حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته

حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته

حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع الزواجَ، وجعل بين الزوجينِ مودةً ورحمةً، لكن ما حكمُ حرجِ مشاعرِ الزوجةِ؟ وما حكمُ طلاقها ممن يجرحُها؟ وما حكمُ هجرها لفراشهِ؟ وماذا تفعل من جرحهَا زوجُها؟ وما هي حقوقُ الزوجةِ على زوجِها؟ وما هي واجبَتها نحوه؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته

لا يجوزُ للمسلمِ أن يجرحَ مشاعرَ زوجتهِ؛ إذ أنَّ ذلك فيه مخالفةً لأمرِ الله -عزَّ وجلَّ- في معاشرتها بالمعروفِ، حيث قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،[1] كما أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ”.[2]

حكم الطلاق من الزوج الذي يجرح زوجته ويهينها

يُمكن للمرأةِ أن تلجأَ إلى الطلاقِ كآخرِ حلٍ، إذا قامَ الزوجُ بإهانتها أو جرحِ مشاعرها، ويجوزُ ذلك لها، وهذا ما ذكره الدرديرُ في كتابه الشرحِ الكبير، حيث قال: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعًا، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها، نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيرًا من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق، كما هو ظاهر، وكوطئها في دبرها”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

حكم هجر الزوجة فراش زوجها الذي يجرح مشاعرها

إنَّ التأديبَ بهجرِ الفراشِ، حقٌ خالصٌ للزوجِ عند تمردِ زوجته، وبناءً على ذلك فلا يجوزُ للمرأةِ المسلمةِ هجرَ فراش زوجها إذا جرحَ مشاعرها، ويعدُّ ذلك من كبائر الذنوبِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”.[4]

تنبيه: يجوزُ لها الامتناعُ عن المعاشرةِ الزوجيةِ حالَ الحيضِ وصيامَ الفريضةِ، وحال وجودِ مرضٍ بها قد يؤدي إلى الإضرارِ بها عند الجماع.

شاهد أيضًا: ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها

كيفية التعامل مع الزوج الذي يجرح مشاعر زوجته

بعد أن تمَّ بيانُ عدمِ جوازِ هجرِ الزوجةِ لفراشِ زوجِها، وبعد أن تمَّ بيان جوازِ الطلاقِ كآخرِ الحلولِ، فلا بدَّ من بيانِ بعض الطرقِ التي يُمكن للزوجةِ أن تتعاملَ بها مع زوجِها الذي يجرحها، وفيما يأتي ذلك:

  • يُمكن للزوجةِ معاتبةِ زوجها بأسلوبٍ لطيفٍ، وبالكلمةِ الحسنةِ، وتذكيره بالمودةِ والرحمةِ التي جعلها الله -عزَّ وجلَّ- بينهما، وأنَّ ذلك يُخالفُ أمرَ الله بمعاشرتها بالمعروفِ.
  • يُمكن للزوجةِ أيضًا أن تشكوا أمرها لأصحاب الحكمةِ والرأيِ، ولمن يمونُ على زوجها.

حقوق الزوجة على زوجها

إنَّ للزوجةِ عددًا من الحقوقِ على زوجها، وهذه الحقوق منها حقوقٌ ماليةٌ، ومنها حقوقٌ معنويةٌ غيرُ ماليةٌ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقالِ، سيتمُّ بيانُ هذه الحقوقِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:[5]

حقوق الزوجة المالية

إنَّ حقوقَ الزوجةِ المالية ثلاثُ حقوقٍ، وهنَّ المهرُ والنفقة والسكن، وفي هذه الفقرةِ من مقال حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته، سيتمُّ بيانُ هذه الحقوقِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

  • المهر: وهو عبارة عن المال الذي أوجبه الله -عزَّ وجلَّ- للمرأةِ على زوجها بمجردِ عقدِ القرانِ عليها أو الدخولِ بها، وقد جاء ذكر هذا الحق في قول الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}.[6]
  • النفقة: وهو عبارة عن توفيرِ حاجاتِ الزوجةِ من طعامٍ وشرابٍ وكسوةٍ، يكون ذلك بالمعروفِ وبحسبِ استطاعةِ الزوجِ، ويكونُ هذا الحقُّ للزوجةِ سواء أكانت غنية أم فقيرة، ما دامت غيرُ ناشزٍ.
  • السكنى: ويكون ذلك بتيهيأةش مسكنٍ للزوجةِ بقدرِ استطاعةِ الزوجِ، وقد جاء ذكر هذا الحقِّ في قول الله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ}.[7]

شاهد أيضًا: من الحقوق المشتركة بين الزوجين

حقوق الزوجة غير المالية

أمَّا الحقوقُ غير الماليةث التي تستحقها الزوجةُ فهنَّ: العدلُ بين الزوجاتِ، وعدمِ الإضرارِ بالزوجةِ، وحسنُ العشرةِ بها، وفي هذه الفقرةِ من مقال حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته، سيتمُّ بيانُ ذلك:[8]

  • العدل بين الزوجات: فمن حقِّ الزوجةِ على زوجها إن كانَ له عددًا من النساءِ أن يعدل بينها وبينهنَّ، ويكونُ العدلُ بأن يساويَ بينهنَّ بالنفقةِ والمبيبتِ والكسوةِ والسكنِ.
  • حسن العشرة بها: ومن حقوقِ الزوجةِ على زوجها أيضًا أن يعاشرها بالمعروفِ وأن يتعامل معها بحسنِ الخلقِ، وأن يرفق بالتعاملِ معها.
  • عدم الإضرار بزوجته: فلا يحقُّ للزوجِ أن يُضرَّ بزوجته لا بدنيًا ولا نفسيًا.

واجبات الزوجة لزوجها

كما أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- جعلَ للزوجةِ حقوقًا، فقد جعل عليها أيضًا واجبات، وفي هذه الفقرةِ من مقال حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته، سيتمُّ بيانُ بعض هذه الواجباتِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:[9]

شاهد أيضًا: هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعا

طاعة الزوجةِ لزوجها

 أوجبَ الله -عزَّ وجلَّ- على الزوجةِ طاعةِ زوجها بالمعروفِ، وجعل الله للرجلِ القوامةَ على زوجته، ودليل ذلك قول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.[10]

شاهد أيضًا: هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين

تمكين الزوج من الاستمتاع بها

ومن حقوقِ الزوجِ على زوجتهِ، تمكسنه من الاستمتاع بها ومباشرتها بالجماعِ إن طلبَ ذلك، وهذا الامرث مقرونًا بالعقدِ وتسليمِ المهرِ، وعدمَ وجودش مانعًا شرعيًا يحولُ بين الجماعِ بها، ومن حرمت زوجها من هذا الحقَّ فإنَّها تكون قد ارتكبت إثمًا كبيرًا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”.[11]

شاهد أيضًا: ما حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته، وفيه تمَّ بيانُ عدمُ جوازِ ذلك، كما تمَّ بيانُ حكمُ بعض التصرفاتِ التي تقومُ بها الزوجةُ نتيجةِ جرحُ الزوجِ لمشاعرها، كما تمَّ بيانُ حقوقها عليه وواجباتها نحوه.

المراجع

  1. ^ النساء: 19
  2. ^ رواه مسلم في صحيحه
  3. ^ فتاوى الشبكة الإسلامية , https://al-maktaba.org/book/27107/77138 , 3/12/2021
  4. ^ رواه البخاري في صحيحه
  5. ^ islamqa.info , ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة , 3/12/2021
  6. ^ النساء: 4
  7. ^ الطلاق: 6
  8. ^ islamqa.info , ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة , 3/12/2021
  9. ^ islamqa.info , ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة , 3/12/2021
  10. ^ النساء: 34
  11. ^ رواه البخاري في صحيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *