ما هي الحشرة التي أمر النبي بقتلها

ما هي الحشرة التي أمر النبي بقتلها هو سؤال من الأسئلة المطروحة والتي لا بدَّ من الإجابة عنها، فقد عَني دين الإسلام بتوضيح الأحكام الشرعية المُتعلقة بحقوق كل المخلوقات، كما بيَّن لنا مكانة الحيوانات والمواضع التي يجوز فيها قتل الحيوانات أو الحشرات والمواضيع التي لا يجوز فيها ذلك، كما بيَّن ما هي الحيوانات أو الحشرات التي يجب قتلها والتي لا يجب قتلها، وفي هذا المقال سنبيِّن ما هي الحشرة التي أمر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقتلها.

ما هي الحشرة التي أمر النبي بقتلها

الحشرة التي أمر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقتلها هي الوزغ، وقد ورد ذلك في حديث سعد بن أبي وقاص أنَّه قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا”[1]، وقد سمَّاه النبي فويسقًا لأنَّه يُشابه الفواسق الخمس التي أمر بقتلها في الحل والحرم، وكذلك فقد حثَّ على قتل الوزغ أينما وجد ومتى وُجد لأنَّه من الحشرات المؤذية والتي تُسبب الضرر.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الحيوانات

حشرة الوزغ

الوزغ هو أحد فصائل الحيوانات الزاحفة الصغيرة والتي تُصنَّف من الحرشفيات، تُعرف بعدد من الأسماء ومنها الوزغ وأبو بريص والبرص وضاطور وبعرصي، يعيش في أغلب مناطق ودول العالم إلّا أنَّه يكثر في المناطق ذات المُناخ  الدافئ، تتغذى على الحشرات بشكل عام، ولها أصوات مُزعجة تشبه أصوات النقيق، تختلف أنواعها وتتعدد من مكان لآخر في العالم، ويتجاوز عدد أنواعها الألف نوع.[3]

لماذا أمر الرسول بقتل الوزغ

أمر الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقتل الوزغ لأنَّها كانت تنفخ النار على النبي ابراهيم -عليه السلام- حين أُلقي في النار، وقد ورد ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها: “أنَّ إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ لما أُلقِيَ في النَّارِ لَم تَكنْ دابَّةٌ في الأرضِ إلَّا أطفأَتِ النَّارَ عنهُ غيرَ الوزَغ، فإنَّه كانَ يَنفخُ عليهِ، فأمرَ رسولُ اللهِ بَقتلِهِ”[4]، وأيضًا فقد ورد عن النووي أنَّ الوزغ من الحيوانات التي أجمع أهل العلم على ضررها، وإنَّ فيه من النجاسة ما يُصيب الإنسان بضرر ومكروه وشر، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل الحيوانات تدخل الجنة

فضل قتل الوزغ

حثَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على قتل الوزغ، ورغَّب المؤمنين بذلك من خلال بيان الفضل الذي يناله المرء من قتل الوزغ وأشار إلى أن قتله من أول ضربة هو أكثر أجرًا وثوابًا، وقد ذكر ذلك في حديثه الشريف: “مَنْ قَتَلَ وزَغَةً في أوَّلِ ضرْبةٍ كُتِبَ لهُ مائةُ حسَنةٍ ، ومَنْ قتَلَها في الضربةِ الثانيةِ ، فلَهُ كَذا وكَذا حسنةٌ ، وإنْ قتَلَها في الضربةِ الثالِثَةِ فلهُ كَذا وكَذا حسنةٌ”[6]، والله أعلم.[7]

ماهي الحيوانات التي يجوز قتلها

أمر الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقتل خمس أصناف من الحيوانات في الحل والحرم، وسمَّاها بالفواسق لما لها من الضرر على الإنسان، وهي الكلب العقور والعقرب والحية والغراب الأبقع والفأرة والحديا، وقد ذُكر ذلك في الحديث الشريف: “خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالْحَرَمِ: الحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ، وَالْحُدَيَّا”[8]، وقد ذهب أهل العلم إلى تحليل قتل كل نوع من أنوع الحيوانات التي ثبت ضررها وأذاها على الإنسان، على ألَّا يكون قتل الحيوانات من باب التسلية أو العبثية، فإنَّ ذلك لا يجوز شرعًا، والله أعلم.

ما هي الحيوانات التي لا يجوز قتلها

لا يجوز قتل أي نوع من أنواع الحيوانات التي لم يسمح لنا دين الإسلام بقتلها، وكذلك فإنَّ قتل الحيوانات أو الحشرات من باب التسلية أو العبث هو أمر لابدَّ أن يُسأل عنه المرء يوم القيامة، أمَّا عن الحيوانات التي نهى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن قتلها فقد وردت في حديث عبد الله بن عباس في قوله: ” أنَّ النَّبيَّ نهَى عن قتلِ أربعٍ مِن الدَّوابِّ: النَّملةُ، والنَّحلةُ، والهُدهدُ، والصُّرَدُ”[9]، فهي حيوانات غير ذات ضرر على الإنسان وليس فيها إيذاء له، ولا يجوز قتلها إلَّا في حال ثبوت ضررها على الإنسان وعدم القدرة على التخلص منها بطريقة غير القتل، ويجوز ذلك على ألَّا يكون وسيلة القتل هي الحرق، والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: اسماء الحيوانات التي ذكرت في سورة البقرة

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن ما هي الحشرة التي أمر النبي بقتلها، وهي الوزغ، كما عرَّف بالوزغ وفضل قتله والحكمة من أمر النبي بقتله، وكذلك بيَّن الحيوانات التي يجب قتلها والحيوانات التي لا يجب قتلها في الشريعة الإسلامية.