حكم دعاء غير الله

حكم دعاء غير الله ، من الاحكام الشرعية التي يجب أن يعرفها كل مسلم ومسلمة، فعندما تضيق الدنيا أمام العباد أو يريدون شيئًا من أمور الدنيا أو الآخرة يتوجهون بالدعاء والطلب من الله تعالى، فما هو الدعاء وهل من الجائز أن يدعو العبد المؤمن غير الله تعالى، ذلك ما سنعرفه في هذا المقال.

ما هو الدعاء

قبل أن نعرف ما حكم دعاء غير الله، من الجيد أن نعرف ما معنى الدعاء في اللغة والاصلاح، فالدعاء في اللغة هو الطلب، أمّا في الاصطلاح فهو أن يتوجه العبد إلى ربّه بكل ما يحتاجه من أمور الدنيا والآخرة، فقد أمر الله تعالى عباده أن يسألوه كل حاجاتهم الدينية والدنيوية، وأن يدعوه بأن يعتق رقابهم من النار وأن يدخلهم الجنة، لأنّ الله تعالى هو المتحكم بكل الأمور وهو الخالق المدبر، وقد قال الله تعالى في ذلك في سورة البقرة: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”[1]،كم أنّه يستحبّ على العبد ألّا يستعجل استجابة الدعاء، فقد جاء في حديث رسول الله أنّه قال: “يُستَجابُ لأحدِكم ما لم يعجَلْ قيل وكيف يعجَلُ يا رسولَ اللهِ قال يقولُ قد دعوتُ اللهَ فلم يستجِبِ اللهُ لي”[2]، والله تعالى أعلم.[3]

حكم دعاء غير الله

في الإجابة عن حكم دعاء غير الله فحكمه أنّه شرك بالله والشرك ذنب عظيم، وكل ذنب يمكن أن يغفرله الله تعالى إلا الشرك، فقد جاء في قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ”[4]، فدعا ما ينفع ولا يضر ولا يستجيب ولا يسمع من الرسل والأنبياء أو الملائكة أو الجن أو النجوم والكواكب والأحجار والأشجار والأموات، وغير ذلك هو ظلم وشرك بالله وضلال عن صراته المستقيم، وهو شرك بالله تعالى، وقد قال الله تعالى في ذلك: “وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ”[5]، والله تعالى أعلم.

آيات دعاء غير الله

بعد معرفة حكم دعاء غير الله تعالى، وبأنّه شرك ومحرّم تحريمًا شديدًا سنورد لكم الآيات التي تحدثت عن الإخلاص في دعاء الله تعالى، وعن النهي عن دعاء غير الله تعالى، وذلك فيما يأتي:

• آيات أمر الله تعالى فيها عباده بإخلاص الدين له في الدعاء والعبادة وهي: قوله تعالى: “فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ”[6]، وقوله تعالى: “فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ”[7].
• آيات تدل على أنّ دعاء غير الله قمة الضلال: قوله تعالى: “وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ”[8]، وقوله تعالى: “يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ”[9].
• آيات تدل على أنّ دعاء غير الله تأليه لغيره وهذا كفر: قوله تعالى:  “وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ”[10]، وقوله تعالى: “فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ”[11].
• وهكذا نكون قد عرّفنا الدعاء في اللغة والاصطلاح، كما عرفنا حكم دعاء غير الله وأنّه كفر وشرك بالله وذنب عظيم، وأدرجنا بعض الآيات من كتاب الله التي تحدثت عن دعاء غير الله تعالى.