خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان انتشرت في الآونة الأخيرة من شهر شعبان خطبة منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويُقال أن النبي خطب بها في نهاية شهر شعبان استقبالاً لرمضان، حيث أعطى بعض التوجيهات والتنبيهات وبيّن فضل شهر شعبان ورمضان، فما هي هذه الخطبة؟ وما صحة نسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان لم يردّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أيّ خطبة في نهاية شهر شعبان واستقبال شهر رمضان، ولم يطّلع علماء الأمة في شيء من كتب الحديث على هكذا خطبة، ولم يجدوها أيضًا في أي مرجع من المراجع الحديثيّة الموثوقة والمعتبرة ولا في كتب السنّة، ولا شكّ أنها خطبة مكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وموضوعة وهي من أحاديث الشيعة، وفي فقراتها الكثير مما يخالف العقيدة مما ابتدعه بعض المبتدعين في الغلو في بعض الصحابة، ولكن في بعض فقراتها ما يدل على فتح أبواب الجنّة وإغلاق أبواب النار في شهر رمضان المبارك، ولكن هي خطبة مكذوبة.[1]

شاهد أيضًا: خطبة استقبال رمضان بالتوبة

نصّ الخطبة الموضوعة عن النبي في آخر جمعة من شعبان

((عن الرِّضا عن آبائه عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبَنا ذات يوم في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال: أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات؛ هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب؛ فاسألوا الله ربكم بنيَّات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه؛ فإن الشقي كل الشقي مَن حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوعَ يوم القيامة وعطشه، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقِّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصِلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضُّوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعمَّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس، يُتحنَّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء، في أوقات صلاتكم) الدرجة: لا توجد في كتب السنّة، وهي من أحاديث الشيعة.[2]

شاهد أيضًا: خطبة قصيرة عن قدوم شهر رمضان

حُكم من كذّب على النبي صلى الله عليه وسلم

الكذب على رسول الله هو نسبة إليه ما لم يقله من أقوال أو أفعال، والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كبيرة من الكبائر، وجريمة من أبشع الجرائم التي لا تُغتفر، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينشر حديثًا أو كلامًا أو خطبًا عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتحقق منها ويتيقّن من ثبوتها بالدليل القاطع من كتب الحديث الموثوقة، ولا ينفع في ذلك حُسن النيّة أو إرادة الخير فالأمر خطير ولا مجال للتهاون فيه، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة نقل المعلومة.

فالأمر جلل، وهذا دين الله الذي ارتضاه للناس إلى قيام الساعة لا يجوز لنا أن نزيد عليه حرفًا أو ننقص حرفًا من دون توثيق ما نقول، فإذا كان الناس لا يقبلون أن يكذب أحد على لسانهم، وقد توّعد النبي صلى الله عليه وسلم من يكذب عليه متعمدًا بمقعد من النار، عن المغيرة بن شعبة قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)[3]، وفي حديث آخر عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة قال: (إنَّ مِن أعْظَمِ الفِرَى أنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إلى غيرِ أبِيهِ، أوْ يُرِيَ عَيْنَهُ ما لَمْ تَرَ، أوْ يقولُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لَمْ يَقُلْ)[4].[5]

شاهد أيضًا: ما هي الكبائر التي لا تغفر

في الختام تعرفنا على خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان لم يردّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أيّ خطبة في نهاية شهر شعبان واستقبال شهر رمضان، ولم يطّلع علماء الأمة في شيء من كتب الحديث على هكذا خطبة، ولم يجدوها أيضًا في أي مرجع من المراجع الحديثيّة الموثوقة.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , مدى صحة هذه الخطبة , 26/02/2024
  2. ^ dorar.net , أحاديث منتشرة لا تصح , 26/02/2024
  3. ^ صحيح البخاري ,  المغيرة بن شعبة، البخاري،  صحيح البخاري ،1291 ،[صحيح
  4. ^ صحيح البخاري , واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة ، البخاري،  صحيح البخاري ، 3509 ، [صحيح] 
  5. ^ ar.islamway.net , الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , 26/02/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *