طريقة صلاة الشفع والوتر وصفتها وعددها ودعائها

طريقة صلاة الشفع والوتر وصفتها وعددها ودعائها من الأمور التي يبحث عن تفاصيلها المسلمون. ويساعدنا موقع محتويات على بيان كيفية صلاة الشفع والوتر. وذلك بعد بيان ماهيّة هذه الصلاة والسور التي تقرأ فيها، وتفاصيلها وأحكامها.

ما هي صلاة الشفع والوتر

إنّ الشفع في اللغة معناه الزوج من العدد. والشافع هو من يكون ثانيًا. والجمع منها شفاعٌ أو أشفاع. و كذلك الشافع يعزز المشفوع له ويزيل تفرده ويقوي ضعفه. و أمّا الوتر فهو بما معناه الفرد من العدد. والجمع منه أوتار. والشفع والوتر أقسم بهما الخالق -عزّ و جلّ- في سورة الفجر: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}.[1] وقد اختلف أهل العلم بمقصد هذه الآية. كذلك قد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في الحديث الضعيف. أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “العَشْرُ عَشْرُ الأضحى ، والوَتْرُ يومُ عرفةَ ، والشَّفْعُ يومُ النَّحْرِ“.[2]

وأمّا في المصطلح الفقهيّ فإنّ الوتر هي الصلاة التي يختتم بها المسلم ليله. وسبب تسميتها بالوتر لأنّ هذه الصلاة تكون ركعة واحدة أو اثنتين أو ثلاثة أو ما تفرّد من العدد في الركعات نحو ذلك. و كذلك روت السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ، لا يَجْلِسُ في شيءٍ إلَّا في آخِرِهَا“.[3] والشفع في المصطلح الفقهيّ هي ما يسبق الوتر من صلاة الليل. وسميّت بصلاة الشفع لأنها تصلى ركعتين ركعتين. وقد يراد بالشفع الركعتان اللتان تسبقان الوتر فقط وهما اللتان يقرأ فيهما بالأعلى والكافرون. والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: صلاة الوتر كم ركعة ومتى وقتها

طريقة صلاة الشفع والوتر

إنّ طريقة صلاة الشفع والوتر هي ثلاث ركعات يقوم بها المسلم في آخر الليل. فإذا قام للركعتين الأوليين قرأ سورة الفاتحة و كذلك سورة الأعلى في الركعة الأولى. فإذا انتهى وقام المسلم للركعة الثانية كذلك قرأ المسلم سورة الفاتحة وأتبعها بسورة الكافرون. وما إن ينتهي من الركعة ويقعد في الركعة الثانية ويتلو الصلوات الإبراهيمية فيسلّم. ثمّ يقوم لأداء الوتر بركعة واحدة. ويقرأ فيها سورة الفاتحة ويتبعها بسورة الإخلاص ثمّ يركع وينهي ركعته ويقعد للتحيات والصلوات الإبراهيميّة ويسلّم.[5]

كذلك روى أبي بن كعب -رضي الله عنه- فيما صحّ من الحديث: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، وقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَكانَ يقولُ : سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثًا ، ويرفعُ صوتَه بالثَّالثةِ”.[6] ولا حرج على المسلم أن يصلي هذه الركعات الثلاثة متصلةً فيما بينها. ولكن لا يجب عليه أن يقعد للتشهد الأوسط. وذلك لكي لا تصبح هذه الصلاة كصلاة المغرب. وإنّما أخبر أهل العلم أنّ من جعل هذه الركعات الثلاثة متّصلة فيجب له قعودٌ واحدٌ في نهاية الصلاة. و كذلك لا حرج على المسلم أن يوتر بما شاء. كما روى أبو أيوب الأنصاريّ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الوترُ حقٌّ على كلِ مسلمٍ ، من أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فلْيفعلْ ، ومن أحبَّ أن يُوترَ بثلاث فلْيفعلْ ، ومن أحبَّ أن يُوتِر بواحدةٍ فلْيفعلْ“.[7]

صفة صلاة الشفع والوتر

إنّ صفة صلاة الشفع والوتر هي أنّها مستحبّة وليست واجبة على المسلمين. فقد ورد في الأثر أنّ صلاة الوتر هي من الصلوات المستحبة للمسلمين في كلّ ليلةٍ بعد صلاة العشاء. ويستمرّ وقتها من بعد صلاة العشاء وحتّى قبيل الفجر. فإذا كان الفجر انتهى وقت هذه الصلاة. فإذا صلّى المسلم صلاة العشاء وأحبّ أن يوتر بواحدة أو ثلاثة أو بما فتح الله عليه ومن صلاة الشفع والوتر قبل نومه. فقد نال الأجر المحمود بإذن الله. والسنّة أن يوتر المرء آخر الليل. ولكن لا حرج في أدائها في أول الليل خوفًا من عدم إدراكها. كذلك أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قال: “مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ“.[8] والمشهودة بمعنى أنّ ملائكة الرحمان تشهدها والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات التراويح مع الشفع والوتر

السور التي تقرا في صلاة الشفع والوتر

كنا قد بيّنا السور التي تقرا في صلاة الشفع والوتر في طريقة صلاة الشفع والوتر فيما قد سلف. وهي أنّ هذه السور:[10]

• الركعة الأولى: تقرأ سورة الفاتحة ثمّ يتبعها المرء بسورة الأعلى.
• أمّا الركعة الثانية: كذلك تقرأ سورة الفاتحة ثمّ يتبعها المرء بسورة الكافرون.
• وفي الركعة الثالثة: يقرأ المرء سورة الفاتحة وسورة الإخلاص.

كم عدد صلاة الشفع والوتر

الوتر هو أن يوتر المرء بركعةٍ واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو ما كان أكثر من ذلك. وأفضل ما يكون من عدد صلاة الشفع والوتر هو ما قام به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في غالب أحواله. وهو أن يوتر المرء بإحدى عشرة ركعة. فهو غالب إيتار النبيّ صلّى الله عليه وسلم. ولا حرج على المسلم أن يوتر بما شاء. فأقلّ الوتر هو ركعة وأكثره هو ما فتح الله على المسلم من الصلاة في الوقت الذي يكون من بعد صلاة العشاء إلى قبيل طلوع الفجر. والله ورسوله أعلم.[11]

هل صلاة الشفع والوتر واجبة

أمّا عن التساؤلات التي قد تدور في أذهان المسلمين. كأن يتساءل أحدهم هل صلاة الشفع والتر واجبة أم لا؟ والإجابة تكمن في أنّ صلاة الشفع والوتر هي من الصلوات النافلة. فهي من السنّة باتفاق جمهور أهل العلم وليست من الواجبات. كذلك قال الصحابيّ الجليل عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: “ليس الوتر حتماً كآية مكتوبة، ولكنها سنة سنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”.[12]

و كذلك قد استدلّ أهل العلم بالحديث الصحيح الذي رواه طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَإِذَا هو يَسْأَلُهُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : وصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ثمّ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الزَّكَاةَ، قَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ، فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا، ولَا أنْقُصُ، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”.[13]

هل يجوز صلاة التراويح بدون الشفع والوتر

كذلك من الأسئلة التي قد تدور في أذهان المسلمين في شهر رمضان المبارك هو هل يجوز صلاة التراويح بدون الشفع والوتر؟ والإجابة هي بكل تأكيد يجوز ذلك. فصلاة التراويح وصلاة الشفع والوتر من السنن المؤكدة التي سنّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ولكنّها ليست من الواجبات عليهم. وتارك السنّة لا يأثم، و إنّما يضيّع على نفسه الأجر الكثير، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح مع الشفع والوتر

كيفية التشهد في صلاة الشفع والوتر

وأمّا عن كيفية التشهد في صلاة الشفع والوتر فإنّه يسنّ لهذه الصلاة أن يفترش المسلم في جلوسه كغيرها من الصلوات الثنائية. وذلك هو الراجح عند أكثر أهل العلم. ثمّ إذا جلس المسلم قرأ ما سيقرأه من التشهد المأثور:

التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

دعاء صلاة الشفع والوتر

وردت في سنةّ الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الكثير من الأدعية الثابتة التي كان يدعو بها في صلاة الوتر. نذكر منها على سبيل المثال :

• عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ“.[14]
• و كذلك روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “اللهمَّ اجعلْ في قلبي نورًا ، وفي لساني نورًا ، وفي بصري نورًا ، وفي سمعي نورًا ، وعن يميني نورًا ، وعن يساري نورًا ، ومن فوقي نورًا ، ومن تحتي نورًا ، ومن أمامي نورًا ، ومن خَلْفي نورًا ، واجعلْ لي في نفسي نورًا ، وأَعظِمْ لي نورًا“.[15]
• كذلك روت السيدة عائشة رضي الله عنها: “فقَدْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي علَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وهو في المَسْجِدِ وهُما مَنْصُوبَتَانِ وهو يقولُ: اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ“.[16]
• ومن الأدعية المأثورة في صلاة الوتر هو دعاء القنوت: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ،وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ.

شاهد أيضًا: ما هو الدعاء الدعاء الذي يقال في صلاة الوتر

طريقة صلاة الشفع والوتر وصفتها وعددها ودعائها مقالٌ فيه تمّ ذكر جملة من المعلومات المتلعقة بصلاة الشفع والوتر: كيفيّتها و كذلك صفتها وعددها و كذلك دعائها. و كذلك ذكر المقال جملة من الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الصلاة.