حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة

حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة

حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمر بالاستعاذة فبيل قراءة القرآن الكريم حيث قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}،[1] فما هي الاستعاذة وما صيغتها؟ وما حكم الإتيان بها قبل سورة الفاتحة في الصلاة؟ وهل يُشرع الإتيان بها في كلِّ ركعة؟ وما أوجه الاستعاذة مع البسملة؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ أجابتها في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

تعريف الاستعاذة

إنَّ الاستعاذة في اللغة تأتي بمعنى الالتجاء والاعتصام والتحصن، أمَّا في الاصطلاح الشرعي فهي عبارة عن لفظ يتحقق به الالتجاء إلى الله، والتحصُّن والاعتصام به من الشيطان الرجيم، وفيما يأتي بعض صيغها:[2]

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم.
  • أعوذ بالله العظيم، وبوجهِه الكريم، وسلطانِه القديم، من الشيطان الرجيم.

حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة

إنَّ حكم الاستعاذة قبل قراءة سورة  الفاتحة في الصلاة محلُّ خلافٍ بين العلماء، حيث ذهب فريقٌ منهم إلى وجوب الإتيان بها، ودليلهم في ذلك قوله تعالى:  {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}،[3] ووجه الدلالة من ذلك من الخطأ أن يأمر الله تعالى بأمر ثم يقولَ قائل بغير برهان من قرآن ولا سنة: هذا الأمر ليس فرضا، وذهب آخرون إلى استحباب الإتيان بها ودليلهم في ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا..”.[4][5]

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

هل الاستعاذة تكرر في كل ركعة

ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ الاستعاذة مختصة في الركعة الأولى فقط، ودليلهم في ذلك أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- منع الكلام داخل الصلاة، لذلك الأحوط الاقتصار بإتيان ما جاءت به السنة فقط، وقد جاءت السنة بما ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: “كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – إذا قام من الليلِ كَبَّرَ، ثم يقولُ : سبحانك اللهمَ ! وبحَمْدِكَ، وتبارك اسْمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إله غَيْرُكَ، ثم يقولُ : اللهُ أَكْبَرُ كبيرًا، ثم يقولُ : أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ : من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ”،[6] وخالف الشافعي في ذلك حيث ذهب إلى استحبابها في كلِّ ركعةٍ من ركعات الصلاة، ودليله في ذلك قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.[7][8]

شاهد أيضًا: ما حكم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند جمهور العلماء

أوجه الاستعاذة مع البسملة

للاستعاذة مع البسملة عددٌ من الأوجه، أربعة منها إذا ابتدأ القارئ من أول السورة، وثلاثة منها إذا أراد القارئ وصل نهاية السورة مع بداية السورة التي تليها، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[9]

أوجه الاستعاذة مع البسملة في بداية السورة

هذه الحالة لها أربع أوجهٍ، جميعها جائزة، وهي:

  • الوقف على الجميع: أي الوقف على الاستعاذةِ، ثم الوقف على البسملة، ثم الابتداء بأول السورة، فإذا أراد القارئ أن يشرَعَ في القراءة، فيجوز له أن يقفَ على الاستعاذة، ثم يقف على البسملة، ثم بعد ذلك يبتدئُ بأول السورة، وهو أفضلُها.
  • وصل الاستعاذة بالبسملة، وقطعهما عن أوَّل السورة: أي يقرأ الاستعاذة، ثم يصِلُها بالبسملة ويقفُ عليهما، ثم يبتدئ بأوَّل السورة.
  • قطع الاستعاذة عن البسملة، ووصل البسملة بأول السورة: أي يبتدئُ بالاستعاذة ويقف عليها، ثمَّ يصل البسملة بأوَّل السورة التي يريد أن يقرَأَها.
  • وصل الجميع: أي وصل الاستعاذة بالبسملة بأوَّل السورة.

أوجه الاستعاذة مع البسملة بين سورتين

إذا أراد القارئ أن يصل آخر سورة بأوَّل السورة التي تليها، فله ثلاثة أوجه جائزة، وواحدٌ ممنوع، وهذه الأوجه هي:

  • قطع الجميع: أي إنَّ القارئ يقف على آخر السورة، ثمَّ يقرأ الاستعاذة ويقف عليها، ثمَّ يقرأ البسملة ويقف عليها، ثمَّ يبتدئ بأوَّل السورة التالية.
  • قطع الأوَّل ووصل الثاني بالثالث: أي إنَّ القارئ يقف على آخر السورة، ثمَّ يصل البسملة بأوَّل السورة التالية.
  • وصل الجميع: أي إنَّ القارئ يصل آخرَ السورة بالبسملة بأوَّل السورة التالية.
  • وصل الأوَّل بالثاني وقطع الثالث: ويمتنع هذا الوجه؛ لأن القارئ في هذه الحالة يصلُ آخِرَ السورة بالبسملة ويقف عليها، ثمَّ يبتدئ بأول السورة التالية، وفي هذه الحالة يوهم – وصلُ آخرِ السورة بالبسملة – أنَّ البسملة جزءٌ ملحَقٌ بآخرِ السورة، مع أنها لأوَّلِها.

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة بعد الفاتحة

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة، والذي تمَّ فيه تعريف الاستعاذة وبيان صيغها، كما تمَّ ذكر حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة، وإذا ما يُشرع الاستعاذة في كلِّ ركعةٍ أم يكتفي المصلي بالاستعاذة بالركعة الأولى، وفي الختام تمَّ بيان أوجه الاستعاذة مع البسملة.

المراجع

  1. ^ النحل: 98
  2. ^ alukah.net , بعض أحكام الاستعاذة , 18-3-2021
  3. ^ النحل: 98
  4. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة، 757، حديث صحيح
  5. ^ موقع الإسلام سؤال وجواب، مجموعة من الؤلفين، 1034 , https://al-maktaba.org/book/26332/3012 , 18-3-2021
  6. ^ تخريج مشكاة المصابيح، الألباني، أبي سعيد الخدري، 1174، حديث إسناده صحيح
  7. ^ النحل: 98
  8. ^ islamweb.net , هل تشرع الإستعاذة في كل ركعة , 18-3-2021
  9. ^ alukah.net , بعض أحكام الاستعاذة , 18-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *