجهل بتاريخ الإسلام وعدم التعلم منه عدم التدرج في بلوغ الهدف وإقامة الدولة الإسلامية التي يسعون إليها النظام الدنين للشباب، والذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى التطرف نتيجة الانحرافات في العالم الإسلامي.

بينا في هذا المقال حكم الغلو في الدين وتبيّن أن الغلو من الزيادة، والزيادة في الأمر تؤدي إلى الضدّ حتى وإن كان ذلك في الدّين فقد يوصل الإنسان إلى الكفر والشرك والله تعالى أعلم واحكم.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , مفهوم الغلو في الدين , 10/10/2021
  2. ^ يوسف القرضاوي، الصحوةُ الإسلامية بين الجحود والتطرف، صفحة 42. بتصرّف , 10/10/2021
  3. ^ صالح حبيب الصيني، كتاب وسطية الإسلام، صفحة 13. بتصرّف , 10/10/2021
  4. ^ صالح حبيب الله الصيني، كتاب وسطية الإسلام، صفحة 22. بتصرّف , 10/10/2021
  5. ^ ناصر الدين الألباني، غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، صفحة 141. بتصرّف , 10/10/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *