حكم تعاطي المخدرات

حكم تعاطي المخدرات

حكم تعاطي المخدرات هو أحد الأحكام الشرعية التي لا بدَّ من بيانها، حيث أنَّ الدين الإسلامي نهى عن كل ما فيه ضرر وسوء وأذى للإنسان، ووصى بكل ما فيه خير ومنفعة وفائدة له، وقد وأمرنا بالابتعاد عن كل ما يُذهب العقل ويضعف البدن، وبيَّن لنا عقوبة مخالفة هذه الأحكام ومن خلال هذا المقال سنقوم ببيان حكم تعاطي المخدرات، كما سنذكر حكم صلاة من يتعاطى المخدرات وعقوبته في الشريعة الإسلامية.

حكم تعاطي المخدرات

إنَّ حكم تعاطي المخدرات هو حرام ولا يجوز بالتأكيد، فمما لا شكَّ فيه هو أنَّ تعاطي المخدرات هو أمرٌ يُؤثر على أكبر النعم التي وهبنا الله تعالى إياها وهي نعمة العقل، وهو أمرٌ فيه الكثير من الضرر الذي يعود على صحة الإنسان وبدنه وعقله، ويُسبب له الكثير من العِلل، وإنَّ المخدرات لا تدخل في مدخل الطيبات التي أحلَّها الله تعالى، بل هي من الخبائث التي لا يجوز الاقتراب منها، وقد ورد ذلك جليًا في قوله تعالى: “وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَٰٓئِثَ”[1]، والله أعلم.[2]

هل تقبل صلاة من يتعاطى المُخدرات

إنَّ تعاطي المخدرات هو ذنب عظيم وكبير، وهو من كبائر الذنوب التي يجب الابتعاد عنها، إلَّا أنَّ مُتعاطي المخدرات لا يحتاج إلى الغسل الأكبر في كل يوم، وإنَّ أدائه للصلاة بشكل تام وكامل دون وجود ما يُبطل هذه الصلاة يُجزئه، مع التأكيد على أنَّ الله تعالى توعَّد لكل من يتعاطى الأمور التي تذهب العقل بعدم قبول الصلاة أربعين يومًا، وهذا لا يستدعي ترك المتعاطي للصلاة، بل يستوجب عليه المحافظة على أداء الصلاة والتوبة من هذا الذنب العظيم.[3]

عقوبة تعاطي المخدرات في الإسلام

إنَّ تعاطي المخدرات هو أمرٌ نهى عنه الإسلام، لما له من الأثر السيء على بدن الإنسان وعقله، وقد اختلف أهل العلم في العقوبة التي تجب في حق من يتعاطى المخدرات، وذلك لعدم وجود مثل هذه المواد في عهد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، إلَّا أنَّ الكثير من أهل العلم ذهبوا إلى وجوب إقامة حد الخمر على متعاطي المخدرات على الرغم من اختلاف تأثيرهما على العقل والحواس، كما ورد أيضًا عن بعض أهل العلم أنَّه لا حرج في تعزيره بالسجن لردعه عن تعاطي مثل هذه المواد، وأيضًا فقد رأى البعض أنَّه إذا تكررت إقامة الحد على المتعاطي وتم تعزيره وتحذيره كثيرًا ولم يرتدع جاز قتله، وذلك لفساده، شريطة أن تُقام عليه الحدود بشكل متكرر فإمَّا يتم صلاح حاله أو يُقتل، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: تشترك المسكرات والمخدرات بأن كلها تذهب العقل

التوبة من تعاطي المخدرات

إنَّ الله تعالى يغفر لمن رجع من عباده تائبًا نائبًا نادمًا على من فعل من الذنوب، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”[5]، فإنَّ من أراد التوبة عن تعاطي المخدرات، فإنَّ في هذه التوبة نفع بإذن الله تعالى على أن يعقد العزم على عدم الرجوع إليها ويُكثر من الاستغفار، أمَّا قبول هذه التوبة فهو أمرٌ بيده عزَّ وجل، والله أعلم.[6]

حكم شرب الخمر

إنَّ شرب الخمر هو احد الكبائر العظيمة التي نهى عنها الله تعالى في كتابه الكريم في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”[7]، كما أمرنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالابتعاد عنه، وعدم الاقتراب منه، كما بيَّن لنا عقوبة شارب الخمر الشديدة، وهي أنَّ شارب الخمر يشرب طينة الخبال يوم القيامة وهي عرق وعصارة أهل النار، كما إنَّ الله تعالى لا يقبل صلاة شارب الخمر لمدة أربعين يومًا، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: كل طعام، أو شراب نجس؛ فهو محرم، ومن أمثلته ما يلي

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن واحدًا من الأحكام الشرعية المُهمة وهو حكم تعاطي المخدرات ، والذي أكَّد على حرمة تعاطيها، وبيَّن عقوبة شارب الخمر والحد الذي يجب أن يُقام عليه، كما ذكر حكم التوبة من تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى ذكر حكم شرب الخمر.

المراجع

  1. ^ سورة الأعراف , الآية 157.
  2. ^ islamweb.net , المخدرات محرمة دون أدنى شك. , 08/12/2021
  3. ^ islamqa.info , يتعاطى المخدرات التي لا يسكر منها ثم يقوم إلى الصلاة , 08/12/2021
  4. ^ binbaz.org.sa , ما حكم من تكرر منه تعاطي المخدرات؟ , 08/12/2021
  5. ^ سورة الزمر , الآية 53.
  6. ^ islamweb.net , مسائل حول المخدرات , 08/12/2021
  7. ^ سورة المائدة , الآية 90.
  8. ^ islamweb.net , شرب الخمر من الكبائر وعقوبته أليمة , 08/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *