حكم صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة

صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة

حكم صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة، لقد رغَّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من العملِ الصالحِ في هذه الأيامِ الفضيلة، ومعلومٌ أنَّ الصيامَ يعدُّ أحدَ هذه الأعمالِ، لكن هل يجوزُ للمسلمِ يومَ الجمعةِ عند موافقتها لذِي الحجةِ؟ وما حكمُ صيامِ ذي الحجةِ؟ وما فضلُ صيامِ هذه الأيامِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات بشيءٍ من التفصيلِ.

حكم صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة

نعم يجوزُ للمسلمِ صيامَ يومِ الجمعةِ في عشرِ ذِي الحجةِ؛ إذ إن الصيامَ في يومِ الجمعةِ لا يحرمُ أصلًا،[1] وفيما يأتي بيان الأدلة على ذلك:

  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مدح صيامَ نبيِّ الله داوود، مبينًا أنَّ صيامه أفضل صيامٍ، حيث كان -عليه السلام- يُفطر يومًا ويصومُ يومًا، وهذا يلزم أنَّ كان يُفردُ الجمعة بالصيامِ كل أسبوعينِ، ولو أنَّ إفرادَ الجمعةِ بالصيامِ حرامًا لما مدحَ النبيُّ صيامَ داوود، ولما رغَّب أمته بتقليده.
  • لو كانَ إفرادُ الجمعةِ بالصيامِ حرامًا، وسلمنا بذلك، فإنَّ التحريمَ يكونُ لمن خصص الجمعةَ بالصيامِ، لكن هنا الأمر مختلف، حيث أنَّ من سيصوم الجمعة سيصومها بنيةِ العشرِ لا بنيةِ تخصيص الجمعةِ، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: ماذا يقال في العشر الأوائل من ذي الحجة

حكم صيام العشر من ذي الحجة

يُستحبُّ للمسلمِ صيامَ الأيامِ الثمانيةَ الأولى من شهر ذِي الحجةِ على وجهِ العمومِ؛ إذ أنَّ الصيامَ يعدُّ من الأعمالِ الصالحة التي رغَّب النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار منها في هذه الأيامِ الفضيلةِ، أمَّا اليومُ التاسعِ فصيامه مستحبٌ على وجهِ الخصوصِ؛ وذلك لأنَّه يُوافق يومَ عرفةَ، ومعلومٌ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رغَّب في صيامه من خلال بيانِ الأجرِ المترتبِ عليه،[2] حيث قال: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ).[3]

أمَّا اليومُ العاشرِ من شهرِ ذي الحجةِ، فيحرمُ على المسلمِ صيامه؛ إذ أنَّه يُوافق يومَ عيدِ الأضحى، ومعلومٌ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن صيامِ يومي العيد، ويرجع إطلاق الصيامِ على العشرِ من ذِي الحجة، على سبيلِ التغليبِ.[4]

اقرأ أيضًا: دعاء نية صيام العشر من ذي الحجة

فضل صيام العشر من ذي الحجة

لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل العملِ الصالحِ في العشرِ من ذي الحجةِ، حيث قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ)،[5]وقد بيَّن في حديثٍ آخر فضلَ الصيامِ عمومًا، حيث قال: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).[6]

كما أنَّه بيَّن في حديثٍ آخر أنَّ الصيامَ من أفضلِ الأعمالِ عند الله -عزَّ وجلَّ- وذلك في الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي حيث قال: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ قالَ عليكَ بالصَّومِ، فإنَّهُ لا عدلَ لَه قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه)،[7] وهنا يتجلى فضلُ صيامِ هذه الأيامِ؛ إذ أنَّ فيها يجتمع أفضل عملٍ عند الله، في أفضلِ الأيامِ.

كما أنَّ من فضلِ صيامِ اليومِ التاسعِ، أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يكفِّر عن المسلمِ ذنوبَ عامينِ، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ).[8]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة، وفيهِ تمَّ بيانُ جوازِ ذلك، كما تمَّ بيانُ حكمِ صيامِ العشرِ من ذِي الحجةِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفي ختامِ هذا المقال تمَّ بيان فضلِ صيام هذه الأيامِ.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام , 16/06/2023
  2. ^ islamqa.info , هل يستحب صيام عشر ذي الحجة بما فيها يوم العيد؟ , 16/06/2023
  3. ^ الجامع الصغير، , السيوطي، أبو قتادة، 5101، حديث صحيح , 16/06/2023
  4. ^ islamqa.info , هل يستحب صيام عشر ذي الحجة بما فيها يوم العيد؟ , 16/06/2023
  5. ^ صحيح البخاري، , البخاري، عبدالله بن عباس، 969، صحيح , 16/06/2023
  6. ^ صحيح البخاري، , البخاري، أبو سعيد الخدري، 2840، صحيح , 16/06/2023
  7. ^ صحيح النسائي، , الألباني، أبو أمامة الباهلي، 2222، صحيح , 16/06/2023
  8. ^ الجامع الصغير، , السيوطي، أبو قتادة، 5101، حديث صحيح , 16/06/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *