خطبة الجمعة آخر جمعة من شهر شعبان

خطبة الجمعة آخر جمعة من شهر شعبان

خطبة الجمعة آخر جمعة من شهر شعبان، إنّ خطبة الجمعة هي إحدى الشعائر الدينية الثابتة لدى جميع المسلمين على اختلاف أماكن تواجدهم، وعلى الأغلب يتناول الإمام في الخطبة مواضيع إسلامية توجه المسلمين وتحثهم نحو الصواب واتباع الشريعة، وعادةً يُلقي الإمام خطبة تكون مناسبة لحدث ديني أو اجتماعي مثل موسم الحج، أو اقتراب شهر رمضان، ومقال محتويات اليوم سيتحدث عن خطبة الجمعة آخر جمعة من شهر شعبان.

مواضيع تتناولها خطبة آخر جمعة من شهر شعبان

عادةً تتناول خطبة آخر جمعة من شهر شعبان عدة مواضيع دينية تتعلق بشهر رمضان المبارك، فيما يلي سنذكر أهم المواضيع هذه المواضيع:

  • الحديث عن فضائل شهر شعبان.
  • الحديث عن أفضل الأعمال التي كان السلف الصالح يحرص عليها خلال شعبان.
  • الطرق الشرعية لدخول شهر رمضان وخروجه.
  • الرد على أدعياء علم الحساب الفلكي.
  • الاجتهاد في تحري هلال رمضان.
  • صيام يوم الشك بين التحريم والجواز.
  • التخطيط والترتيب لبرنامج يومي للأعمال الصالحة في شهر رمضان.
  • التطرق للحديث عن فقه الصيام وأحكامه وآدابه.
  • الحديث عن العبادات في شهر رمضان كالعمرة، والاعتكاف، وزكاة الفطر.
  • الحديث عن المنافقين الذين يستعدون في شهر رمضان لإيذاء المسلمين وتتبع عوراتهم.
  • الحديث عن مسلسلات رمضان التي تُعد لغواية الناس.
  • الحديث عن رمضان وفضله، وكيف أنّ العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء.

شاهد أيضًا: دعاء في الجمعة الثانية من شعبان

خطبة الجمعة آخر جمعة من شهر شعبان

الخطبة الأولى:

يُطلق البعض على آخر خطبة جمعة من شهر شعبان اسم (خطبة الإعداد لرمضان)، فيما يلي سنتحدث عن مثالين لخطبة الإعداد لرمضان:

الحمد لله، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، نحمده ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدا.

والصلاةُ والسّلام على أشرف الخلق سيدنا محمد، من بعثه الله هاديًا ومُبشرًا وداعيًا ونذيرًا، فهدى به الأمة وكشف عنها الغمة، وبلغ الرسالة وأدى الأمانة، وأشهد أنّ لا إله إلا الله الملك القدوس السّلام المؤمن المهيمن وأشهد أنّ محمدًا رسوله صادق الوعد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين.

أما بعد إخوة الإيمان والإسلام

لقد هل علينا شهر شعبان ليقربنا أكثر وأكثر من شهر رمضان، فانظروا كيف كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان، فقد كان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أكثر ما يصوم في شهر شعبان، ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ)[2]، وأما حال السلف في شعبان فقد كانوا إذا دخل شعبان أكثروا من قراءة القرآن، وأخرجوا زكاة أموالهم للفقراء والمحتاجين ليعينوهم على طاعة الله في شهر رمضان، وقد كانوا يكثرون في شعبان من الصيام والقيام والذكر، وقد كانوا يطلقون على شهر شعبان شهر القراء.

إخوة الإيمان إن في شعبان ليلة مباركة قد ولت وهي ليلة النصف من شعبان التي حث رسولنا الكريم المسلمين  على صيام نهارها وقيام ليلها وأن يتقوا الله فيها، ولكن أيها الإخوة فلنتذكر أنه من أحكام الصيام في شهر شعبان أنه لا يجوز صوم ما بعد نصف شعبان إلا أن يصله المسلم بما قبله أو لقضاء أو ورد كمن اعتاد صوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.

إخوة الإيمان والإسلام:

هي أيامًا معدودة تمضي كالخيال وينتهي شهر شعبان ويُقبل علينا شهر التوبة والرحمة والإحسان، أيامًا معدودة تمضي كالخيال ونستقبل خير الشّهور شهر رمضان المبارك.

إخوة الإيمان، شهر رمضان شهرٌ ينتظره عباد الله الصالحون، ينتظرون أيامه ولياليه ليتزودوا بالطاعات والحسنات، فاستفد أخي المسلم من شهر الخيرات والبركات واسأل الله أنّ نكون جميعًا من عتقاء هذا الشهر، وطوبى لأقوامٍ صاموا عن الشهوات وقاموا في الخلوات يتلون آيات الله، فهذا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يقوم الليل وإذا صلى الوتر ختم القرآن في ركعة.

هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

فيما يلي سنقدم خطبة جمعة ثانية مناسبة لآخر جمعة من شهر شعبان:

إن الحمد لله نحده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد إخوة الإسلام:

نعيش في هذه الأيا آخر أيامِ شهر شعبان الموطئ لشهر رمضان والمقدم له، وقد كان السلف الصالح إذا دخل شعبان أقبلوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم لإعانة ضعيفهم ومسكينهم على صيام شهر رمضان، فلا تفرطوا إخوتي بالله صيام ما تستطيعون من أيامه اغتنامًا للأجر، ومن حِكم صيامه تهيئة النفس لشهر رمضان.

إخوة الإيمان والإسلام، في شهرِ شعبان تُعرض على الله عز وجل أعمال العبد خلال العام، وهناك عرضٌ إسبوعي، فعن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: (تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ و الخميسِ، فيغفرُ اللهُ عزَّ وجلَّ لِكلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كانَ بينَه وبينَ أخيهِ شحناء، فيقول: أنظروا هذينِ حتَّى يصطلحا، أنظِروا هذينِ حتَّى يصطلِحا ،أنظِروا هذينِ حتَّى يصطلِحا)[3].

عباد الله:

اعلموا أنّ الله غنيٌ عنا وعن أعمالنا، ولكنه شرعَ الصيام لما فيه الخير الكثير لنا فقد شرعه الله تربيةً لأجسامنا وترويضًا لها على الصبر وتحمل الآلام، وشرعه الله تهذيبًا لللنفس وتعويدها على ترك الشهوات، فاتقوا الله وأدوا فريضة الصيام بإخلاصٍ وطواعية، واعلموا بأنّ الصوم الحقيقي ليس فقط الامتناع عن تناول الطعام بل إمساك عن اللغو والهمز واللمز والبهتان والكذب والنميمة، وإياكم أن تكونوا من الغافلين المعرضين عن الرحمات والنفحات الإلهية، فيا خسارة المفرطين ويا ندامتهم يوم وقوفهم بين يدي الله، فاجتهدوا أخواني في اغتنام ما تبقى من شعبان ومن أيام رمضان القادمة.

اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروا الله وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

شاهد أيضًا: متى يحرم صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان

قدم مقال اليوم من محتويات خطبة الجمعة آخر جمعة من شهر شعبان، كما قدم آداب يوم الجمعة التي حث عليها الإسلام، نسأل الله أنّ يبلغنا وإياكم شهر رمضان بأحسن حال.

المراجع

  1. ^ ar.islamway.net , من آداب يوم الجمعة , 19/03/2022
  2. ^ صحيح البخاري , عائشة، صحيح البخاري، 1969، صحيح
  3. ^ غاية المرام , أبو هريرة، الألباني، 412، صحيح.
  4. ^ alukah.net , خطبة قصيرة عن شهر شعبان , 19/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *