صحة حديث أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين

صحة حديث أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، معلومٌ أنَّ السنة النبوية زاخرة بالأحاديث الشريفة، ومنها هذا الحديث المذكور، والذي سيتمُّ تخصيص الكلام عنه في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات، حيث سيجد القارئ بيانًا لدرجة صحته؟ وبيانًا لمعناه الإجمالي، كما سيتمُّ ذكر بعض الدروس المستفادة منه؟ وبيانًا ما إن كان الجنُّ يدخلون في عموم هذا الحديث أم أنَّه مقتصرٌ فقط على بني آدم، ثمَّ سيتمُّ ذكر بعض الوسائل المعينة على ترك طول الأمل.

صحة حديث أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين

لقد أخرج الإمام الترمذي في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أعمارُ أمتي ما بينَ الستِّينَ إلى السبعينَ وأقلُّهم من يجوزُ ذلِكَ)،[1] وقد حكم الإمام الألباني -رحمه الله- على هذا الحديث بالقول، حيث بيَّن أنَّه من الأحاديث الحسنة، والله تعالى أعلى وأعلم.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة

شرح حديث أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين

في هذه الفقرة سيتمُّ بيان المعنى الإجمالي للحديث الشريف، كما سيتمُّ بيان بعض الدروس المستفادة منه، ثمَّ سيتمُّ بيان إن كان هذا الحديث مخصوصاً بالبشر، أم أنَّه يشمل الجنَّ أيضًا، وفيما يأتي ذلك:

المعنى الإجمالي للحديث الشريف

في هذا الحديث الشريف يبيِّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ أغلب آجال أمته تنتهي إلى ما بين الستينَ والسبعين عامًا، وأنَّ القليل منهم من يتجاوز عمره السبعين عامًا، فيصل إلى الثمانين والتسعين بل وقد يتعدى المئة عام، وهذا الحكم بالطبع؛ نظرًا إلى مجموع أفراد هذه الأمة، دون أشخاص بعينهم؛ إذ أنَّ في هذه الأمة من لا يبلغ الستونَ عامًا، فيموتُ قبل ذلك.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

الدروس المستفادة من الحديث الشريف

في هذا الحديث الشريف عددٌ من الدروس والعبر، وفيما يأتي ذكر بعضها:[2]

• قلة أعمار أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بالنسبة لما سبقها من الأمم.
• ابتعاد المسلم عن طول الأمل، الذي قد يؤدي به إلى الانشغال بالدنيا عن الآخرة.
• حث المسلم على التزود لليوم الآخر، وأن يتخفف من ملهيات الدنيا.

هل يدخل الجن في عموم هذا الحديث الشريف

معلومٌ أنَّ الجنَّ من جملة أمةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).[3]

وبناءً على ذلك فقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية إلى أنَّ الجنَّ يدخلون في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أعمارُ أمتي ما بينَ الستِّينَ إلى السبعينَ وأقلُّهم من يجوزُ ذلِكَ)،[1] فتكون أغلب أعمار الجنِّ ما بين الستين والسبعين، وقليلٌ منهم من يتجاوز ذلك، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ بعضًا من أهل العلم ذهبوا إلى أنَّ هذا الحديث لا يشمل الجنُّ، بل كلُّ الجنِّ منظرونَ إلى يوم القيامة مثل إبليس، والله تعالى أعلى وأعلم.[4]

شاهد أيضًا: صحة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها

ما يعين على ترك طول الأمل

لقد تمَّ بيان أنَّ من الدروس المستفادة من الحديث الشريف ترك المسلم لطول الأمل، لكن ما هي الوسائل التي تعينه على ذلك، في هذه الفقرة من مقال صحة حديث أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، سيتمُّ ذكر بعض هذه الوسائل، وفيما يأتي ذلك:[5]

الدعاء

من الوسائل التي تعين المسلم على ترك طول الأمل، اللجوء إلى الله -عزَّ وجلَّ- وطلب العون منه على ذلك، بالإضافة إلى دعائه بأن يثبت قلبه على دينه؛ إذ أنَّ القلوب بيد الله وحده، يقلبها كيفما شاء، وقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ هذا الدعاء كان من دعاء الراسخين في العلم، حيث قال تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).[6]

الإكثار من تذكر الموت

كذلك تذكر الموت، وما بعده من أهوالٍ، والعلم بأنَّ الأجل إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر، يعدُّ من الوسائل التي تعين المسلم على تركه لطول الأمل، وقد حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإكثار من تذكر الموت حيث قال: (أَكثروا ذِكرَ هاذمِ اللَّذَّات يعني الموتَ).[7]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان صحة حديث أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وفيه تمَّ بيان صحة هذا الحديث، وأنَّه حاز على درجة الحسن، كما حكم عليه الألباني، ثمَّ تمَّ بيان المعنى الإجمالي للحديث الشريف وذكر بعض الدروس المستفادة منه، ثمَّ تمَّ بيان أنَّ الجن يدخلون في عمومه، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الوسائل التي تعين المسلم على ترك طول الأمل.