حكم من صلى ولم يقرأ الفاتحة

حكم من صلى ولم يقرأ الفاتحة يبحث عنه كثير من النَّاس خاصة وأنَّ الإنسان قد يسهو في صلاته، ولا بدَّ من الإشارة إن كان يختلف الحكم ما بين المُصلي لوحده أو كان يصلي خلف الإمام، وهل قراءة الفاتحة تعد ركنًا من أركان الصلاة؟ كلّ هذا سيتم الوقوف معه في المقال الآتي وتفصيل كل حكم بناء على آآراء المذاهب الأربعة.

حكم من صلى ولم يقرأ الفاتحة

إنَّ الصلاة لا يُمكن أن تصح بدون قراءة سورة الفاتحة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مروي عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت: “لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ”،[1] وهذا الحديث بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنَّه لا تصح الصلاة إلا إن قرئت فيها سورة الفاتحة، وأمَّا مَن لم يقرأ بها فإنه لا صلاة له ويجب عليه كذلك أن يعيد الصلاة، فإن لم يفعل ذلك ولم يُعد الصلاة التي بقيت في ذمته فإن نفسه لا تبرأ بذلك، وظاهر الأدلة من السنة النبوية الشريفة وعمومها يدل على أنها ركن في حق الإمام والمأموم والمنفرد، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم قراءة الفاتحة للمأموم

هل الفاتحة ركن من أركان الصلاة

إنَّ قراءة الفاتحة هو ركن من أركان الصلاة، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم من الشافعية وكذلك المالكية والحنابلة وأيضًا داود الظاهري، ودليلهم على ذلك حديث مروي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “1- مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرأْ فيها بفاتِحَةِ الكِتابِ، فَهي خِداجٌ يقولُها ثَلاثًا بمِثْلِ حَديثِهِمْ”،[3]  ومعنى لفظة خداج في الحديث النبوي الشريف أي ناقصة، والصلاة لا تنقص إذ لا بجدَّ للصلاة الصحيحة الحقيقية أن تكون كاملة وهي لا تكمل إلا بقراءة أم الكتاب وهي سورة الفاتحة التي افتتح بها الله -تعالى- القرآن الكريم.[4] 

شاهد أيضًا: من مهارات القراءة الجهرية

نسيان قراءة الفاتحة للمأموم

اختلف الفقهاء في حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام على عدة أقوال، وبناء على المذهب الذي يأخذ به المصلي فإنَّه يتوجب عليه الحكم المترتب في تلك المسألة:[5] 

  • القول الأول: قالوا بوجوب قراءة سورة الفاتحة على المأموم في كل الركعات سواء كانت السرية أم الجهرية، سواء سمِعَ ذلك المأمومُ قراءةَ الإمام في الصلاة الجهرية أم هو لم يسمَعْها، وسواء تركه الإمامُ  متمكنًا من قراءة الفاتحة أم لم يتركه فاعلًا لذلك، وإلى هذا القول ذهب عدد من الصحابة من بيهم: عُمر بن الخطاب، وعُبادة بن الصامت، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، والبُخاري، وابن حزم، والشافعي، ورجَّح ذلك الحكم الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ ابن عثيمين، وكذلك الشيخ محمد بن محمد المُختار الشنقيطي.
  • القول الثاني: لا تجب قراءة سورة الفاتحة في حقّ المأموم لا في الركعات السرية التي يصليها ولا حتى في الركعات الجهرية، وهذا القول يعود للحنفية وهو كذلك رواية عند الحنابلة، وبه قال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، وكذلك زيد بن حارثة، وجابر بن عبدالله، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنَّه تجب قراءة سورة الفاتحة على المأموم وذلك في الركعات السرية، وكذلك إذا لم يسمع قراءة الإمام في صلاته في الركعات الجهرية إمَّا لبُعْد المكان أو لمرض في أذنه مثل الصمم، فيكون في هذه الحالة من الواجب عليه قراءة سورة الفاتحة وذلك عملًا بالأصل، ولا تجب عليه قراءة سورة الفاتحة في الركعات الجهرية أمَّا إذا كان يسمع قراءة الإمام، وهو قول جُمهور أهل العلم من المالكية والحنابلة في المشهور والقول القديم للشافعي، وبه قال سعيد بن المُسيب وابن شهاب وابن المبارك وإسحاق والزُّهْري والثوري، واختاره ابن تيمية رحمه الله، وقد ذكر أن ذلك القول والحكم هو المُتواتر عن الصحابة والتابعين.

وفي ذلك يكون تمام الحديث عن حكم من صلى ولم يقرأ الفاتحة وما الأمور التي تترتب على ذلك الفعل، وقد تمّ التفصيل في أقوال العلماء في الحديث عن أقوال العلماء في صلاة المأموم في الصلاة السرية أو الجهرية.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , البخاري، عبادة بن الصامت، 756، حديث صحيح
  2. ^ ar.islamway.net , هل تصح الصلاة بدون قراءة الفاتحة؟ , 28-4-2020
  3. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبي هريرة، 395 حديث صحيح
  4. ^ dorar.net , المطلب الأوَّلُ: حُكمُ قراءةِ الفاتحةِ في الصَّلاةِ , 28-4-2020
  5. ^ alukah.net , حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة السرية والجهرية , 28-4-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *