حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها

حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها

حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها ، من الأحكام المهمة الي لا بُدّ من معرفتها، فمن الجدير بالذّكر أنّ المقصود بصلاة الاستسقاء بأنها: طلب السُّقيا من الله -تعالى- عند الجدب، وصلاة الاستسقاء سنةٌ مؤكدةٌ، بكيفيةٍ مخصوصةٍ، لطلب ذلك من الله تعالى، ويشرع الاستسقاء عند انقطاع المطر، وعند حاجة الناس الملحّة للماء، وله ثلاثة أنواع؛ فإمّا أن يكون الاستسقاء بأداء صلاة الاستسقاء جماعةً مع الخطبة والدعاء، وهذا أفضل أنواع الاستسقاء المشروعة، وإمّا أن يكون بالدعاء بطلب المطر في خطبة الجمعة، ويدل على ذلك فعل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وإمّا أن يكون بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى، في كلّ وقتٍ، بطلب السقيا دون خطبةٍ ولا صلاةٍ.

حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها

إنّ حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها هو: سنة مؤكدة عن  الرسول -عليه السلام-، حيث كان يؤديها الرجال والنساء جميعاً عند حاجتهم للغيث، ويُفضل فيها الصلاة جماعة، كما أنها تصح من العبد إذا صلاها منفردًا، كما يسنّ للعبد أن يؤديها في الصحراء، ويصحّ أداؤها في المسجد أيضاً، إلّا أنّها إن أقيمت في جماعةٍ في الصحراء كان ذلك أفضل من ناحية الأجر والخشوع والخضوع، كما يكون في ذلك تضرع أكثر لله تعالى، ويجوز أداء صلاة الاستسقاء في أي وقتٍ من الأوقات، عدا الأوقات المكروه فيها تأدية الصلاة، وأفضل وقتها بعد طلوع الشمس بمقدار رمحٍ؛ أي بعد طلوع الشمس بربع ساعةٍ، إلى حين الزوال، ويسنّ للمسلمين في خروجهم إلى صلاة الاستسقاء أن يخرجوا متضرعين، ومتواضعين، ومتبذّلين، ويُظهروا حاجتهم الملحة إلى الله تعالى، والتضرع له، ولهذا فإنّ التجمّل والتزيّن لصلاة الاستسقاء مكروه.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء.

صفة صلاة الاستسقاء

وبعد أن تم بيان حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها ، فمن الجدير بالذّكر أنّ الفقهاء اتفقوا على مشروعيتها لكنهم اختلفوا في صفة أدائها على النحو الآتي:[2]

  • الرأي الأول: إنّ صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة العيد حيث تكون الركعة الأولى سبع تكبيرات والثانية خمس تكبيرات، وهذا ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة وغيرهم، ودليلهم حديث ابن عباس -رضي الله عنه- عن الرسول -عليه السلام- أنّه قال: “خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلاً مُتواضعاً وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ”.[3]
  • الرأي الثاني: أنّ صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة النافلة أي تؤدّى ركعتين فقط كالتطوع، وهذا ما ذهب إليه المالكية والأوزاعي وغيرهم من العلماء، ودليلهم ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ”.[4]

خطبة صلاة الاستسقاء

ذهب أغلب العلماء، ومنهم: مالك، وأحمد، والشافعي إلى أنّ خطبة صلاة الاستسقاء تكون بعد الفراغ من أداء الصلاة، واستدلوا لذلك بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه عندما صلّى الاستسقاء، خطب بالناس بعد انتهاء الصلاة، وذهب آخرون من العلماء إلى أنّ خطبة صلاة الاستسقاء تكون قبلها، وحكم ذلك فيه اتساع عظيم ممّا يعني أنّ الإمام مخير في أداء خطبة صلاة الاستسقاء، فيجوز للإمام أن يخطب قبل صلاة الاستسقاء أو بعدها، وقد اختلف العلماء أيضاً في كون خطبة صلاة الاستسقاء خطبةً واحدةً أم خطبتان، فذهب المالكية، والشافعية، ومحمد بن الحسن إلى أنّهما خطبتان قياسًا على خطبتي العيد، وذهب الحنابلة، وأبو يوسف إلى أنّها خطبةٌ واحدةٌ، وفي كلّ الأحوال على الإمام أن يخطب بالناس خطبةً موافقة للحدث فذلك مستحب له، على أن تكون منسجمةً معه، فيتحدّث إليهم حول ضرورة التوبة إلى الله تعالى، والندم على المعاصي، وحول افتقار البشر إلى الله عزّ وجلّ، وحاجتهم الدائمة له.[5]

شاهد أيضًا: هل يستحب الأذان لصلاة الاستسقاء.

إلى هنا نكون قد بينا حكم صلاة الاستسقاء إذا وجد سببها ، كما بينّا خطبتها وكيفية أدئها واختلاف العلماء في ذلك، وقد تبين أنّ حكمها سنة مؤكدة، أي على العبد أن يصلي الاستسقاء إذا أراد طلب الغيث من الله تعالى ويفضل أن تكون جماعة.

المراجع

  1. ^ www.al-eman.com , مكان صلاة الاستسقاء , 11-02-2021
  2. ^ www.al-eman.com , مكان صلاة الاستسقاء , 11-02-2021
  3. ^ رواه موفق الدين بن قدامة، في الكافي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/241، صحيح
  4. ^ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن عبد الله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 2864، أخرجه في صحيحه
  5. ^ www.alukah.net , صلاة الاستسقاء , 11-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *