عبارات عن العشر الاواخر من رمضان 2024

فهو شهر الخير والرحمة، الذي يقسم إلى ثلاث عشرات من الأيام الفضيلة، تلك التي لا تبرح أن تأتي حتّى تحمل أمتعتها للمغادرة، فهنيئا لمن غفر لهم في رمضان، وهنيئا لمن شدَّ همّته في العشر الأواخر، وفي ذلك نسرد لكم باقة مما قيل فيهم:

يقول شاب في العشرين: قوافل العتقاء أوشكت على الرحيل، فأجمع زادك وأخلص نيتك وأدرك الركب فأجتهد، تدرك في ليلة تعدل عمرك كله، لعلّها تكون الليلة، واذكرنا في دعائك، بارك الله لك.
يقول شيخ جليل: تطيب النفوس في الطاعات في رمضان، ويُصبح مضمار السباق فيه مليئًا بالمتسابقين، فهذا يدفع صدقة وآخر يكف عن النميمة والثاني يُمسك لسانه عن الكذب، فيكون بذلك رمضان مدرسة للعالمين، ما أصعب فراقك يا شهر الخير.
وفي العشر الأواخر من رمضان يقال: ما أسرع ما فارقتنا به يا رمضان، كيف استطعت أن تكون زائرًا سريعًا بهذا القدر يا رمضان؟ كيف تمكّنت من ترك قلوبنا وقد اجترها الحنين وتهامست النَّاس فيها لكثرة عذابها في انتظارك، أدركوه نهاية شهر الخير.
ويمكن القول: بارك الله لكم في شهر الطاعات والرحمات ورزقكم فيه الدرجات وختم لكم فيه بالصالحات وأدخلكم أعلى الجنان.
يقول رجل: نبارك لكم دخول العشر الأواخر، ونسألكم الدعاء، يا خالق الهلال والبد، يا خالق الهلال والبدر، اكرمني في ليله القدر.

اقرأ أيضًا: عبارات جميلة عن شهر رمضان

فضل العشر الأواخر من شهر رمضان

وفي صدد الحديث عن شهر الخير والبركة، لا بدّ من الوقوف مع فضل العشر الأواخر في هذا الشهر الفضيل، والتأكيد على ضرورة اغتنامها على أكمل وجه، فما أسرع الأيام حين تمضي، وفي ذلك نسرد لكم:

تحصيل عظيم الخيرات، والحسنات، والأجور: وفي ذلك اقتداءٌ بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- فقد وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال النبي بالعشر الأواخر قائلةً: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”.[1]
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في شهر رمضان بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيره من الشهور.
فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها تتضاعف الحسنات، في أجور الأعمال الصالحة.
فيها فضل القيام والمثابرة عليه، فقد كان إحياء النبي للعشر الأواخر وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك لا يعني قيام الليلة كاملةً بالصلاة، إذ رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي لم يصلِّ ليلةً بكاملها حتى يصبح، فالإحياء لا يقتصر على الصلاة، بل قد يكون بعباداتٍ أخرى، كالذكر، وتلاوة القرآن، والصدقة، وغيرها. ثبوت سنّة الاعتكاف في ليلة القدر بالقرآن، والسنّة، والإجماع، وهي تُعدّ خيراً من ألف شهرٍ، ولم يُروَ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه ترك الاعتكاف في العشر إلّا إن كان خارجاً للجهاد في سبيل الله، وقد اعتكف الصحابة -رضي الله عنهم- معه، واعتكفوا بعده؛ اقتداءً به.
وفي تلك الليالي المباركة يلاحظ عكوف القلوب على ربّها، وتعلّقها به، فالصيام يُحدِثُ أثراً طيباً في النفس، ويزكّيها، ويَصلُ بها إلى مراتب الكمال.

عبارات تهنئة في العشر الأواخر من شهر رمضان 2024

ولأنّ المسلم حريص على أخيه المسلم، فهو من يفرح لأفراحه ويحزن لأحزانه، وفي لعشر الأواخر، تلتقي القلوب على الخير، ويدعو المسلمون لبعضهم البعض بأطيب الأدعية، ويتناقلون التهاني، وفي ذلك نسرد لكم:

اللهم بارك لأخي وصديقي في شهر رمضان، وأجعله من المقبولين في هذا الشهر الكريم، واجعل اسمه في قوائم عتقاءك من النيران.
تقول فتاة لصديقتها: إنّي أحبكم في الله: فلا تحرمونا من صادق دعائكم في هذه الليالي المباركة.
يقول شاب في العشرين: صحيحٌ أنَّك سترحل الآن عنَّا يا رمضان، لكنني أعدك أنني سأكون أفضل وسأحاول المحافظة على كلّ العادات الحسنة التي كسبتها من قراءة القرآن وصلاة التهجد والصدقة في كل يوم
ومن الملاحظ: أنّه قد أوشك موسم الخير على الرحيل وعلى الانقضاء فليكن خير أعمالنا ختامها، بارك الله بكم ولكم وعليكم.
يقول آخر: ها هو رمضان يرحل عنّا، تُراني أسأل نفسي هل سيعود الغبار على المصاحف كما كان سابقًا، ترى هل ستبكي المساجد على المصلين الذين كانوا يتزاحمون في التراويح، أمّ أنّ رمضان في هذا العام سيكون نقطة تغيير إلى الأفضل، اغتنم العشر الأواخر أخي.
وممّا قيل: هبّت رياح الجنان ودنت عطايا الرحمن، فشمّر فهذا موسم العتق من النيران، رمضانك مبارك.
أخي الحبيب، ما أسرع الأيام التي تمضي دون استئذان، ها هم العشر الأواخر من شهر الرحمة قد أقبلت، أسأل الله أن يكون اسمك من قوائم عتقاء هذا الشهر الفضيل من النار.

اقرأ أيضًا: خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان

اعمال العشر الأواخر من شهر رمضان

وفيها يستحب على العبد المسلم أن يتزود بالطاعة، وأن يشد من همّته وعزيمته لاكتساب القدر الأكبر من بركات هذا الشهر الفضيل، ففيها الأجور مضاعفة، وقد قيل في أعمالها:

تحري ليلة القدر: ليلة القدر هي أعظم ليالي العام لقوله تعالى إنها “خير من ألف شهر” (أي نحو 84 عاما)، ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أنها فيها. فلو قُدّر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة.
الاعتكاف: وهو عبادة من أجل الأعمال الصالحات المستحبة في العشر الأواخر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ.
تلاوة القرآن: فرمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع، قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”, فينبغي استغلال أوقاته لا سيما عشره الأخيرة في التفرغ لمدارسته ومذاكرته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل عليه السلام القرآن في كل يوم من أيام رمضان.
الإنفاق في سبيل الله: فيستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه خاصة في غير سرف ولا خيلاء، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه “كان أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ.

اقرأ أيضًا: بداية العشر الاواخر من رمضان

شعر عن العشر الأواخر من شهر رمضان

وما كان لسان الشعر العربي ليقف على الحياد، في تلك المرحلة المميزة من شهر الخير والرحمة، فقد كتب في العشر الأواخر أجمل القصائد التي تحض على الخير، وترجو الرحمة والفضل من الله، وفي ذلك نسرد لكم باقة من أجمل أبيات الشعر:

قصيدة بك أستجير

بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا

أذنبت يارب وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلاك
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ما حيلتي في هذه أو ذاك

لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاك
يا مدرك الأبصار، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا

أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته، ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا

يا منبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاك
يا مجري الأنهار ما جريانها *** إلا انفعاله قطرة لنداك

قصيدة يا شهر رمضان تمهل

يا شهر رمضان ترفق..
دموع المحبين تدفق. قلوبهم من ألم الفراق تشقق..
عسى وقفة الوداع تطفئ
من نار الشوق ما أحرق..
عسى ساعة توبة وإقلاع
ترقع من الصيام ما تخرق..
عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق..
عسى أسير الأوزار يطلق. عسى من استوجب النار يعتق..
عسى وعسى من قبل يوم التفرقِ
إلى كل ما نرجو من الخير نرتقي
فيجبر مكسور ويقبل تائبٌ
ويعتق خطاء ويسعد من شقي

أجمل ما قيل في العشر الأواخر

فالوداع من أصعب المشاعر التي قد يخبرها الإنسان، ولحظات الوداع طالما اقترنت مع كمية الحب، فالمحب يحزن عندما يفارق حبيبه، وهكذا هم المسلمون في فراقهم لشهر رمضان وعره الأواخر الذي قيلت فيه أجمل الأقوال، ومنها:

يقول أحدهم: يكفيني في تلك العشرة، وجود ليلة كليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، أسأل الله أن يجعلنا من المقبولين فيه، وأن يعيده علينا بالخير والبركة.
يقول رجل: إنّ ليلة القدر هي الاشتقاق السعيد عن العظمة وعن علو الشأن بمن أراد شيء من تلك الصفات فليحسن قيامها.
يقول آخر: جعل الله أيّامكم عامرة بالخير والبركة، وفي العشر الأواخر أقول كل عام وأنتم بألف خير ورحمة.
يقول رجل: لقد هلّت علينا نفحات الخير والبركة، فاستعدوا لخير الطاعات، كل عام وأنتم بخير.
يعلّق آخر: لا تيأسوا من رحمة إله ولا تتركوا العشر الأواخر تنفرط من بين أيديكم، على حين غرّة، قوموا إلى طاعاتكم هدانا وهداكم الله.