حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى

حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى

حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى من الأحكام الفقهية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، وخاصّةً رُوّاد المساجد الذين اعتادوا أن يقرنوا حياتهم بالتشبّه بما كان يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ حتى ينالوا الثواب الجزيل من ربّ العالمين، ويُحشرون مع المُتّقين، وفيما يلي سنتعرّف على ما حكم دخول المسجد بالرجل اليُمنى والخُروج بالرجل اليسرى.

حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى

إنّ المسجد من أفضل الأماكن التي يحظى فيها الإنسان بالهدوء النّفسيّ والطمأنينية، وهو من أطهر الأماكن إن لم يُكن أطهرها؛ فالمساجد بيوت الله -عزّ وجلّ في الأرض، فقد كرّمت شريعتنا الإسلاميّة السّمحاء كلّ ما يتعلّق بالصّلاة من وضوءٍ، أو غُسلٍ، أو غيرهما، وكذلك المكان الذي تُؤدّى فيه الصلوات.

ومن مظاهر هذا التّكريم أن يبتدأ المُصلّي في الشّروع فيهم باليمين؛ فجعلت البدء في الوضوء والغسل باليد اليُمنى، وجعلت الدّخول إلى المسجد بالرّجل اليُمنى، وهكذا الحال قي المنزل؛ فهو كالمسجد؛ لأنه يُعدّ من الأماكن الطّاهرة، أما الأماكن غير الطّاهرة؛ فهي على النّقيض منهما؛ فعند قضاء حاجة المرء يدخل بيت الخلاء برجله اليُسرى، ويخرج برجله اليُمنى.[1]

دعاء دخول المسجد والخروج منه

وردت الكثير من الأحاديث النبويّة -على اختلاف رواياتها- التي تحثُّنا على ترديد بعض الأدعية المُستحبّة التي تُقال عند دخول المسجد؛ تبرُّكًا واستعانةً بالله، وعند الخروج منه؛ تحصّنًا من شهوات الدُّنيا وملذّاتها، واستعانةً من الله على أن يقوى على ما يلقى بعد خروجه.

ومن تلك الأحاديث: ما رواه أبو هُريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- :”إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”[2]، ويُعدّ هذا من قبيل السُّنّة القوليّة عن النبي في دعاء الدّخول والخروج من المسجد، أما ورد من السّنّة الفعليّة في الخروج والدّخول للمسجد، ما روته جدّة عبد الله بن الحسن، قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ حَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَقَالَ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ”، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ”.[3]

آداب المسجد

المسجد هو المكان الذي يشرع فيه المُسلم في مُلاقاة ربّه؛ لذا فلا بُد وأن يلتزم فيه بالكثير من الآداب والأخلاق التي تُمكّنه من قبول عمله، وأن يرضى الله -عزّ وجلّ- عنه، ومن تلك الآداب:[4]

  • يُستحبّ للمُصلّي أن يلبس أحسن الثياب عند ذهابه إلى المسجد؛ لأن لقائه بربّه أشرف لقاءات حياته، وذلك مِصداقًا لقول الله -عزّ وجلّ-:”يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ..”[5]
  • يُستحبّ للمسلم أن يُحضر معه سواك، ويستاك به، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلّم- في مارواه عنه أبو هُريرة:” “لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ”.[6]
  • يُكره حضور المُصلّي للمسجد في حال إذا ما أكل بصلًا أو ثومًا، وقد استُنبط النّهي من قوله -صلى الله عليه وسلّم-:” مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ، وَالثُّومَ، وَالْكُرَّاثَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ”.[7]
  • يُستحبّ المشي إلى المساجد؛ لأن كل خطوةٍ يخطيها المُصلّي يكسب بها حسنة، ويرفع الله بها عنه سيّئة، كما يُستحبّ التّبكير إلى المسجد، ويكون الذّهاب مقرونًا بالخشوع والطمأنينة.
  • ترديد دعاء الذّهاب إلى المسجد عند الشّروع في الذّهاب إليه، والذي يقول فيه المُسلم:””اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا”[8]

السنة في دخول المسجد والخروج منه

إن من أعظم النّعم التي يُنعم الله -عزّ وجلّ- بها على عباده هو جعْلهم يتردّدون على بُيوته؛ لأداء الصّلوات، وتلاوة ما تيسّر لهم من القرآن الكريم، وتدارسه فيما بينهم، ولم يثُبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنه أوجب دخول المسجد بالرّجل اليُمنى، والخروج منه بالرّجل اليُسرى، ولكنّ العلماء استنبطوا ذلك من قول السّيدة عائشة-رضي الله عنه-:” كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبه التيمن في تنعله ، وترجّـله ، وطُـهوره ، وفي شأنه كلِّـه”[9]؛ فأمر الدّخولب والخروج من قبيل المُستحبّ؛ ولعلّ الحكمة من ذلك؛ هو تفضيل اليمين، وتقديمها على كلّ أمرٍ أو فعلٍ يقتضي التّكريم.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى ، وبعض الرّوابات التي ذُكرت في دعاء دخول المسجد والخروج منه، وما هي الآداب والأخلاق التي يُستحبّ على المسلم فعلها أثناء ذهابه إلى المسجد وأثناء المكوث فيه، وما هي السّنة في دخول المسجد والخروج منه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , السنة في دخول المنزل والبيت والخروج منهما , 21/10/2020
  2. ^ سنن النسائي , أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (90) , 21/10/2020
  3. ^ الفتوحات الربانية لابن حجر العسقلاني , الفتوحات الربانية الصفحة أو الرقم: 2/50 , 21/10/2020
  4. ^ www.alukah.net , من آداب المسجد , 21/10/2020
  5. ^ سورة الأعراف , الآية:31 , 21/10/2020
  6. ^ صحيح البخاري , أخرجه البخاري برقم (887) , 21/10/2020
  7. ^ صحيح البخاري , أخرجه البخاري ، عن جابر بن عبد الله، برقم 855 , 21/10/2020
  8. ^ صحيح مسلم , روه مسلم برقم (763)، في قصة مبيت ابن عباس عند خالته ميمونة، وصفة تهجد النبي , 21/10/2020
  9. ^ صحيح البخاري , أخرجه البخاري الصفحة أو الرقم: 168 , 21/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *