حكم ترك الأضحية مع القدرة وشروط اختيار الأضحية

حكم ترك الأضحية مع القدرة

حكم ترك الأضحية مع القدرة هو أحد الأسئلة التي تهم كل مسلم نظرًا لأن بعض الناس قد أصبحوا يتركون شعيرة ذبح الأضحية  تكاسلًا أو لكونهم لا يتحملون رؤية الذبح فيستعيضون عن تقديم الأضحية بشراء اللحوم المذبوحة جاهزة وتوزيعها أو توزيع الصدقات على الناس في شكلها النقدي، كما أن هناك العديد من المسلمين الذين أصبحوا يتركون سنة تقديم الأضحية بسبب ارتفاع الأسعار أو خوفًا من شراء الحيوانات المريضة.

حكم ترك الأضحية مع القدرة

برغم أن الأضحية قد ذكرت في القرآن إلا أن جمهور الفقهاء قالوا أنها سنة مؤكدة وليست واجبة، فلم يضع تقديم الأضحية موضع الوجوب إلا مذهب الحنفية، لكن على الرغم من ذلك فقد اتفق الفقهاء على أن ترك الأضحية للقادر عليها هو أمر مكروه إذا كان المسلم واسع الرزق ولن يقع في ضيق مادي بسبب الأضحية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا”  وقوله صلى الله عليه وسلم” ثلاث هن فرائض ولكم تطوع النحر والوتر وركعتا الضحى” فدلت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم السابقة على أن ذبح الأضحية برغم أنه يكاد يكون في مقام الفرض إلا أنه تطوع لكن من لم يؤده مع سعة رزقه يكون أثمًا.[1]

حكم الأضحية عن الميت

كل الصدقات والقربات عن الأموات جائزة ويوصل الله عزو جل ثوابها للميت، ولهذا تجوز عند جمهور الفقهاء التضحية نيابة عن الميت حتى أن الحنابلة قالوا أن التضحية نيابة عن الميت أفضل من التضحية نيابة عن الحي لأن الميت أكثر احتياجًا للثواب من الحي، إلا أن المالكية قد خالفوا جمهور الفقهاء في هذا فقالوا أن تضحية الحي بالنيابة عن الميت تكون جائزة ولكن فيها شبهة كراهة ومن الأفضل البعد عنها.

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة

حكم الاستدانة لشراء الأضحية

الأضحية سنة وليست واجبًا وعلى ذلك فهي لا تجب على غير القادر ولا غير صاحب السعة من المال، لكن إن أراد المسلم الاستدانة لشراء الأضحية يجوز له ذلك إن كان يعلم أنه سيقدر على وفاء دينه أما إن كان المسلم لا يظن في نفسه القدرة على الوفاء بالدين فيستحب له أن لا يستدين، وقد سئل الإمام بن تيمية رحمه الله عن الرجل يستدين لشراء الأضحية فقال “إن كان له وفاء فاستدان ما يضحي به فحسن ولا يجب عليه أن يفعل ذلك” كما قد سئل الإمام بن باز أيضًا رحمه الله عن الرجل يستدين لشراء الأضحية فقال “الأضحية سنة وليست واجبة ولا حرج أن يستدين المؤمن ليضحي إذا كانت عنده القدرة على الوفاء”.[2]

الأحكام العامة للأضحية

الأضحية هي ما يضحى به من حيوان من بعد صلاة عيد الأضحى حتى غروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد، وتكون الأضحية من الأبل أو البقر أو الغنم ولا يجوز أن تكون من غير ذلك، ويشترط لصحة الأضحية النية بأن ينوي ذابحها ذبحها في عيد الأضحى تقربًا بها لله تعالى فإن لم ينو ذابح الأضحية التضحية بها فلا أضحية له، كما يشترط أيضًا لصحة الأضحية أن يكون الذبح بعد الصلاة فلو كان الذبح قبل الصلاة تكون الأضحية ذبيحة لحم عادية ويتوجب على المضحي إعادة التضحية بعد صلاة العيد.

هل تكفي الأضحية الواحدة لكل الأسرة

تكفي الأضحية الواحدة بالنيابة عن الأسرة كلها أيًا كان عدد أفرادها، فإن كانت الأسرة مكونة من عدد معين من الأفراد فلا يجب على رب الأسرة ذبح حيوان كأضحية لكل فرد من الأفراد بل يقوم بشراء حيوان واحد وذبحه للأسرة كلها.

هل يشترط أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه

ذبح الأضحية عمل لا يقدر جميع الناس على فعله، فمنهم من لا يتحمل رؤية الدم ومنهم من لا يحسن الذبح وقد يؤدي ذلك إلى تعذيب الحيوان والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن التعذيب فقال “إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح”، لذلك لا يجب على المضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن لم يكن يحسن الذبح أما إن كان يحسنه فيستحب له أن يقوم بذبح اضحيته بنفسه، فإن لم يكن يحسن الذبح يستحب له أن يشاهد ذبح الأضحية لكن المشاهدة ليست واجبة فيجوز للمضحي أن لا يشاهد ذبح أضحيته أو أن يوكل غيره بالتضحية بالأضحية نيابة عنه بعد أن يشتريها.

شروط اختيار الاضحية

هناك عدة شروط يجب توافرها عند شراء الأضحية وهي كما يلي:-

  • الأضحية لا تكون إلا من الإبل والغنم والبقر لقول الله عز وجل” ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام و إلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين” ويفضل أن تكون الأضحية من الأبل ثم البقر ثم الغنم وأدني مراتب الأضحية أن يشترك سبعة أشخاص في بدنة ” البدن هي البقر و الجاموس”.
  • يفضل أن تكون الأضحية حسنة المنظر كثيرة اللحم وأن تكون متوسطة السن فلا هي شديدة الكبر ولا شديدة الصغر، كما يشترط في الأضحية أن تكون خالية من العيوب التي تمنع من استيفاء المنفعة من كامل أجزائها مثل الهزال الشديد والعرج الشديد والعور الشديد والمرض الشديد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن ما لا يجوز للأضحية “العرجاء البين ضلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي”.
  • بالإضافة إلى الشروط الواجبة في الأضحية فيشترط في المضحي عدة شروط منها أن تكون الأضحية مملوكة له فلا يجوز للمضحي أن يضحي بأضحية غيره ولا بالأضحية المسروقة ولا المغصوبة ولا المأخوذة بدعوى باطلة، لا يجوز أيضًا التضحية بالأضحية المتعلق بها حق للغير مثل الحيوان المرهون أو الحيوان الذي يتوقف بيعه على شرط أو عقد عليه بالبيع لكن لم يتم تسليمه.[3]

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى

هل يجوز ذبح الأضحية ليلًا

نعم يجوز ذبح الأضحية ليلًا، حيث يمكن ذبح الأضحية في أي وقت من وقت صلاة العيد حتى غروب شمس أخر أيام العيد فيجوز ذبح الأضحية بالليل والنهار بلا خلاف، لكن يستحب ذبح الأضحية في أول أيام العيد بعد الصلاة لأن تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شروط توزيع الأضحية

يحل للمضحي أن يأكل من أضحيته ويتصدق منها ويهدي الأقارب والجيران، والراجح من فقه السلف هو تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث فثلث الأضحية للمضحي، وثلث الأضحية للأقارب، والأصدقاء والجيران، وثلث الأضحية للفقراء، ولا يجوز للمضحي أن يعطي الجزار شيئا من لحم الأضحية كأجر لكن يجوز له أن يتصدق على الجزار منها، كما أنه لا يجوز بيع شيء من الأضحية لأن الأصل فيها أنها لله وما كان لله لا يجوز بيعه، استدلالًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من باع جلد أضحيته فلا أضحية له”.[4]

وفي النهاية نكون قد عرفنا حكم ترك الأضحية مع القدرة حيث أن الأضحية أحد شعائر الدين الإسلامي وهي تنزل منزلة الفرض عند بعض الفقهاء لذا يجب القيام بها على كل مقتدر واسع الرزق، ويكفي في هذا أن الرسول منع القادر عن التضحية الذي لم يضح من الصلاة معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *