ذو الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه

ذو الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه

ذو الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّه حديثٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصف به ذُو الوجهينِ بأنَّه شرَّ النَّاس يوم القيامة، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن هذا الحديث الشريف، وبيان حكم من اتصف بذلك، كما سيتمُّ بيان الفرق بين المنافق والمداري، ثمَّ سيتمُّ الحديث عن ظاهرةِ النفاق الإجتماعيِّ.

ذو الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه

لقد وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذُو الوجهينِ بأنَّ أشرَّ الناس، وقد رُوي عن ذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ شَرَّ النَّاسِ، ذُو الوَجْهَيْنِ الذي يَأْتي هَؤُلاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلاءِ بوَجْهٍ”.[1]

شاهد أيضًا: ما الأثر الذي يبقيه ذو الوجهين على الأصدقاء

حكم من يعمل عمل ذو الوجهين

لا يجوز للمسلم أن يقوم بالثناء على أحدٍ في مجلسه ثمَّ بعد مغادرته يقوم بسبِّه وشتمه، وفعله هذا يجعله من أشرِّ الناس لأنَّ متملقٌ بالباطل والكذب، ومدخلٌ للفساد بين الناس، كما أنَّه مخادعٌ ويتحايل بذلك للاطلاع على أسرار الناس، ويكون بذلك من الذين وصفهم النبيُّ بأنَّهم من ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.[2]

شاهد أيضًا: وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذو الوجهين يأنَّه

الفرق بين النفاق والمداراة

هناك فرق جليٌ بين المداهنة والنفاق وبن المداراة، فإنَّ ذو الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، هو ممن يغش الناس ويكذب عليهم ويوهمهم أنَّه يحبُّ منفعتهم وأنَّه متلهفٌ لعونهم ويسعى لأجلهم ولكنَّه في الحقيقة يريد ضرهم وأذيتهم ويضمر لهم السوء، أمَّا المداري فهو الذي لا ينطق بباطل، ولا يكذب، ولا يغش من يحادثه ويداريه، ولا يشاركه في سوء خلقه وعمله، ولا يظهر له موافقته على باطله، وإنما يسكت عنه في أحيان، ويجامله بالبشاشة والمعاملة الحسنة فقط، دون أدنى تنازل أو غش أو سعي في أذية، لعله يؤثر فيه بعد ذلك ، ويستمع لنصحه، أو لعله يتقي شره ويجتنب أذيته، ولكن دون وقوع في أي مشاركة في الإثم والعدوان، وهذا ما قام بفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمن قال عنه: “بئْسَ أَخُو العَشِيرَة،وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ”، ثمَّ ضحك في وجهه، فهو فقط قام بمداراته بالبشاشة من غير ثناءٍ باطلٍ ولا كذبٍ وغش.[3]

شاهد أيضًا: هل يجتمع إسلام ونفاق في قلب العبد وضح ذلك

النفاق الاجتماعي

إنَّ النفاق الاجتماعي هي ظاهرة اجتماعية لا دينية، ويُمكن تعريفه على أنَّه حالة من التناقض بين معتقدات المرء ومشاعره المعلنة، ولعلَّ المصالح الشخصة هي السبب الأكثر وضوحًا للجوء الشخص إلى النفاق، وهذا كثيرًا من نراه في بيئة العمل حيث تكون الترقيات على المحك، كما أننا نراه كثيرًا في الحياة الشخصية وذلك عندما يكون علاقات المرء وقبوله في المجتمع أهم من إبداء رأيه، وعلى العموم فإنَّ النفاق الاجتماعي يعدُّ آفة ومرضًا خطيرًا يفتك بالمجتمع، وإنَّ ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه يعدُّ منافقًا نفاقًا اجتماعيًا.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه الحديث عن ذو الوجهين هو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، كما تمَّ بيان حكمه، والفرق بينه وبين المداري، وفي ختام هذا المقال تمَّ الحديث عن ظاهرة النفاق الاجتماعي.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 2526، حديث صحيح
  2. ^ islamweb.net , من شر الناس ذو الوجهين , 4/7/2021
  3. ^ islamqa.info , ‫‫التوفيق بين حديث " بئس أخو العشيرة " وحديث في " ذم ذي الوجهين , 4/7/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *