حكم قراءة الفاتحة للمأموم

حكم قراءة الفاتحة للمأموم

حكم قراءة الفاتحة للمأموم هو من الأحكام الشرعية التي يتساءل عنها المسلمون، فقد فرض الله الصلاة على المسلمين، وجعل الصلاة في جماعة خير من الصلاة في المنزل منفردًا بسبعين مرّة، ومن واجب المسلم أن يتعرّف على دور كل من الإمام والمأموم، لكي يلتزم بدوره، وذلك لأداء العبادة على أكمل وجه وبشكل سليم، وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح دور الإمام والمأموم، وحكم قراءة الفاتحة للمأموم.

دور الإمام والمأموم

إنَّ الإمام هو اشخص الذي يأم الناس في الصلاة ويتبعه الناس في الصلاة في جماعة، والمأموم هو الشخص الذي يتبع الإمام في الصلاة، وفيما يلي سنوضّح واجبات الإمام، وواجبات المأموم.[1]

دور الإمام

لابدَّ أن تتوفر بعض الصفات في الإمام لكي يكون إمامًا، وأن يحافظ على واجباته ودوره والذي يتمثّل في عدد من الأفعال ومنها نذكر:

  • أن يكون خير قدوة للناس من حيث الأخلاق والالتزام بتعاليم الدين وأحكامه.
  • أن يؤدي الأمانة التي أوتمن بها على أحسن وجه، وأن يحافظ على إقامة الصلوات الخمس في المسجد مالم يتعرّض لحادث مفاجئ وطارئ.
  • أن يحسن معاملة الناس ومعاشرتهم؛ لكي يحصل على حبّهم واحترامهم، فيصبح قادرًا على أن يصل إلى قلوبهم وعقولهم بشكل أكبر.
  • ألّا يفرّق في معاملة الناس، ولا يكون متحيّزًا في التعامل مع شخص دون آخر.
  • أن يراعي أحوال الناس وأشغالهم وظروفهم، فلا يجور في معاملتهم ولا يقسى عليهم في الأقوال أو بتأخير الصلاة.

دور المأموم

يجب على الإنسان قبل الذهاب إلى المسجد لكي يؤدي الفرائض والعبادات أن يتعرّف على دوره كمأموم، وأن يحاول قدر المستطاع احترام دوره وعدم الاعتداء على دور غيره، ودور المأموم في المسجد يتلخص في عدد من الأفعال نذكر منها:

  • الالتزام بآداب المسجد.
  • عدم الاعتداء على معدّات المسجد من تكيّف أو مقاعد أو غيرها.
  • عدم التدخل بمواعيد الأذان والإقامة، والتدخل بالأمور التي ليست من اختصاصه.
  • عدم الاعتداء على دور الإمام والتدخل بأعماله ودوره.
  • إذا رأى ما يظنّ أنّه يمكن أن يكون مخالف أو غير صحيح، فعليه أن يطرح ويناقش ذلك مع الإمام بشكل حضاري.

شاهد أيضًا: ما هو اقل عدد تنعقد به صلاة الجماعة

حكم قراءة الفاتحة للمأموم

إنَّ حكم قراءة الفاتحة للمأموم هو جائز بل ويفضّل أن يقرأ المأموم الفاتحة في صلاته السريّة والجهرية، ثم السكوت في حين قراءة الإمام بعد ذلك فإذا سكت الإمام إذا كان له سكوت فليقرأ، وإن لم يكن فلينصت لإمامه، فقد تباينت الأقوال واختلفت في حكم قراءة الفاتحة للمأموم، فمن أهل العلم من افتى بوجوب قراءتها في الصلاة الجهرية والسريّة ومنهم من افتى بعدم وجوبها في الصلاة الجهرية ووجوبها في الصلاة السريّة، وقد ورد في تفسير ما سبق:

  • ذهب بعض أهل العلم للقول بعدم جواز فراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة السرية أو الجهرية، وجعلوا الآية الكريمة التالية دليلًا وتعليلًا لقولهم: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا[2].
  • وذهب بعضهم الآخر إلى الالتزام بقراءة الفاتحة ووجوبها للمصلي في حال كانت الصلاة سريّة أو جهرية، وفسروا ذلك بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لعلَّكم تقرأونَ خلفَ إمامِكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحةِ الكتابِ فإنه لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بها[3].

فإنَّ الأسلم والأحوط هو قراءة الفاتحة في صلاة الجماعة سواء كانت جهرية أو سريّة، والاستماع والانصات إلى الإمام بغيرها.[4]

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة بعد الفاتحة

مذاهب الفقهاء في قراءة الفاتحة للمأموم

يعدُّ حكم قراءة الفاتحة للمأموم من الأحكام الشرعية التي تشكّل موضعًا للخلاف بين أهل العلم، وأئمة المذاهب الأربعة، وقد تباين الفتاوى في جواز أو عدم جواز قراءة الفاتحة للمأموم، فكانت آراء المذاهب وفق التالي:[5]

  • المالكية والحنابلة: أشاروا إلى أنَّه لا تجب قراءة المأموم للفاتحة سواء أكانت الصلاة سرية أو جهرية.
  • الحنفية: ذهبوا إلى عدم جواز قراءة المأموم مطلقًا وبشكل قطعي، لا في الصلاة السرية ولا في الجهرية.
  • الشافعية:أمّا الشافعية فقد أشاروا إلى وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة السرية والجهرية؛ لأنَّه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي بيّن حكم قراءة الفاتحة للمأموم، كما بيّن آراء المذاهب الأربعة لهذا الحكم بالتفصيل، ووضح لنا دور كل من الإمام والمأموم، ووجوب تعرّف المسلم على كل من هذه الأدوار.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , دور الإمام والمأموم والقيم على المسجد , 20/3/2021
  2. ^ سورة الأعراف , الآية 204.
  3. ^ مجموع فتاوى ابن باز , عبادة بن الصامت، ابن باز، 11/220، صحيح.
  4. ^ binbaz.org.sa , ح قراءة المأموم للفاتحة في السرية والجهرية , 20/3/2021
  5. ^ islamweb.net , مذاهب الفقهاء في قراءة الفاتحة خلف الإمام , 20/3/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *