حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع

حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع

حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من المعرفة أكثر حول فريضة الصّيام، فالصّيام ركنٌ من أركان الإسلام وهو أحد شعائر الشّريعة الإسلاميّة المباركة، وقد جُعل شهر رمضان شهر الصّيام لمقاصد عظيمةٍ وحكمٍ بالغةٍ ففيه مواساةٌ وتكافلٌ بين المؤمنين، ويساعد في القبض على زمام الشّهوة فيكبح النّفس من الوقوع في الآثام، ويصل الصّيام بالصّائم لمرتبة المتّقين فيرفعه درجات عند الله سبحانه وتعالى.[1]

صيام التطوع

فرض الله الصّيام في رمضان لمقاصد عظيمةٍ ولحكمةٍ بالغةٍ من الله سبحانه وتعالى، فما كان من الصّوم من غير صيام الفريضة في رمضان سمّي صيام التطوع، والصّوم من غير كفّارةٍ أو نذرٍ أيضاً هو صيام تطوع، وصيام المسلم تطوّعاً أمرٌ مستحبٌّ على أن لا يصوم في أيّام محرّمٌ صومها، ولصوم التطوع فضلٌ عظيمٌ وأجرٌ كبيرٌ فصوم يومٍ واحدٍ تطوّعاً يبعد وجهه عن النّار سبعين خريفاً، ولصوم التطوع أيّامٌ يستحبّ الصّوم بها أكثر من غيرها ذكرها أهل العلم، كصيام ستة من شوال أيّاماً متتابعةً أو متفرّقةً على طول الشّهر ففي ذلك فضلٌ كبيرٌ، وكذلك من الأيّام المستحبّ الصّوم فيها هي الأيّام الثمانية الأُوَل من ذي الحجّة ففي هذه الأيّام من السّنّة الاجتهاد في العمل الصّالح، وكذلك صوم يوم عرفة والصّوم في شعبان  وصوم يومي الاثنين والخميس، وسيذكر المقال حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع ويبيّن فضل الصّيام فيهما.[2]

حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع

الصّيام ركنٌ من أركان الإسلام وهو ليس الإمتناع عن الطّعام والشّراب فقط ولكن أيضاً الإبتعاد عن كلّ ما حرّمه الله سبحانه وتعالى، وفي الصّيام ترويضٌ للنّفس وتعليمٌ للصّبر والإحساس بالفقير والمحتاج، وقد جعل الله سبحانه وتعالى صوم رمضان فرضاً على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وكان الصّيام الطّوعي من غير فريضة أمراً مستحبّاً في الإسلام فما حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع، فقد ورد عن أهل العلم أن صيام التطوع مراتبٌ متعدّدة وأفضل الصّوم صوم داوود حيث كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، فعلى المسلم أن يسعى دوماً ليصوم صيام التطوع وأقلّها صيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، فصوم الإثنين والخميس كما ورد عن العلماء أمرٌ مستحبٌّ بلا شكّ، ولا يقوم مقامهما غيرهما فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خصّهما بالصّوم دون غيرهما، وعلى المسلم أن يسعى ويتحرّى صيامهما لما لذلك من فضلٍ كبير.[3]

الحث على صيام التطوع

لما للصّوم من فضلٍ عظيمٍ وأجرٍ كبيرٍ جعله الله سبحانه وتعالى فريضةً على المسلمين، وكذلك جعل صوم التطوع أمراً مستحبّاً فهو من أفضل الأعمال الّتي قد يقوم بها المسلم والّتي حثّ عليها الإسلام، ويعدّ صوم التطوع مظهراً من مظاهر السّير على نهج الرسول صلّى الله عليه وسلّم وسنّته والإقتداء به، وقد كان لبعض الأيّام فضلٌ أعظم لصيامها طوعاً أكثر من غيرها، فعلى المسلم أن يمتلك دافعاً ذاتيّاً للإكثار من صوم التطوع، وأيضاً على المسملين أن يتناصحوا ويشجّعوا بعضهم بعضاً ويتنافسوا في الخيرات، وعلى المسلم الإكثار من الأعمال الصّالحة الّتي تذكّره بالله سبحانه وتدفعه للمزيد من أعمال الخير والعبادة، وبصوم التّطوع يهدف المسلم لتحقيق غاياتٍ أخرى كغضّ البصر و كبح الشّهوات عن المحرّمات، فالصّوم له شأنٌ يستحبّ الإكثار منه وعليه أن يتحرّى الأيّام المباركة الّتي يستحبّ فيها الصّوم.[4]

فضل صيام يومي الاثنين والخميس

إنّ حكم صيام الاثنين والخميس من كل اسبوع أمرٌ مستحبٌّ في الإسلام حالهما كحال الأيّام المستحبّ فيها صيام التطوع، ففي هذين اليومين يحدث أمرٌ عظيمٌ وهو أنّ أعمال العباد تُعرض على الله سبحانه وتعالى، فكم هو لأمرٌ عظيمٌ أن تعرض أعمال العبد على ربّه وهو صائم، وحتّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خصّهما بالصّيام لذات الأمر حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “تعرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ فأحبُّ أن يعرَض عملي وأنا صائمٌ”،[5] وبذلك يجدر على المسلم أن يهتدي بهدي النّبيّ ويتّبع سنّته فيصوم يومي الاثنين والخميس، فيربح بعرض أعماله على الله وهو صائمٌ فيكون له عظيم الأجر والثّواب.[6]

الحكمة من صيام يومي الاثنين والخميس

الحكيم من أسماء الله سبحانه و تعالى و هو مشتقٌّ من الحكمة فالله سبحانه و تعالى لم يخلق شيئاً  و لم يشرّع حكماً من الأحكام إلا كانت فيه حكمةً بالغة، و قد شرّع الله سبحانه و تعالى الصّيام و فرضه على المسلمين و شرع صوم التّطوّع و جعله مستحبّاً  و ذلك لحكمةٍ بالغةٍ من الله سبحانه و تعالى، فالحكمة من صيام يومي الاثنين و الخميس كالحكمة من الصّوم بشكلٍ عام، فمن حكم الصّوم أنّه وسيلةٌ مهمةٌ لشكر نعم الله فالإمتناع عن المأكل و المشرب يجعل الإنسان يشعر بقيمة النّعم التي أنعمها الله عليه فيحمده و يشكره، و في الصّوم مقارعةٌ للشّهوات ففي الجوع امتناعٌ عن الهوى، و كذلك في الصّوم يشعر الإنسان بأخيه الجائع فيعطف عليه و يرقّ قلبه عليه و يأتيه بالإحسان  و الرّحمة، و في الصّوم تدريبٌ للنّفس على مراقبة الله سبحانه و تعالى فتترك ملذاتها وتهرع لطلب الطّاعة وتستشعر اطّلاع الله سبحانه عليها، و في الصّوم فوائد صحيّةٍ و طبيّةٍ عديدة ففي الصّوم شفاءٌ للكثير من الأمراض و الأسقام.[7]

حكم صيام الاثنين و الخميس من كل اسبوع هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال و قد تناول أيضاً الحديث عن صيام التطوع والأيّام الّتي من المستحبّ فيها الصّوم تطوّعاً، و حث على صيام التطوع  و ذكر عظيم فضله و كبير أجره، و في المقال أيضاً ذُكر فضل صيام يومي الاثنين و الخميس و ورد فيه الحكمة من صيام يومي الاثنين و الخميس.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , من حكمة المنان في فريضة الصيام , 30/11/2020
  2. ^ alukah.net , الصيام المستحب (صيام التطوع) , 30/11/2020
  3. ^ islamweb.net , صيام يومي الإثنين والخميس تطوعا , 30/11/2020
  4. ^ binbaz.org.sa , صوم التطوع والأيام التي يستحب صيامها , 30/11/2020
  5. ^ تخريج مشكاة المصابيح , ابن حجر العسقلاني/أبو هريرة /2/342/حسن كما قال في المقدمة
  6. ^ islamweb.net , ثواب صيام يومي الاثنين والخميس , 30/11/2020
  7. ^ islamqa.info , الحكمة من مشروعية الصيام , 30/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *